بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

* مشاكل التنفس من الفم
من الخطأ أن كثيرا من الناس يتنفسون بطريقة خاطئة بعدّ التنفس عملية تلقائية لا تحتاج منهم إلى عناية أو انتباه، ولا يدركون أن هناك طريقة مثلى للتنفس يجب أن يتبعها الشخص من أجل الحصول على الحد الأدنى من الأكسجين الذي يحتاجه الجسم للأكسدة الجيدة للعضلات وجميع أعضاء الجسم للقيام بوظائفه الحيوية بطريقة جيدة تحافظ على الصحة وتعززها، وذلك باتباع الطريقة الجيدة للتنفس. وفي الحقيقة، فإن نحو 80% من سكان الدول الغربية فقط يتنفسون بشكل غير صحيح.
إن التنفس من الأنف يختلف كثيرا عن التنفس من الفم من حيث: عمق التنفس، كيفية «إعداد» الهواء للدخول للرئتين، والآثار التي تنتج في الجسم. لقد خلق الفم وصمم للأكل لا للتنفس، أما الأنف والجيوب الأنفية فقد صممتا لتحسين الهواء المستنشق عن طريق التنفس، كما صمم الجزء الأعلى من قناة التنفس بطريقة «تمهد لمعالجة» الهواء الداخل للرئتين. وعند التنفس عن طريق الفم، لا تحدث معظم الوظائف المفترض حدوثها، لأن الهواء سيتجاوز هذا الجزء من الجهاز التنفسي قبل أن يدخل الرئتين.
التنفس عن طريق الأنف له عدد من المزايا الفسيولوجية للصحة واللياقة البدنية، فمثلا فإن كمية الفائدة التي يكتسبها الجسم من قيامه بالتمارين الرياضية تعتمد على طريقة التنفس التي تعودها الشخص، ويتأثر بها الأداء الصحي، والتحمل، ومستويات الطاقة لما بعد ممارسة الرياضة، وحتى القدرة على استقلاب الدهون. ومن الأخطاء التي يرتكبها معظم الناس، أيضا، التنفس المفرط (overbreathe) الذي يتميز بصفات معينة منها: التنفس من الفم، والتنفس من أعلى الصدر، التنهد، التنفس الملحوظ أثناء الراحة، وأخذ نفس عميق قبل التحدث.
هناك مجموعة من العمليات المفيدة تحدث عندما يتنفس الشخص عن طريق الأنف، وهي:
* يجري تدفئة الهواء وترطيبه قبل أن يصل إلى الرئتين.
* تقوم الأهداب أو الشعيرات الدقيقة الموجودة في بطانة الأنف بتصفية الهواء من مسببات الأمراض، الغبار، والجزيئات الغريبة الأخرى قبل أن يصل الهواء للرئتين.
* تقوم الأعصاب المنتشرة في الممرات الأنفية (والمرتبطة بالدماغ) بالتعرف على كل شيء يتنفسه الشخص وتستخدمه كمعلومات لتنظيم عملية التنفس.
* يجري تكون غاز أول (أحادي) أكسيد النيتروجين (NO) بواسطة الأنف والأغشية المخاطية للجيوب الأنفية، وهذا الغاز يعد من أقوى موسعات الشعب الهوائية والأوعية الدموية، ومن هنا فهو يساعد في خفض ضغط الدم بشكل ملحوظ ويزيد من قدرة امتصاص الأكسجين، كما يقوم غاز (NO) بقتل البكتيريا والفيروسات والجراثيم الأخرى، وعليه فالتنفس من الأنف يساعد في الوقاية من الأمراض.
* لقد وجد من دراسة نشرت في المجلة الأميركية لمراجعة الأمراض التنفسية(the American Review of Respiratory Disease)، أن مرض الربو عند الشباب يزداد مع التنفس من الفم بسبب انقباض الشعب الهوائية، إضافة لإثارة أمراض أخرى متعددة.
الخطوة الأولى لتحقيق التنفس الأمثل إذن، هو أن يجري التنفس عن طريق الأنف وليس عن طريق الفم.

