عون يتريث في قرار مشاركته في قمة شرم الشيخ

عون يتريث في قرار مشاركته في قمة شرم الشيخ
TT

عون يتريث في قرار مشاركته في قمة شرم الشيخ

عون يتريث في قرار مشاركته في قمة شرم الشيخ

تريث رئيس الجمهورية ميشال عون في التأكيد للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الذي زاره الاثنين الماضي في قصر بعبدا ما إذا كان سيحضر القمة الأوروبية العربية التي ستعقد في شرم الشيخ في 24 و25 من الشهر الجاري.
وعزا مصدر رئاسي التريث في الإجابة عن مشاركته في القمة أو عدمه، إلى أنه سيتشاور مع الحريري بمستوى الحضور اللبناني الرسمي، وأن ذلك سيتقرر بعد نيل الحكومة الثقة. وكان سفير مصر لدى لبنان نزيه النجاري سلّم عون الثلاثاء رسالة خطية تتضمن دعوته لحضور القمة جاء فيها أن الرئيس المضيف لهذه القمة يعتبر أن «مشاركة الرئيس عون سيكون لها بالغ الأثر في إنجاح أعمالها». وركّز السيسي في رسالته على أهمية قمة شرم الشيخ التي «تمثّل فرصة سانحة للبناء على العلاقات العربية الأوروبية المتميزة وسيُعمل على إثراء التعاون بيننا في شتى المجالات وكشركاء من أجل تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي وتحقيق رخاء ورفاهية وأمن شعوبنا» وفقاً لما ورد في الرسالة.
وأوضح مصدر دبلوماسي أن هذه القمة تعقد لأول مرة منذ إنشاء الحوار العربي - الأوروبي وهي الأولى من نوعها تعقد على أرض عربية. وأفاد بأن مستوى التمثيل الأوروبي سيكون منخفضاً بالنسبة لمشاركة رؤساء الدول، وفي مقدمة الغائبين عن هذه القمة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، كما أن لا جدول أعمال لهذه القمة بسبب الخلافات التي تمسك بها وزراء الخارجية في اجتماع بروكسل الأخير. ويعود الخلاف إلى القضايا التي يجب أن يتضمنها جدول أعمال القمة. فوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل شدّد على ضرورة تضمين هذا الجدول العودة الآمنة لآلاف النازحين السوريين، فيما اختلف معه نظراؤه الأوروبيون الذين تمسكوا بموقفهم السابق وهو العودة الطوعية للنازح.
وذكر مصدر دبلوماسي لبناني شارك في مؤتمر بروكسل أن الجانب الأوروبي تمسك بعدم مناقشة هذه القضية أو أي قضايا سياسية أخرى كالقضية الفلسطينية أو الأزمة السورية أو اليمنية، وحصر مواضيع البحث بالمناخ والفساد والبيئة والطاقة وسواها. إلا أن باسيل رفض ذلك وتبعه آخرون ومنهم وزراء أوروبيون لأن موقفهم غير موحد حتى في القضايا التي يريدون طرحها.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.