قال المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد إن محادثاته مع حركة طالبان نجحت في التوصل إلى إطار عمل، لكنه أكد أن الطريق لا يزال طويلاً للوصول إلى اتفاق سلام. خليل زاد الذي تحدث للمرة الأولى، منذ تعيينه في منصبه في سبتمبر (أيلول) الماضي، خلال ندوة في مركز الولايات المتحدة للسلام في واشنطن مساء أول من أمس، قال إن الولايات المتحدة جادة في التوصل إلى اتفاق مع طالبان يقوم على هدفين رئيسيين، التعهد بمنع تحويل أفغانستان إلى بؤرة جديدة للإرهاب، وسحب القوات الأميركية بعد الاطمئنان إلى آلية سياسية بين الأطراف المعنية تتولى إدارة مستقبل البلد. خليل زاد الذي حاوره المستشار السابق للأمن القومي ستيفن هادلي، أضاف أن انطلاق المفاوضات ما كان ليحصل لو لم يقتنع جميع الأفرقاء وخصوصاً طالبان والأطراف الإقليمية وإدارة الرئيس ترمب بأن لا حل عسكرياً للصراع. وأشار إلى أن المفاوضات تشارك فيها جماعات سياسية وأهلية أفغانية من بينها هيئات نسائية، لضمان التوصل إلى اتفاق ينسجم مع تطلعات الشعب الأفغاني، ويحافظ على الإنجازات التي تحققت من الوجود الأميركي، كاحترام العملية الديمقراطية.
وأضاف خليل زاد أن إدارة الرئيس ترمب لا تبحث عن اتفاق للانسحاب بل عن اتفاق سلام. وأكد أنه تم التوافق على انسحاب القوات الأميركية، لكن رغم هذا التوافق فإنه إذا لم يصل إلى اتفاق على مشروع سلام يشمل توافقاً على كل خريطة الطريق وعلى مستقبل أفغانستان فلا يمكن تحقيق أي تقدم.
وقال إن أطرافاً إقليمية أخرى معنية ما عدا إيران تم التواصل معها وهي منخرطة في جهود التوصل إلى اتفاق سلام، كباكستان وروسيا.
وأضاف أن باكستان لم تكن تلعب دوراً إيجابياً في الفترة السابقة، لكن واشنطن نجحت في تغيير موقفها، وهي الآن تلعب دوراً بناء، وتمارس ضغوطها لإنجاح العملية ونطمح أن تضاعفها في المرحلة المقبلة. كما رحب بدور روسيا، قائلاً إن واشنطن ستنتظر ما ستسفر عنه اللقاءات مع الأطراف الأفغانية للحكم عليها. وفي تخفيف منه للتوقعات، قال زلماي خليل زاد إن واشنطن تأمل أنه في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في يوليو (تموز) المقبل، فعلى الأقل إلى تخفيف حدة التوتر وتمرير الانتخابات في جو سلمي. ورداً على سؤال من ستيفن هادلي قال إن البعض يتخوف من أن تُقدم الولايات المتحدة على الانسحاب من أفغانستان من دون التوصل إلى اتفاق، أكد خليل زاد أن إدارة الرئيس ترمب ملتزمة بتنفيذ خفض عدد القوات وصولاً إلى سحبها بالكامل بشكل منظم وفق التزامات وتعهدات وعملية سياسية واضحة. وأضاف أن الجميع بات أكثر اقتناعاً بعدم جدوى استمرار القتال، أميركياً وإقليمياً، والأهم داخلياً، الأمر الذي أدى إلى إطلاق المفاوضات بشكل سريع.
المبعوث الأميركي: الطريق إلى اتفاق سلام مع {طالبان} لا يزال طويلاً
المبعوث الأميركي: الطريق إلى اتفاق سلام مع {طالبان} لا يزال طويلاً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة