ملكة هولندا تزور أردنية فتحت بيتها دار ضيافة للأجانب

فاطمة الزعبي تستقبل الملكة ماكسيما (أ.ف.ب)
فاطمة الزعبي تستقبل الملكة ماكسيما (أ.ف.ب)
TT

ملكة هولندا تزور أردنية فتحت بيتها دار ضيافة للأجانب

فاطمة الزعبي تستقبل الملكة ماكسيما (أ.ف.ب)
فاطمة الزعبي تستقبل الملكة ماكسيما (أ.ف.ب)

استقبلت امرأة أردنية تعيش في منزل قديم بمدينة السلط زائرة خاصة للغاية، وهي الملكة ماكسيما ملكة هولندا. كانت الملكة ماكسيما في زيارة تستغرق بضعة أيام للأردن، بوصفها المحامي الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للتمويل الشامل من أجل التنمية. وكان هدفها التصدي لموضوع حصول الفئات السكانية الضعيفة على الخدمات المالية في الأردن.
وتوقفت عند منزل فاطمة الزعبي، وهي مقاولة حوّلت منزلها، الذي بني في عام 1926، إلى منطقة جذب سياحي. وأمضت «ماكسيما» فترة العصر مع السيدة الأردنية، وتذوقت بعض الأطباق الشهية. وقالت ملكة هولندا: «من المهم للغاية أن تكون المرأة مستقلة. والأمثلة رائعة... والاستثمار في نجاح النساء وتحولهن إلى نماذج يحتذى بها أمام النساء الأخريات أمر مهم للغاية».
وبدأت فاطمة نشاطها التجاري بعد الحصول على قرض صغير من صندوق المرأة «ميكروفند فور وومن» وهو منظمة غير هادفة للربح تأسست عام 1996، تقدم خدمات مالية لأصحاب الأعمال الصغيرة ذوي الدخل المحدود. وبقرض قيمته 200 دينار أردني (280 دولار أميركي)، تمكنت المرأة، وهي أمّ لخمسة أطفال، من بدء نشاط تجاري صغير لبيع أطباق محلية الصنع. ومنذ ذلك الحين، حوّلت عملها إلى شركة صغيرة لتقديم الطعام، وحوّلت منزلها إلى مركز سياحي تستضيف فيه الزوار، وتقدم لهم الطعام اللذيذ، وتحكي لهم قصصاً عن تاريخ الأردن وثقافته. وأوضحت فاطمة: «صارت إلى مكانتي بالمجتمع... صرت سيدة مجتمع... صار الناس يعرفوني أم محمد العمايرة للتواصي... عدا عن هيك إني قدرت أثبت جدارتي وقوتي، إني سيدة منتجة وبتحدى.. يعني كل سيدة أنها عندها اضطهاد أو تعنيف أو أي مشكلة أنها تعمل مشروع أو تنجح». وتقول منى سختيان، مديرة صندوق المرأة، إن الصندوق قدم قروضاً لأكثر من 150 ألف امرأة مثل فاطمة في مختلف أنحاء البلاد. وأضافت: «الفكرة أنه بمبلغ صغير بتقدر الست تعمل مشروع كتير صغير، عشان هيك اسمه ميكرو... بتقدر من خلاله تدعم دخلها للعائلة... منها بكون يا مشروعات إنتاجية أو مشروعات خدمية... من الإنتاج كتير مرات بكون بالأكل أو بالأعمال اليدوية الحلوة».
وأعربت فاطمة عن أملها في أن يحذو مزيد من النساء حذوها، وأن يشعرن بالتمكين والقدرة على تحمل مسؤولياتهن في الحياة، من خلال بدء مشروعات تجارية.
وقالت: «بتمنى أنه كل سيدة أنها تعمل مشروع، وما في فقر بالعالم... في عندنا قلة تفكير وقلة تركيز... لو كل سيدة فكرت شوي وحلمت هيك وغمضت عيونها راح تنجح وتصير».
وفقاً للبيانات التي نشرها البنك المركزي الأردني في عام 2017، ارتفعت نسبة البالغين الذين يحصلون على خدمات مالية من 24.6 في المائة إلى 33.1 في المائة. وهناك استراتيجية وطنية تركز على الوصول إلى عدد أكبر من الناس الذين لا يستطيعون الحصول على هذه الخدمات، بما في ذلك النساء، والأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية واللاجئون.



بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
TT

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى، فإن المصرية مريم شريف تفوقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بالدورة الرابعة لـ«مهرجان البحر الأحمر السينمائي» التي تَنافس على جوائزها 16 فيلماً، وترأس لجنة تحكيمها المخرج العالمي سبايك لي، لتحوز جائزة «اليسر» لأفضل ممثلة عن أدائها لشخصية «إيمان»، الشابة التي تواجه التّنمر بسبب قِصرِ قامتها في فيلم «سنو وايت»، وذلك خلال حفل ختام المهرجان الذي أقيم الخميس في مدينة جدة السعودية.

وعبّرت مريم عن سعادتها بهذا الفوز قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «الحمد لله، هذه فرحة كبيرة تكلّل جهودنا طوال فترتي التحضير والتصوير، لكنني أحتاج وقتاً لأستوعب ذلك، وأشكر أستاذة تغريد التي أخضعتني لورشِ تمثيلٍ عدة؛ فكُنا نجلس معاً لساعات طوال لتُذاكر معي الدّور وتوضح لي أبعاد الشخصية، لذا أشكرها كثيراً، وأشكر المنتج محمد عجمي، فكلاهما دعماني ومنحاني القوة والثقة لأكون بطلة الفيلم، كما أشكر مهرجان (البحر الأحمر السينمائي) على هذا التقدير».

المخرجة تغريد أبو الحسن بين منتج الفيلم محمد عجمي والمنتج محمد حفظي (إدارة المهرجان)

سعادة مريم تضاعفت بما قاله لها المخرج سبايك لي: «لقد أذهلني وأبهجني برأيه حين قال لي، إن الفيلم أَثّر فيه كثيراً بجانب أعضاء لجنة التحكيم، وإنني جعلته يضحك في مشاهد ويبكي في أُخرى، وقلت له إنه شرفٌ عظيم لي أن الفيلم حاز إعجابك وجعلني أعيش هذه اللحظة الاستثنائية مع أهم حدث في حياتي».

وأضافت مريم شريف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنها لم تُفكّر في التمثيل قبل ذلك لأن السينما اعتادت السخرية من قِصار القامة، وهو ما ترفضه، معبّرة عن سعادتها لتحقيق العمل ردود أفعال إيجابية للغاية، وهو ما كانت تتطلّع إليه، ومخرجته، لتغيير أسلوب تعامل الناس مع قِصار القامة لرؤية الجمال في الاختلاف، وفق قولها: «نحن جميعاً نستحق المساواة والاحترام، بعيداً عن التّهكم والسخرية».

وكان قد شهد عرض الفيلم في المهرجان حضوراً لافتاً من نجوم مصريين وعرب جاءوا لدعم بطلته من بينهم، كريم فهمي الذي يشارك بصفة ضيف شرف في الفيلم، وبشرى التي أشادت بالعمل، وكذلك أمير المصري ونور النبوي والمنتج محمد حفظي.

قُبلة على يد بطلة الفيلم مريم شريف من الفنان كريم فهمي (إدارة المهرجان)

واختارت المخرجة أن تطرح عبر فيلمها الطويل الأول، أزمة ذوي القامة القصيرة الذين يواجهون مشاكل كبيرة، أقلّها تعرضهم للتنمر والسخرية، وهو ما تصدّت له وبطلتها عبر أحداث الفيلم الذي يروي قصة «إيمان» قصيرة القامة التي تعمل موظفة في أرشيف إحدى المصالح الحكومية، وتحلم مثل كل البنات بلقاءِ فارس أحلامها وتتعلق بأغنية المطربة وردة الجزائرية «في يوم وليلة» وترقص عليها.

