لندن ترفض استضافة تمثال لمارغريت ثاتشر

خوفاً من المخربين ذوي الدوافع السياسية

النحات دوغلاس جينينغز بجانب تمثال رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر (أ.ف.ب)
النحات دوغلاس جينينغز بجانب تمثال رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر (أ.ف.ب)
TT

لندن ترفض استضافة تمثال لمارغريت ثاتشر

النحات دوغلاس جينينغز بجانب تمثال رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر (أ.ف.ب)
النحات دوغلاس جينينغز بجانب تمثال رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر (أ.ف.ب)

رفضت لندن الأمر، وتشعر الشرطة المحلية بالقلق منه، وقال أحد المؤيدين إنه يجب إقامة التمثال في وسط بركة من المياه، ولكن بعد جدال حاد في لجنة التخطيط المحلية، سوف يُقام تمثال مارغريت ثاتشر رئيسة الوزراء البريطانية السابقة قريباً في مسقط رأسها بغرانثام.
وبعد مرور ما يقرب من 30 عاماً على رحليها عن «داونينغ ستريت»، وافقت البلدة التي نشأت فيها بمقاطعة لنكولنشاير على تكريم أكثر بنات البلدة شهرة بالتمثال البرونزي، الذي كان من المفترض بالأساس أن يُوضَع في ساحة البرلمان البريطانية في لندن.
ومن المفتَرَض للتمثال البرونزي أن يوضع على خلفية خضراء في وسط غرانثام، بعد موافقة أعضاء المجلس على ذلك الطلب، أول من أمس، رغم تحذيرات الشرطة المحلية بأن التمثال قد يكون هدفاً للمخربين ذوي الدوافع السياسية، حسبما ذكرت صحيفة «غارديان» البريطانية.
وسوف يُقام تمثال رئيسة الوزراء المحافظة السابقة في منتصف الطريق الأخضر بين تمثالين آخرين، أحدهما للنائب البرلماني من القرن التاسع عشر فريدريك جيمس تولماتش، والآخر تمثال سير إسحاق نيوتن، الذي كان التحق بالمدرسة في تلك البلدة في صباه. واعتباراً لتوصيات الشرطة المحلية بوضع التمثال على منصة عالية بما فيه الكفاية للحيلولة دون محاولات إتلاف التمثال، فإن التمثال البالغ ارتفاع 10.5 قدم سوف يوضع على قاعدة من الارتفاع ذاته مرة أخرى.
ولقد وافق أعضاء المجلس المحلي الذين كانوا على مرمى حجر من الموقع المخطط له في المساحة الخضراء على تلة القديس بيتر، على اعتماد 300 ألف جنيه إسترليني لنحت تمثال من البرونز، عبر مقترح بذلك عُرض على مجلس مدينة غرانثام، العام الماضي، بعد رفض الخطط الأصلية لذلك التمثال في لندن.
وكان من آمال أولئك الذين يقفون وراء خطط إحضار تمثال المرأة الحديدية البرونزي إلى غرانثام توقعات التدفقات النقدية التي سوف تذهب لصالح المجلس المحلي بالمدينة إثر وصول الزوار ومحبي وأنصار السيدة ثاتشر، الذين طالما جلبتهم أقدامهم إلى المدينة التجارية الصغيرة، حيث نشأت رئيسة الوزراء السابقة كريمة أحد تجار البقالة والعمدة الأسبق.
وحتى هنا، ومع ذلك، تستمرّ أول رئيسة لوزراء بريطانيا في استقطاب الرأي العام خلال اجتماع ساخن للجنة التخطيط في مجلس المقاطعة بجنوب كيستيفين.
وقال آشلي باكستر، العضو المستقل باللجنة التي تذكرت إرث السيدة ثاتشر الذي انتقل من إضرابات عمال المناجم إلى فرض ضرائب على الاقتراع في الانتخابات: «هذا تمثال لا يريده أي شخص آخر هنا».
وذكر زملاؤه أعضاء اللجنة أن هناك رايةً لقوس قزح ترفرف خارج مبنى المجلس، وهو شيء قال إن لم يكن يمكن تصوره في عهد ثاتشر بسبب دعم حكومتها للوائح والقوانين التي كانت تحظر على المؤسسات العامة الترويج للعلاقات المثلية محلياً.
وعند نقطة معينة، توجَّه باكستر بسؤال إلى غراهام جيل، أحد منسقي مشروع التمثال، إن لم يُوضَع في الحسبان وضع التمثال على منصة دوارة، مضيفاً: «إن كانت السيدة ثاتشر تكره الالتفاف؟». ولقد استبعد رئيس اللجنة إدراج هذا السؤال ضمن المضبطة لأنه يفتقر إلى الجدية المطلوبة.
وعلى الرغم من ذلك، قال باكستر إنه لا يرى من سبب وجيه يدعو لمعارضة إقامة التمثال، التي أيدتها اللجنة التي تضم أعضاء محافظين، ورغم أن عضوة اللجنة روزماري كابيري براون ليست من أعضاء حزب المحافظين، فإنها أعربت عن أسفها لأنه ليس من الممكن وضع التمثال في وسط بركة من المياه لمنع الناس من التسلُّق عليه وإلحاق الضرر بأنفسهم.
واعترفت الزعيمة العمالية المحلية شارمين مورغان بأنها ممزقة نفسياً بشأن التمثال، على اعتبار الأموال التي سوف يجلبها الزوار، محذّرةً في الوقت نفسه من الأعباء التي يفرضها تنصيب التمثال على الشرطة المحلية، وقالت إن ثاتشر لم تفعل الكثير لمساعدة بنات جنسها من النساء، وإنها كانت تفضّل الرجال عليهن.
ومورست الضغوط بشأن التمثال من جانب أمين متحف مدينة غرانثام الذي سوف يُنصب التمثال في مواجهته. وأشار ديفيد بورلينغ أنه يحمل وزملاؤه واجب التعليم والتثقيف للجميع، مضيفاً: «لا نفعل ذلك لأجل تلاوة قصة محررة سابقاً».
وحض الناس على النظر في إمكانات الاستثمار الذي قد يولده وجود التمثال هناك، وقال إن المتحف المحلي كان على اتصال بجهات تنظيم الرحلات السياحية من جميع أنحاء العالم، وإن الزوار يتساءلون باستمرار: لماذا لا يوجد تمثال للسيدة ثاتشر في مسقط رأسها؟!
وكان المجلس المحلي قد تلقى 25 خطاباً بشأن التمثال (7 خطابات للتأييد، و17 خطاباً للاعتراض، وخطاباً واحداً اتخذ موقف الحياد). والتمثال من أعمال الفنان النحات دوغلاس جينينغز الذي عمل على تصوير السيدة ثاتشر في ردائها الباروني لمقاطعة كيستيفين مع قلادة وسام الرباط.
وتم تقديم الطلب باسم رابطة التراث بمجتمع غرانثام، التي تشرف على إدارة متحف المدينة. وجاء التمويل من مؤسسة «النداء التذكاري العام»، وهي مؤسسة خيرية معنية بتخليد النصب التذكارية للشخصيات ذات الأهمية التاريخية، وكذلك من دعوة أطلقتها رابطة التراث بمجتمع غرانثام. ولم تُستخدم الأموال العامة في تمويل التمثال، وفقاً إلى إفادة المجلس المحلي.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.