«فارزي كافيه»... هندي مع بعض التعديل

ينضم إلى قافلة مطاعم لندن بعد نجاحه في الهند ودبي

الشيف سوراب أودينيا أصغر طهاة الهند الحاصلين على نجوم وجوائز  -  أطباق عصرية تمزج ما بين مطابخ عدة
الشيف سوراب أودينيا أصغر طهاة الهند الحاصلين على نجوم وجوائز - أطباق عصرية تمزج ما بين مطابخ عدة
TT

«فارزي كافيه»... هندي مع بعض التعديل

الشيف سوراب أودينيا أصغر طهاة الهند الحاصلين على نجوم وجوائز  -  أطباق عصرية تمزج ما بين مطابخ عدة
الشيف سوراب أودينيا أصغر طهاة الهند الحاصلين على نجوم وجوائز - أطباق عصرية تمزج ما بين مطابخ عدة

لا يمضي أسبوع في لندن إلا ونسمع عن ولادة عنوان جديد للأكل، بعض الولادات تكون متعسرة، وبعضها الآخر يكون سهلاً ويثمر خيراً، ويُولَد ليستمر ويبقى ويتوسع.
وهناك موجة من تبادل افتتاح المطاعم الناجحة في شتى مدن العالم، وهذه المسألة لا تكون ناجحة في جميع الأوقات؛ لأن بعض المطاعم تناسب نوعاً معيناً من الذواقة في مدينة دون سواها، لكن عندما يتحلى صاحب المطعم أو العقل المدبر وراءه بالدراية والمعرفة في مجال المطاعم ورصد الأسواق الخاصة بها بإمكانه استباق النتيجة لافتتاح مطعم ما في مدينة ما.
وهذا ما حصل أخيراً مع افتتاح مطعم «فارزي كافيه» Farzi Café الذي فتح أبوابه منذ أسبوعين في شارع «هاي ماركت» بوسط لندن بالقرب من منطقة بيكاديللي السياحية، أمام الباحثين عن الطعام الهندي الجيد في أجواء عصرية جداً مع أقل نسبة ممكنة من الفلفل والبهارات القوية بعدما أثبت المطعم نجاحه في كل من الهند والإمارات.
في ليلة الافتتاح كان المطعم مكتظاً بالذواقة، وهذا الأمر لا يثبت نجاح المطعم؛ لأنه لا يزال في بداياته والأيام سوف تثبت نجاحه أو فشله، إن ما هو واضح الآن هو أن نوعية الطعام جيدة جداً، الديكور جميل ويعتمد على المطبخ المفتوح، والأهم هو أن رائحة الطعام لا تتسرب إلى الطاولات وتجعل رائحة الزبون أشبه بما يأكله، وهذه مشكلة تواجهها بعض المطاعم التي اختارت منهج المطابخ المفتوحة من دون التنبه لمسألة الروائح.
فكرة «فارزي كافيه» تعتمد على العصرية، افتتح أول فرع له في نيودلهي عام 2014، وكان أول مطعم يمزج ما بين الأكل الهندي التقليدي والمطبخ الجزيئي Molecular Cuisine، وهذه مغامرة حقيقية من صاحب المطعم زوراوار كارلا الذي ولد وترعرع في نيودلهي قبل أن يتخرج في جامعة بوسطن بينتلي.
الأكل كان من أولويات كارلا، والسبب هو أنه ابن جيغس كارلا أهم كاتب وناقد طعام في الهند؛ وهذا ما زرع حب الأكل في قلب كارلا الابن الذي برع في خلق قالب جديد للطعام الهندي.
ميزة أطباق «فارزي كافيه» أنها معتدلة من حيث النكهة الحريفة، وفيها الكثير من الخلط مع مطابخ أخرى، وتعتمد على الكثير من المنتجات التي لا نجدها بالعادة في المطبخ الهندي مثل الفطر.
يقف وراء الأطباق المتنوعة والخليط المتناغم في النكهات الشيف سوراب أودينيا، الذي يعتبر واحداً من أصغر الطهاة الحاصلين على جوائز كثيرة في الهند، وهو مولود في نيودلهي، واستطاع من خلال ابتكاراته المطبقة في أطباق «فارزي كافيه» أن يمزج ما بين الحداثة والعصرية والأصالة، فاختار أطباقاً تقليدية، وأضاف إليها نكهات جديدة وقدمها بقالب جديد، من الأطباق التي نجح أودينيا في ابتكارها «دال شوال ارانشيني» Dal Chawal Arancini وهذا الطبق هندي - إيطالي لأن كرات الارانشيني هي عبارة عن أرز ممزوج بالجبن أو صلصة الطماطم، وهنا تم مزج الأرز بالعدس مع إضافة بهارات هندية. ومن الأطباق اللذيذة أيضاً سلطة «كينوا مع جبن الماعز» Quinoa and Goat Cheese salad، وإذا كنت من محبي الأطباق البيروبية وتحديداً السيفيتشي أنصحك بتذوق طبق «تونا سيفيتشي» Tuna Ceviche على الطريقة الهندية. ولمحبي اللحم الأحمر فلا بد من تذوق طبق لحم الواغو Wagyu Seekh Kebab فهذا الكباب طعمه لذيذ جداً؛ لأن نوعية اللحم ممتازة وتختلف تماماً عن طعم اللحم العادي.
ومن الأطباق الجانبية اللذيذة «بورتوبيللو مع جبن الغروير» Portobello with Gruyere slider ويقدم المطعم أيضاً الخبز الخالي من الغلوتين الذي يناسب من هم يعانون من الحساسية على الدقيق الكامل.


