البرلمان العربي يدعو واشنطن لرفع «السودان» من قوائم «الإرهاب»

في جلسة خاصة لحشد الدعم للخرطوم

جلسة البرلمان العربي في مقر الجامعة العربية بالقاهرة أمس (صورة من الجامعة العربية
جلسة البرلمان العربي في مقر الجامعة العربية بالقاهرة أمس (صورة من الجامعة العربية
TT

البرلمان العربي يدعو واشنطن لرفع «السودان» من قوائم «الإرهاب»

جلسة البرلمان العربي في مقر الجامعة العربية بالقاهرة أمس (صورة من الجامعة العربية
جلسة البرلمان العربي في مقر الجامعة العربية بالقاهرة أمس (صورة من الجامعة العربية

دعا البرلمان العربي، الولايات المتحدة الأميركية، أمس، إلى «رفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب»، مشدداً على أحقيته في «الانخراط بشكل كامل في المجتمع الدولي، واستعادة اندماجه السياسي والاقتصادي على كافة المستويات العربية والإقليمية والدولية، باعتباره دولة كبيرة ومحورية».
وفي ختام جلسة الاستماع الخاصة التي عقدها البرلمان، أمس، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، بشأن رفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، نوه بـ«ضرورة استفادة المجتمع الدولي من جهود وإمكانات ومبادرات جمهورية السودان إقليمياً ودولياً، لمواجهة الظواهر التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي».
وأكد البرلمان في بيان «دعم رفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، وتضامن أعضاء البرلمان معه في مطلبه العادل، وفق الحجج والأسانيد القانونية التي تثبت أحقيته في رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب».
وأشار إلى «تنفيذ السودان لكامل التزاماته في خطة المسارات الخمسة المتفق عليها مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن مكافحة الإرهاب، وإحلال السلام في دولة جنوب السودان، وتعزيز حقوق الإنسان، وتقديم المساعدات الإنسانية، ومعالجة الأوضاع بمناطق النزاعات والمناطق المحتاجة في السودان، بجانب جهوده (السودان) في إقرار منظومة القوانين الكفيلة بمكافحة الإرهاب، ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب».
وقال رئيس البرلمان العربي، الدكتور مشعل بن فهم السلمي، إن «البرلمان العربي وانطلاقاً من مسؤوليته في التعبير عن تطلعات وآمال الشعب العربي، تبنى في الجلسة التاريخية التي عقدها في الخرطوم بحضور الرئيس السوداني عمر حسن البشير، 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2017، تشكيل لجنة برئاسة رئيس البرلمان العربي، وضعت خطة لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، اعتمدها مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية التاسعة والعشرين (قمة القدس) بمدينة الظهران في المملكة العربية السعودية بتاريخ 15 أبريل (نيسان) 2018. وكلفت القمة البرلمان العربي بتنفيذ بنود هذه الخطة، وطلبت من جميع الجهات العربية المعنية تقديم كافة أشكال الدعم اللازم للبرلمان العربي، وتمكينه من التحرك على كافة الأصعدة لتنفيذ خطته».
وأشار السلمي إلى أن البرلمان العربي «أعد مذكرة قانونية تثبت بالحجج والأسانيد القانونية أحقية السودان في رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.