* قلق الاختبارات
يبدأ حاليا أسبوع الامتحانات النهائية للفصل الدراسي الأول لهذا العام، وعادة ما تصاحب الامتحانات حالة من الخوف والقلق عند الطلبة والطالبات؛ قد تزيد لدى البعض منهم وتنقص عند الآخرين. وتظهر خطورة الحالة عندما تزيد على الحد الطبيعي، وتتمثل أهم أعراضها في الآتي:
* توتر الأعصاب، فلا يدري الطالب ماذا يدرس، وكيف يدرس، بل قد يتوقف عن الاستذكار تحت تأثير القلق.
* أن يتحول القلق الزائد إلى خوف شديد فيؤثر سلبا على قدرة الطالب على الفهم والحفظ والتذكر.
* ضعف الشهية للطعام وسوء التغذية وضعف نشاط الجسم ومنه التفكير والتذكر.
* تعرق شديد، برودة الأطراف، شحوب الوجه، سرعة النبض والخفقان في القلب.
* تتفاقم الحالة تحت تهديد الوالدين ومطالبتهم بالتفوق بظهور أعراض نفسية - جسدية (psychosomatic) تكون دفاعية لا شعورية مثل ادعاء المرض أو الشعور بالصداع والدوخة.. إلخ.
لا شك في أن فترة الامتحانات فترة مهمة مصحوبة بمشاعر القلق والتوتر والإجهاد، إلا أن هناك حدا مقبولا من التوتر، فلا تدع عزيزي الطالب تلك المشاعر تسيطر على حياتك ونتائجك سلبيا.
إليك بعض النصائح الصحية لعلها تساعدك في اجتياز هذه الفترة بسلام ونجاح:
* الحصول على قدر كاف من النوم، لا داعي للاستذكار حتى الساعات المتأخرة من الليل فهو خطأ شائع يؤثر على المستوى الذهني أثناء أداء الامتحان.
* ابتعد عن الوجبات الدسمة التي تؤدي إلى الإحساس بالخمول، وتناول وجبات خفيفة صغيرة تساعد على تنشيط الدماغ وزيادة التركيز.
* اتبع نظاما غذائيا صحيا يحتوي على الخضراوات الورقية والفواكه الطازجة فهو يساعد على التيقظ.
* عدم الإفراط في تناول الكافيين والمشروبات الغازية.
* خصص بعض الوقت لممارسة الرياضة الخفيفة لتصفية الذهن وتنشيط الدماغ وهي تساعد على الشعور بالانتعاش والعودة للمذاكرة مرة أخرى بذهن متيقظ.
* تجنب مشاهدة التلفار في هذه الفترة؛ فهو يعمل على التشويش على الدماغ. واستبدل به لحظات تأمل واسترخاء كوسيلة لإنعاش الدماغ.
* مكان الدراسة يجب أن يكون مضاء جيدا، هادئا بعيدا عن الضوضاء وألا يكــــون مكان الدراسة في غرفة النوم.
* إدارة استخدام الوقت مهمة جدا في مثل هذه الأيام، فيجب تنظيم الوقت وتوزيع المهام وعدم تأجيل الواجبات.
* وضع جدول زمني يومي يتضمن المواد الدراسية، وقت النوم، الاسترخاء، وممارسة الرياضة.
استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال
TT

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال

من المعروف أن مرض سرطان الدم الليمفاوي الحاد «اللوكيميا» (acute lymphoblastic leukemia) يُعد من أشهر الأورام السرطانية التي تصيب الأطفال على الإطلاق. وعلى الرغم من أن نسبة الشفاء في المرض كبيرة جداً وتصل إلى نسبة 85 في المائة من مجموع الأطفال المصابين، فإن خطر الانتكاس مرة أخرى يعد من أكبر المضاعفات التي يمكن أن تحدث. ولذلك لا تتوقف التجارب للبحث عن طرق جديدة للحد من الانتكاس ورفع نسب الشفاء.

تجربة سريرية جديدة

أحدث تجربة سريرية أُجريت على 1440 طفلاً من المصابين بالمرض في 4 دول من العالم الأول (كندا، والولايات المتحدة، وأستراليا ونيوزيلندا) أظهرت تحسناً كبيراً في معدلات الشفاء، بعد إضافة العلاج المناعي إلى العلاج الكيميائي، ما يتيح أملاً جديداً للأطفال الذين تم تشخيصهم حديثاً بسرطان الدم. والمعروف أن العلاج الكيميائي يُعدُّ العلاج الأساسي للمرض حتى الآن.

علاجان مناعي وكيميائي

التجربة التي قام بها علماء من مستشفى الأطفال المرضى (SickKids) بتورونتو في كندا، بالتعاون مع أطباء من مستشفى سياتل بالولايات المتحدة، ونُشرت نتائجها في «مجلة نيو إنغلاند الطبية» (New England Journal of Medicine) في مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي، اعتمدت على دمج العلاج الكيميائي القياسي مع عقار «بليناتوموماب» (blinatumomab)، وهو علاج مناعي يستخدم بالفعل في علاج الأطفال المصابين ببعض أنواع السرطانات. وهذا يعني تغيير بروتوكول العلاج في محاولة لمعرفة أفضل طريقة يمكن بها منع الانتكاس، أو تقليل نسب حدوثه إلى الحد الأدنى.

تحسُّن الحالات

قال الباحثون إن هذا الدمج أظهر تحسناً كبيراً في معدلات الفترة التي يقضيها الطفل من دون مشاكل طبية، والحياة بشكل طبيعي تقريباً. وأثبتت هذه الطريقة تفوقاً على البروتوكول السابق، في التعامل مع المرض الذي كان عن طريق العلاج الكيميائي فقط، مع استخدام الكورتيزون.

وللعلم فإن بروتوكول العلاج الكيميائي كان يتم بناءً على تحليل وراثي خاص لخلايا سرطان الدم لكل طفل، لانتقاء الأدوية الأكثر فاعلية لكل حالة على حدة. ويحتوي البروتوكول الطبي عادة على مجموعة من القواعد الإرشادية للأطباء والمختصين.

تقليل حالات الانتكاس

أظهرت الدراسة أنه بعد 3 سنوات من تجربة الطريقة الجديدة، ارتفع معدل البقاء على قيد الحياة من دون مرض إلى 97.5 في المائة (نسبة شفاء شبه تامة لجميع المصابين) مقارنة بنسبة 90 في المائة فقط مع العلاج الكيميائي وحده. كما حدث أيضاً انخفاض في نسبة حدوث انتكاسة للمرضى بنسبة 61 في المائة. وبالنسبة للأطفال الأكثر عرضة للانتكاس نتيجة لضعف المناعة، أدى تلقي عقار «بليناتوموماب» بالإضافة إلى العلاج الكيميائي، إلى رفع معدل البقاء على قيد الحياة من دون مرض، من 85 في المائة إلى أكثر من 94 في المائة.

علاج يدرب جهاز المناعة

وأوضح الباحثون أن العلاج المناعي يختلف عن العلاج الكيميائي في الطريقة التي يحارب بها السرطان؛ حيث يهدف العلاج المناعي إلى تعليم الجهاز المناعي للجسم الدفاع عن نفسه، عن طريق استهداف الخلايا السرطانية، على عكس العلاج الكيميائي الذي يقتل الخلايا السرطانية الموجودة فقط بشكل مباشر، وحينما تحدث انتكاسة بعده يحتاج الطفل إلى جرعات جديدة.

كما أن الأعراض الجانبية للعلاج المناعي أيضاً تكون أخف وطأة من العلاج الكيميائي والكورتيزون. وفي الأغلب تكون أعراض العلاج المناعي: الإسهال، وتقرحات الفم، وحدوث زيادة في الوزن، والشعور بآلام الظهر أو المفاصل أو العضلات، وحدوث تورم في الذراعين أو القدمين، بجانب ألم في موقع الحقن.

وقال الباحثون إنهم بصدد إجراء مزيد من التجارب لتقليل نسبة العلاج الكيميائي إلى الحد الأدنى، تجنباً للمضاعفات. وتبعاً لنتائج الدراسة من المتوقع أن يكون البروتوكول الجديد هو العلاج الأساسي في المستقبل؛ خاصة بعد نجاحه الكبير في منع الانتكاس.