مقالات ذات صلة

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

المطاعم و«إنستغرام»... قصة حب غير مكتملة

ديكورات جميلة ولكن مذاق الطعام عادي (إنستغرام)
ديكورات جميلة ولكن مذاق الطعام عادي (إنستغرام)
TT

المطاعم و«إنستغرام»... قصة حب غير مكتملة

ديكورات جميلة ولكن مذاق الطعام عادي (إنستغرام)
ديكورات جميلة ولكن مذاق الطعام عادي (إنستغرام)

في الماضي، كان الناس يخرجون لتناول الطعام في مطعمهم المفضل وتذوق طبقهم الألذ فيه، أما اليوم، وفي عصر وسائل التواصل الاجتماعي وتوفر كاميرا الهواتف الذكية في كل مكان وزمان، ونشر صور الطعام على منصات رقمية على رأسها «إنستغرام» أصبحت زيارة المطعم لالتقاط الصور ومشاركتها مع العالم، دون أكلها أحياناً. ولكن هل كل ما تأكله الكاميرا قبل المعدة لذيذ كما تراه في الصورة؟

برغر سمك في "فيش إند بابلز " (إنستغرام)

هناك فئة من المطاعم التي تحمل مصطلح «إنستغرامابل» Instagrammable وتعني أنها تبدو جميلة على صفحات «إنستغرام» نظراً للتركيز على شكل الأطباق وطريقة تقديمها واستخدام الألوان فيها، بعيداً عن التركيز عن النكهة والمنتج المستخدم فيها.

وفي دراسة نشرت أخيراً على موقع رقمي متخصص بأخبار المطاعم والطعام، تبين أن تصوير مأكولات (تبدو شهية مثل الكيك وأنواع الحلوى المنمقة) قد تزيد من نكهتها قبل أكلها، والسبب قد يعود إلى أن مقولة «العين تعشق قبل القلب أحياناً» صحيحة، وذلك لأن العين هنا تقع في حب الطبق قبل تذوقه، فقط بسبب الصور التي نلتقطها.

طبق شهير نشرت صوره على وسائل التواصل الاجتماعي (إنستغرام)

في الآونة الأخيرة، وفي تغير واضح في طريقة تصرف الذواقة في المطاعم أصبح التقاط صور الطعام أمراً مبالغاً به، لدرجة أنه أصبح من الضروري الاستئذان من الجالسين على طاولتك قبل مد يدك لتناول الأكل بسبب اهتمام بعضهم بالتقاط الصور ونشرها على الإنترنت، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل كل ما تلتقطه الكاميرا وينشر على الشبكة العنكبوتية يتمتع بنكهة لذيذة توازي الشكل الجميل؟

ديكورات تلفت الانظار والمهتمين بنشر صور المطاعم (إنستغرام)

هذا السؤال يذكرني بحادثة وقعت معي، بعدما تحمست لزيارة أحد المطاعم الإيطالية في لندن، بعد رؤية العديد من المؤثرين ينشرون صوراً لثمار البحر يسيل لها اللعاب، فقررت الذهاب وتذوق تلك التحف الصالحة للأكل، وللأسف انتهى الحماس بمجرد تذوق أول لقمة من طبق الأسماك المشكلة الذي جئت حالمة بصورته وتذوقه، فالمذاق لم يكن على المستوى الذي توقعته، خاصة أن لائحة الانتظار للحصول على حجز في ذلك المطعم طويلة مما اضطرني للتكلم مع المدير المسؤول في هذا الخصوص، والاعتراض على نوعية المنتج.

صور الطعام قد تكون خادعة في بعض الاحيان (انستغرام)

الأكل في أيامنا هذه بالنسبة للأجيال الصاعدة مثل «جين زي» وجيل الألفية يعدّ نوعاً من التعبير عن المكانة الاجتماعية والمادية، فنشر صور الأكل بالنسبة لهم يتعدى مفهوم التهام الطعام والتمتع بمذاقه، وإنما يكون نوعاً من المفاخرة والتباهي في أوساط مجتمعاتهم ومعارفهم.

فالطعام نوعان؛ الأول يركز على المذاق والنكهة، أما الثاني فيعتمد على التصميم الخارجي، تماماً مثل ما حصل مع دوناتس قوز القزح، أقراص الحلوى التي غزت الإنترنت وشبكة التواصل الاجتماعي، وسميت بـRainbow Food Craze فكل من تذوق هذه الحلوى بوصفة الدونات المعدلة والمبتكرة قال إن النوع التقليدي يتمتع بمذاق ألذ بكثير.

تاباس أسماك (إنستغرام)

هناك عدد من المطاعم حول العالم التي تشتهر بتقديم أطباق جميلة وجذابة بصرياً على «إنستغرام»، لكنها ليست بالضرورة لذيذة. غالباً ما يكون الهدف من هذه المطاعم هو جذب الانتباه من خلال الإبداع في العرض وتنسيق الألوان والتفاصيل الجمالية، ولكن عند تذوق الطعام قد يكون الطعم عادياً أو غير مميز.

فيما يلي بعض الأمثلة التي تُذكر عادة في هذا السياق، مثل مطعم «ذا أفو شو» في أمستردام المعروف بتقديم يعتمد بشكل كامل على الأفوكادو بطريقة مبهرة وجميلة، إنما هناك بعض الآراء التي تشير إلى أن الطعم لا يرقى إلى مستوى العرض البصري.

صور الطعام قد تكون خادعة في بعض الاحيان (انستغرام)cut out

أما مطعم «سكيتش» في لندن ويعدّ من المطاعم ذائعة الصيت والمميز بديكوراته الجميلة وألوانه الزاهية، فهناك آراء كثيرة حول مذاق أطباقه الذي لا يكون على قدر التوقعات العالية التي يولدها المظهر الفاخر.

ومطعم «شوغر فاكتوري» في الولايات المتحدة الذي يملك فروعاً كثيرة، وشهير بحلوياته ومشروباته المزينة بألوان مشرقة على «إنستغرام»، إلا أن الكثير من الزبائن يصفونه بأنه مجرد «سكر على شكل جميل»، ولا يقدم شيئاً مميزاً من حيث المذاق.

