في «اليوم العالمي للإذاعة»...حوار وتسامح وسلام عبر الأثير

5 محطات تحتفل بالمناسبة بحلقة موحدة في بيروت

مسؤول برامج الاتصال والمعلومات في اليونيسكو يدير الحلقة الحوارية
مسؤول برامج الاتصال والمعلومات في اليونيسكو يدير الحلقة الحوارية
TT

في «اليوم العالمي للإذاعة»...حوار وتسامح وسلام عبر الأثير

مسؤول برامج الاتصال والمعلومات في اليونيسكو يدير الحلقة الحوارية
مسؤول برامج الاتصال والمعلومات في اليونيسكو يدير الحلقة الحوارية

في 13 فبراير (شباط) من كل عام، يحتفل العالم بـ«اليوم العالمي للإذاعة» الذي أقرته منظمة اليونيسكو في عام 2011، والذي اعتمدته بعدها الجمعية العامة للأمم المتحدة في روزنامتها السنوية في عام 2012.
وفي هذا الإطار، تجتمع 5 محطات إذاعية في لبنان (إذاعة لبنان، وإذاعة الشرق، وصوت لبنان، وإذاعة النور، وراديو دلتا) عند الثالثة من بعد ظهر اليوم، للاحتفال بالعيد من خلال بث حلقة حوارية موحدة فيما بينها، بعنوان «الحوار والتسامح والسلام».
وتأتي هذه المبادرة التي يشارك في تنظيمها كل من المكتب الإقليمي لمنظمة اليونيسكو، ومركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، لتشكل النسخة الثامنة هذه السنة، ولتؤكد على الدور الإعلامي الذي لا تزال تمارسه حتى اليوم، في ظل المنافسة الحامية التي تشهدها من قبل وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المرئي.
«نحاول في هذه المناسبة من كل عام توعية الناس بأهمية الدور الذي تلعبه الإذاعات في حياتنا اليومية»، يقول جورج عواد مسؤول برامج الاتصال والمعلومات في اليونيسكو الذي يدير الحلقة الحوارية المذكورة مع ضيوفه ريتا نجيم الرومي مديرة البرامج في «إذاعة لبنان»، وشادي معلوف مسؤول البرامج في إذاعة «صوت لبنان 93.3»، وكمال ريشا مدير «إذاعة الشرق»، وميراي عيد مديرة البرامج في «راديو دلتا»، وعدي موسوي مسؤول البرامج الثقافية في «إذاعة النور».
وعن مدى الاستمرارية التي لا تزال تتمتع بها الإذاعات عامة، يوضح عواد، في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «إنها لا تزال حاضرة بنسبة جيدة على أرض الواقع، إن في لبنان وإن في العالم. ولعل سكان المناطق الريفية هم الأكثر تشبثاً بها كوسيلة إعلامية سريعة وموضوعية معاً». ويرى عواد أن مستقبل الإذاعات والغموض الذي يكتنفه هو نفسه الذي يجوز أيضاً على باقي وسائل الإعلام، ولا سيما المرئية، في ظل انتشار الإعلام الرقمي. ويعلق: «لقد التحقت الإذاعة أيضاً بهذا الفضاء، وصار في إمكان متابعي هذه الوسيلة التقاط موجاتها عبر الإنترنت والتطبيقات الإلكترونية الخاصة بها. فالخطر الذي يهددها هو نفسه الذي يهدد وسائل إعلامية أخرى، مكتوبة ومرئية، إلا أن ميزة الإذاعة تكمن في تقديم خدماتها للمستمع مجاناً، من دون الحاجة إلى الاستعانة بخدمات إلكترونية (اشتراك إنترنت) أو (صحون لاقطة)».
ويفوق عدد المحطات الإذاعية في لبنان، من «إف إم» و«إيه إم»، 20 محطة تبث من الأراضي اللبنانية. كما يلتقط اللبنانيون موجات إذاعية غير محلية توجه بثها إلى منطقة الشرق الأوسط، أمثال «مونت كارلو» و«بي بي سي» وغيرها. وتطول لائحة نجوم الإذاعة في لبنان، منذ انطلاق إذاعة لبنان الرسمية في عام 1938، مروراً بإذاعات محلية أخرى تأسست في فترة الحرب، وصولاً إلى أخرى احتلت فضاء موجات الـ«إف إم» منذ فترة قصيرة حتى اليوم.
فاللبنانيون لا ينسون أصوات مذيعات شهيرات أمثال الراحلتين ناهدة فضل الدجاني وادفيك شيبوب، اللتين اشتهرتا بتقديم برامج إذاعية كثيرة، ومن الأصوات الرجالية في ذاكرتهم الراحل شريف الأخوي، ومن بين المذيعات والمذيعين الذين شكلوا بحضورهم المحبب وصوتهم الدافئ علامات فارقة في الإعلام المسموع الراحلون رياض شرارة وعمر الزين وإيلي صليبي، فيما أسست كل من ماغي فرح ووردة زامل وكابي لطيف وميريلا يزبك ويولا سليمان، وغيرهن لإعلام مسموع معاصر يختلف في الأداء والموضوعات وطريقة التحاور، فتحولن إلى أيقونات محببة يرسمها أرباب هذه المهنة من الجيل الحالي في مخيلته كركيزة أساسية ينطلق من خلالها في مشواره الإذاعي.
«الإذاعة لا يمكن أن تموت، فهي الوسيلة الإعلامية الأقل عنفاً بين زملائها، من مرئية ومكتوبة. فعبر الأثير، لا نستطيع أن نرى صور دماء وحروب وإرهاب»، تقول وردة زامل إحدى المذيعات المخضرمات في لبنان، وأكثرهن شهرة عبر موجات الإذاعة، وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تُشكل أخبارها مصدراً مسؤولاً؛ لا تتضارب فيها المعلومات عبثاً، كما في غيرها. أما شاشات التلفزة، فهي تنوء تحت حمل ما يسمونه (الرايتينغ)، فتتسابق في نشر الفضائح وأخبار العنف كي تبقى موجودة على الأرض. ومن يدعي أن الإذاعة تعيش حالة من التراجع، أقول له من خلال خبرتي واستمراري في تقديم البرامج الإذاعية إن هناك كماً لا يستهان به من المستمعين الذين يُبدون آراءهم أمامي، وتعليقاتهم على برامجي بشكل دائم، مما يعني أن الإذاعة لا تزال تنبض بفضل حب الناس لها».
أما ريما نجيم التي تعتبر اليوم من الإعلاميات الرائدات في عالم المسموع، فتعلق بالقول: «اليوم العالمي للإذاعة يعني لي الكثير، لأنها شغفي، وهي الحلم الذي راودني منذ نعومة أظافري، عندما كنت أمسك بفرشاة شعري وأتخيلها المذياع الذي أقدم من ورائه برنامجاً ما». وحسب نجيم، فإن أهم نجوم التلفزيون في لبنان ولدوا من رحم الإذاعات. وتتابع في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «التجربة الإذاعية تولد لدى صاحبها خلفية إعلامية غنية، تخوله بأن يتسم بالموضوعية، وبالتحكم في إدارة حواراته بشكل محترف».
في حين يرى شادي معلوف، مدير البرامج في إذاعة «صوت لبنان» (في ضبية)، أن اليوم العالمي للإذاعة هو بمثابة لفتة جميلة من الأمم المتحدة تلامس المذيعين والمستمعين معاً، ليكون بمثابة تحية تكريمية لهما، ويضيف في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «الإذاعة لا تزال تشكل الوسيلة الأقرب والأسهل للناس، كما أنها لا تفرق بين غني وفقير لكونها متاحة أمام الجميع. كما أنها تشكل الوسيلة الإعلامية الآمنة له في أثناء قيادته لسيارته، والأفضل في ظل الانقطاع الدائم للكهرباء في لبنان، والأسرع والأقل كلفة في أي زمان ومكان».


مقالات ذات صلة

«إيه بي سي نيوز» تدفع 15 مليون دولار لمكتبة ترمب الرئاسية لتسوية دعوى تشهير

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (إ.ب.أ)

«إيه بي سي نيوز» تدفع 15 مليون دولار لمكتبة ترمب الرئاسية لتسوية دعوى تشهير

وافقت شبكة «إيه بي سي نيوز» على دفع 15 مليون دولار لصالح مكتبة دونالد ترمب الرئاسية، لتسوية دعوى قضائية تتعلق بتصريح غير دقيق من المذيع جورج ستيفانوبولوس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة عربية المهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر (صفحة المجلس على «فيسبوك»)

مصر: قرارات جديدة لمواجهة «فوضى الإعلام الرياضي»

أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز مجموعة قرارات، اعتماداً لتوصيات لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي.

محمد الكفراوي (القاهرة)
أوروبا مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)

ثلثهم على أيدي الجيش الإسرائيلي... مقتل 54 صحافياً في عام 2024

قُتل 54 صحافياً حول العالم أثناء قيامهم بعملهم أو بسبب مهنتهم في عام 2024، ثلثهم على أيدي القوات الإسرائيلية، وفق ما أظهر تقرير سنوي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الصحافي سامح اللبودي والزميلة بيسان الشيخ من «الشرق الأوسط»

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

فازت «الشرق الأوسط» بالجائزة البرونزية للصحافة الاستقصائية العربية التي تمنحها مؤسسة «أريج»، عن تحقيق: قصة الإبحار الأخير لـ«مركب ملح» سيئ السمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.