منظومة للذكاء الصناعي تتنبأ بتغييرات الطقس

منظومة للذكاء الصناعي تتنبأ بتغييرات الطقس
TT

منظومة للذكاء الصناعي تتنبأ بتغييرات الطقس

منظومة للذكاء الصناعي تتنبأ بتغييرات الطقس

بغرض الحيلولة دون إهدار موارد الطاقة، طور فريق من الباحثين في الولايات المتحدة منظومة جديدة للذكاء الصناعي، يمكنها التحقق من دقة تنبؤات الأرصاد الجوية، والاستفادة من هذه المعلومات من أجل التحكم في أنظمة التدفئة داخل المنازل بشكل أفضل.
وتتضمن المنظومة نموذجاً حسابياً يدرس أبعاد المنزل ومواصفاته المختلفة، مثل حجم ومساحة الغرف والمواد المستخدمة في البناء وأماكن النوافذ وغيرها، ويأخذ كافة هذه العناصر في الاعتبار عند ضبط نظام التدفئة الداخلي بالمنزل، ليتماشى مع تغير درجات الحرارة.
ويؤكد فينج كوي يو، الباحث في مجال هندسة أنظمة الطاقة بجامعة «كورنيل» الأميركية، أن هذه المنظومة الذكية يمكنها توفير استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى عشرة في المائة، حسبما كشفت دراسة أجراها فريق البحث على بناية تقع داخل حرم الجامعة، ويعود تاريخ تشييدها إلى تسعين عاما مضت، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
ونقل الموقع الإلكتروني «تيك إكسبلور» المتخصص في الأبحاث العلمية عن يو قوله: «إذا كان من الممكن إكساب البناية (الذكاء) الكافي لفهم تغيرات الطقس، فإنها سوف تقوم بشكل آلي بالتغيرات اللازمة في أنظمة التدفئة والتبريد، على نحو يساعد في ترشيد الطاقة وجعل السكان أكثر ارتياحاً».
وأوضح: «إذا كنت تعرف أن الشمس سوف تشرق قريباً، وأن الدفء سوف يعم، فإنك على الأرجح لن تحتاج إلى تشغيل نظام التدفئة بأقصى طاقة، وإذا كنت تعرف أن عاصفة على وشك أن تهب أثناء الليل، فعندئذ لا بد من تشغيل نظام التدفئة مسبقاً من أجل الحصول على درجة الحرارة المناسبة».
وقال: «نحن نحاول ابتكار منظومة ذكية لاستهلاك الطاقة، بحيث يمكنها التنبؤ بتغيرات الطقس في المستقبل واتخاذ القرارات السليمة».
وقام فريق الدراسة بتغذية المنظومة الجديدة ببيانات خاصة بالأرصاد الجوية تم تجميعها على مدار سنوات، من أجل تدريبها على القيام بتنبؤات صحيحة فيما يتعلق بالأرصاد الجوية. وتستطيع المنظومة بفضل هذه البيانات التنبؤ، ليس فقط بدرجات الحرارة؛ بل أيضاً باحتمالات سقوط الأمطار أو الثلوج، ودرجات سطوع الشمس وعوامل جوية أخرى.
ويرى يو أن الجمع بين المعادلات الخوارزمية الخاصة بمنظومات الذكاء الاصطناعي ونماذج الرياضيات، يمكن أن يصنع منظومة للتحكم في أنظمة التدفئة داخل المنازل أو أنظمة الري في المزارع، أو غيرها من المرافق في المجتمعات المدنية والريفية، سواء في الأماكن المغلقة أو المفتوحة.
واختتم يو حديثه بالقول: «ليست لدينا وسيلة مثالية للتحكم في الطقس، ولذلك فإن أفضل وسيلة هي الجمع بين الذكاء الاصطناعي ونماذج الرياضيات، من أجل تحقيق أفضل نتائج متاحة».



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».