«إيل أند أن كافيه» في لندن، وهو غني عن التعريف، خاصة أنه من أكثر المطاعم التي تنشر صورها على «إنستغرام»، ومن بين أول المطاعم التي استخدمت أسلوب الديكور الذي يعتمد على الورود، فهناك من يعتقد أن أكله ليس جيداً على عكس الصور التي تنشر هنا وهناك.

برغر سمك في "فيش إند بابلز " (إنستغرام)cut out

«فيش أند بابلز» Fish & Bubbles الواقع في نوتينغ هيل بلندن، من المطاعم الإيطالية التي انتشرت بسرعة البرق على وسائل التواصل الاجتماعي، والصور والفيديوهات التي نشرها المؤثرون جرّت الكثير للذهاب إلى المطعم وتذوق ثمار البحر كما رأوها في الصور، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك؛ لأن المذاق أقل من عادي والأسماك ليست طازجة، ومن زار هذا المكان فلن يزوره مرة ثانية.

ولمحبي البرغر فقد أغرتهم الصور في مطعم «بلاك تاب كرافت برغرز» في نيويورك بعد الشهرة التي حصل عليها على «إنستغرام»، إلا أن الكثير من الزبائن يجدون أن النكهات عادية، ولا تتناسب مع الشهرة التي حصل عليها على الإنترنت. ولا يتفق الكثير من الذين زاروا «سيريال كيلار كافيه» Celear Killer Café في كامدن تاون بلندن، الذي يقدم حبوب الإفطار بألوان زاهية وتنسيقات مبتكرة تجعلها مثالية للصور، أن الطعم يوازي روعة الصور، مما عرّض المقهى للكثير من الانتقادات، خاصة أنه ليس رخيصاً.

لائحة أسماء المطاعم التي تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي لتسويق أطباقها التي لا ترتقي للجودة المطلوبة لا تنتهي، والسبب وفي عصرنا هذا هو التسويق البصري والجذب السريع للزبائن، حيث يعتمد هذا النوع من التسويق بشكل كبير على الصور والفيديوهات القصيرة، خاصة على منصات مثل «إنستغرام» و«تيك توك». الأشخاص يتأثرون بالصور الجميلة والجذابة أكثر من أي شيء آخر. لذلك، عندما تكون الأطباق مصممة بشكل جميل ومبهج، يسارع الناس إلى تصويرها ونشرها، مما يوفVر للمطعم تسويقاً مجانياً وانتشاراً واسعاً.V

الكثير من الزبائن في يومنا هذا يسعون إلى أماكن مثالية لتصوير أطباقهم ومشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي. بعض المطاعم تلبي هذا الاحتياج عبر تقديم أطباق مبهجة بصرياً، مما يجعل المطعم وجهة مفضلة رغم أن الطعم قد يكون عادياً.

في السنوات الأخيرة، بدأ الطعام يُعامل بوصفه نوعاً من الفنون البصرية. فهناك اتجاه كبير نحو تقديم الطعام بطريقة إبداعية وفنية، مما يجعل من الصعب أحياناً التوفيق بين الطعم والتصميم. فالبعض يرى أن تصميم الطبق الجميل يستهلك جهداً كبيراً قد يطغى على الاهتمام بالتفاصيل المتعلقة بالطعم.

ولكن، وفي النهاية، لا يصح إلا الصحيح، ويبقى هذا النوع من المطاعم التي تهتم بالشكل والديكور وطريقة تقديم الأطباق لتشد الكاميرا وتتحول إلى صور يتهافت عليها الزبائن حالة خاصة؛ لأنها ستكون مؤقتة وستجذب الزبون مرة واحدة على عكس المطاعم التي تعتمد على جودة المنتج ونوعية الطعام وطعمه. كما أنه لا يجوز وضع المسؤولية كاملة على كاهل المطاعم إنما يتحمل أيضاً الزبون وبعض المؤثرين المسؤولية في تضليل الرأي العام، والتسويق لمطعم لا يستحق الشهرة والانتشار.