25 حوثياً في يد قبائل حجور والمواجهات تمتد إلى عمران

TT

25 حوثياً في يد قبائل حجور والمواجهات تمتد إلى عمران

دخلت المعارك التي تخوضها قبائل حجور ضد الميليشيات الحوثية شرقي مديرية «كشر» في محافظة حجة أمس يومها الـ20 وسط استبسال من رجال القبائل وضربات مساندة من طيران تحالف دعم الشرعية لاستهداف تعزيزات الميليشيات وأسلحتها الثقيلة.
وفيما أكدت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط» وقوع 25 أسيراً حوثياً في قبضة رجال قبائل حجور بعد تحرير مواقع جبلية استراتيجية في منطقة «العبيسة» شرقي مديرية كشر، أكدت أن المعارك امتدت أمس شرقاً إلى أولى مديريات محافظة عمران المجاورة، وهي قفلة عذر، بعد تدخل قبائلها لقطع إمدادات الجماعة وتعزيزاتها باتجاه قبائل حجور.
وأفادت المصادر بأن مسلحي القبائل من «ذو سودة وذو نحزة» في مديرية قفلة عذر، اعترضوا عربتين عسكريتين للميليشيات أمس لمنعهما من التقدم غرباً لإسناد عناصر الميليشيات في منطقة العبيسة، قبل أن تندلع المعارك في المنطقة بقيادة الزعيم القبلي الشيخ صالح سودة.
وقدرت المصادر سقوط 5 قتلى حوثيين خلال المواجهات، بالتوازي مع استمرار الميليشيات المتمركزة في منطقة المندلة بقصف القرى والمنازل في منطقة العبيسة، ومحاولة التقدم مجدداً لاستعادة المواقع الجبلية التي خسرتها الجماعة في الأيام الماضية.
وبحسب المصادر الميدانية التي تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، تدخل طيران التحالف الداعم للشرعية لاستهداف مواقع الميليشيات الحوثية في منطقة «المندلة» وسط معارك ضارية وقصف مكثف من الميليشيات ومحاولات زحف باتجاه جبلي الشاحي والحوج.
وقال قائد المقاومة القبلية في حجور الشيخ أبو مسلم الزعكري، في تصريحات على صفحته في «فيسبوك»، إن رجال القبائل يسطرون صموداً لا نظير له تحت قذائف السلاح الثقيل للميليشيات وجحافل الجماعة الغازية في جبلي الشاحي والحوج.
وبحسب مصادر قبلية وناشطين يمنيين، شنّت الجماعة الحوثية هجوماً من 3 محاور باتجاه منطقة العبيسة، ليل الثلاثاء، غير أن رجال القبائل في حجور تمكنوا من صدّ الزحف وأجبروا عناصر الجماعة على التراجع.
وتناقل الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لدبابة حوثية تمكن رجال قبائل حجور من إحراقها، كما تناقلوا صوراً للأسرى الحوثيين الذين حشدتهم الجماعة من مناطق مختلفة لغزو مديرية «كشر». ومنذ بدء المواجهات، كسر مسلحو قبائل حجور شرقي مديرية كشر الهجمات الحوثية كافة، واستعادوا عدداً من المواقع والجبال، في حين تقدر المصادر القبلية أن الجماعة تكبدت نحو 100 قتيل وجريح من عناصرها حتى الآن.
ودعا زعماء قبليون في محافظة حجة أمس رجال القبائل في عمران وبقية مناطق حجة إلى النفير لمساندة قبائل حجور وقفلة عذر، وصولاً إلى تطهير آخر معقل حوثي في مديرية «كشر» في منطقة المندلة المحاذية لمديرية القفلة.
ويمنع رجال قبائل حجور في مديرية كشر منذ 2011 دخول الحوثيين إلى مناطقهم، وسبق أن خاضوا جولات من المعارك ضد الجماعة غربي المديرية في منطقة عاهم ومحيطها.
ودفع هذا الصمود من قبائل حجور الجماعة الحوثية إلى محاولة اختراق المديرية من الداخل عبر الاستقطاب بالمال والمناصب، غير أنها لم تنجح في ذلك، ما جعلها تعاود الكرة هذه المرة لاقتحام المديرية عسكرياً من جهة الشرق، ابتداء من منطقة «العبيسة».
وتسعى الجماعة الحوثية - بحسب مصادر قبلية - إلى تجييش عناصرها في المديريات المجاورة لمديرية «كشر» لفرض الحصار على مناطق قبائل حجور من جميع الجهات، غير أن زعماء القبائل في هذه المناطق يرفضون حتى الآن تسهيل خطة الجماعة لشنّ هجوم شامل على مختلف جهات المديرية.
وتحتل مديرية كشر موقعاً استراتيجياً لإطلال جبالها الشرقية على الساحل الغربي في محافظة حجة الحدودية، ويمر عبرها الطريق الرئيس المتجه من صنعاء وعمران وصعدة باتجاه مديريات حجة الشمالية الغربية حيث ميدي وحرض وحيران.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».