مظاهرات شبابية حول العالم من أجل المناخ

الآلاف قاطعوا الدراسة وحملوا اللافتات للتعبير عن آرائهم

طلاب المدارس والجامعات في لندن يشاركون في مظاهرة من أجل المناخ (إ.ب.أ)
طلاب المدارس والجامعات في لندن يشاركون في مظاهرة من أجل المناخ (إ.ب.أ)
TT

مظاهرات شبابية حول العالم من أجل المناخ

طلاب المدارس والجامعات في لندن يشاركون في مظاهرة من أجل المناخ (إ.ب.أ)
طلاب المدارس والجامعات في لندن يشاركون في مظاهرة من أجل المناخ (إ.ب.أ)

أمس الجمعة، خرج عشرات الآلاف من طلاب المدارس والجامعات في عدد من المدن الأوروبية، حاملين اللافتات التي تطالب الحكومات بالتصرف السريع، وتلافي الآثار الكارثية لتغير المناخ. وجاءت المظاهرات ضمن حركة انتشرت سريعاً في بلدان الاتحاد الأوروبي وفي العالم، لإجبار الكبار على الالتفات للتأثيرات المدمرة للاحتباس الحراري. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، شهدت ثلاث مدن بلجيكية مظاهرات شابة شارك فيها نحو 30 ألف طالب، وفي الأسبوع نفسه انتقلت المظاهرات إلى ألمانيا؛ حيث ترك عشرة آلاف طالب مدارسهم ليحملوا لافتات تقول: «لنجعل كوكبنا عظيماً مرة أخرى» و«لا توجد خطة بديلة».
وبالأمس، تغيب آلاف الطلاب في بريطانيا، ليتظاهروا تحت شعار «إضراب شبابي من أجل المناخ»، احتجاجاً على «عدم اتخاذ إجراء حكومي لمكافحة أزمة المناخ»، حسبما ذكرت شبكة طلابية.
وشهدت أكثر من 60 مدينة بريطانية مسيرات نظمتها جمعية «يوث سترايك فور كلايمت» (إضراب الشباب من أجل المناخ). وقال المنظمون - حسب ما نقلت محطة «آي تي في» - إنهم يريدون أن تقوم الحكومات بإعلان حالة الطوارئ، وأن تتخذ خطوات فعالة لمعالجة الأمر، وأن «تعالج الأزمة البيئية كأولوية تعليمية». ومن ضمن المطالبات أيضاً أن يخفض سن التصويت الانتخابي لـ16 عاماً بدلاً من 18؛ حيث يرى المتظاهرون أنهم أكثر من سيتضرر في المستقبل.
ولن يكون هذا الإضراب الأخير، إذ ينتظر أن تشهد ألمانيا وبلجيكا وسويسرا وهولندا وأستراليا والولايات المتحدة الأميركية مظاهرات مماثلة، في الخامس عشر من شهر مارس (آذار) القادم، تأتي ضمن حركة عالمية تطالب بالتحرك السريع.
الطالبة سكارليت هيوز (11 عاماً) التي نزلت إلى شوارع لندن برفقة المئات من زملائها بالمدرسة، قالت لمحطة «آي تي في» التلفزيونية، إنها تريد أن تخفض الحكومة سن التصويت القانوني، حتى يتسنى لها إبداء الرأي في مستقبلها. وأضافت: «لا نستطيع ترك الأمر للكبار؛ لأنه من الواضح أنهم ليست لديهم القدرة على الحل».
وتبارى المشاركون في كتابة رسائل على اللافتات؛ حيث طالب بعضها بـ«خطة طوارئ»، ووصف بعضها الآخر ما يحدث بأنه «جنون وليس بيئة»، بينما قرر أحد الطلاب وضع رسالة ساخرة قال فيها: «لماذا يجب عليَّ أن أنظف حجرتي بينما العالم في فوضى؟».
وأشارت طالبة بجامعة «ساسيكس» إلى اعتقادها بأن الاهتمام بالمناخ يجب أن تكون له الأولوية في أعمال الحكومة.
ومن جانبها قالت آنا تايلور، من جمعية «شبكة طلاب المملكة المتحدة للمناخ»: «نحن في سباق يائس مع الزمن، لنستطيع إحداث تغيير مجدٍ، ولهذا نرى الشباب حول العالم يحاسبون حكوماتهم على إنجازاهم المتدنية بشأن المناخ. إذا لم نتخذ إجراءات فعالة فسيكون المستقبل مظلماً بالنسبة للأجيال التي ولدت ونشأت في ظل هذا التدهور».


مقالات ذات صلة

«كوب 16» الرياض يقدم إرثاً داعماً لجهود مكافحة التصحر عالمياً

عالم الاعمال «كوب 16» الرياض يقدم إرثاً داعماً لجهود مكافحة التصحر عالمياً

«كوب 16» الرياض يقدم إرثاً داعماً لجهود مكافحة التصحر عالمياً

شهد مؤتمر الأطراف الـ16 لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الرياض، إطلاق «أجندة عمل الرياض» لتقديم عمل دائم بشأن إعادة تأهيل الأراضي.

الاقتصاد استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)

«مؤتمر الأطراف الـ16» في الرياض يضع أسساً لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً

وضع «مؤتمر الأطراف السادس عشر (كوب 16)» لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر»، الذي اختتم أعماله مؤخراً بالرياض، أسساً جديدة لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
بيئة بعد 30 عاماً من السكون... أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك نحو الشمال

بعد 30 عاماً من السكون... أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك نحو الشمال

يتحرك أكبر جبل جليدي في العالم مرة أخرى بعد أن حوصر في دوامة طوال معظم العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

لا تزال المداولات مستمرة في الساعات الأخيرة قبل اختتام مؤتمر «كوب 16» المنعقد بالرياض.

عبير حمدي (الرياض)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.