وجمع الفيلم بين بطلته مريم شريف وبعض الفنانين، ومن بينهم، كريم فهمي، ومحمد ممدوح، ومحمد جمعة، وخالد سرحان، وصفوة، وكان الفيلم قد فاز بوصفه مشروعاً سينمائياً بجائزة الأمم المتحدة للسكان، وجائزة الجمعية الدولية للمواهب الصاعدة في «مهرجان القاهرة السينمائي».

وعلى الرغم من أن مريم لم تواجه الكاميرا من قبل، بيد أنها بدت طبيعية للغاية في أدائها وكشفت عن موهبتها وتقول المخرجة: «كنت مهتمة أن تكون البطلة غير ممثلة ومن ذوات القامة القصيرة لأحقق المصداقية التي أردتها، وحين التقيت مريم كانت هي من أبحث عنها، وكان ينقصنا أن نقوم بعمل ورش تمثيل لها، خصوصاً أن شخصية مريم مختلفة تماماً عن البطلة، فأجرينا تدريبات مطوّلة قبل التصوير على الأداء ولغة الجسد والحوار، ووجدت أن مريم تتمتع بذكاء لافت وفاجأتني بموهبتها».

لم يكن التمثيل يراود مريم التي درست الصيدلة في الجامعة الألمانية، وتعمل في مجال تسويق الأدوية وفق تأكيدها: «لم يكن التمثيل من بين أحلامي لأن قِصار القامة يتعرضون للسخرية في الأفلام، لكن حين قابلت المخرجة ووجدت أن الفيلم لا يتضمّن أي سخرية وأنه سيُسهم في تغيير نظرة كثيرين لنا تحمست، فهذه تجربة مختلفة ومبهرة». وفق تعبيرها.

ترفض مريم لقب «أقزام»، وترى أن كونهم من قصار القامة لا يحدّ من قدرتهم ومواهبهم، قائلة إن «أي إنسان لديه مشاعر لا بد أن يتقبلنا بدلاً من أن ننزوي على أنفسنا ونبقى محبوسين بين جدران بيوتنا خوفاً من التنمر والسخرية».

تغريد أبو الحسن، مخرجة ومؤلفة الفيلم، درست السينما في الجامعة الأميركية بمصر، وسافرت إلى الولايات المتحدة للدراسة في «نيويورك أكاديمي» قبل أن تُخرج فيلمين قصيرين، وتعمل بصفتها مساعدة للمخرج مروان حامد لسنوات عدّة.

المخرجة تغريد أبو الحسن وبطلة الفيلم مريم شريف (إدارة المهرجان)

وكشفت تغريد عن أن فكرة الفيلم تراودها منذ 10 سنوات: «كانت مربية صديقتي من قِصار القامة، اقتربتُ منها كثيراً وهي من ألهمتني الفكرة، ولم أتخيّل أن يظهر هذا الفيلم للنور لأن القصة لم يتحمس لها كثير من المنتجين، حتى شاركنا الحلم المنتج محمد عجمي وتحمس له».

العلاقة التي جمعت بين المخرجة وبطلتها كانت أحد أسباب تميّز الفيلم، فقد تحولتا إلى صديقتين، وتكشف تغريد: «اقتربنا من بعضنا بشكل كبير، وحرِصتُ على أن تحضر مريم معي ومع مدير التصوير أحمد زيتون خلال معاينات مواقع التصوير حتى تتعايش مع الحالة، وأخبرتها قبل التصوير بأن أي مشهد لا ترغب به سأحذفه من الفيلم حتى لو صوّرناه».

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

وتلفت تغريد إلى مشروعٍ سينمائيّ يجمعهما مرة أخرى، في حين تُبدي مريم سعادتها بهذا الالتفاف والترحيب من نجوم الفن الذين شاركوها الفيلم، ومن بينهم: كريم فهمي الذي عاملها برفق ومحبة، ومحمد ممدوح الذي حمل باقة ورد لها عند التصوير، كما كان كل فريق العمل يعاملها بمودة ولطف.