رسائل المعركة العسكرية في الجنوب الليبي

تساؤلات حول حماية الحدود... ومخاوف من السيطرة على منابع النفط

رسائل المعركة العسكرية في الجنوب الليبي
TT

رسائل المعركة العسكرية في الجنوب الليبي

رسائل المعركة العسكرية في الجنوب الليبي

هلّل مواطنون في جنوب ليبيا، عند سماع نبأ وصول طائرة شحن عسكرية إلى قاعدة تمنهت العسكرية، نهاية الأسبوع الماضي، مُحملة بالسيولة النقدية مصدرها المصرف المركزي في مدينة بنغازي، وهو ما عدّوه «بادرة خير»، و«انفراجة لأزماتهم المتراكمة» منذ ثماني سنوات. حدث هذا بعد أيام قليلة من بدء العملية العسكرية التي يقودها الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، لتطهير مناطقهم من «الجماعات الإرهابية والإجرامية»، والتصدّي لما يوصف بـ«خطر قادم» قد يستهدف حدود البلاد.
في هذه الأثناء، وبينما كانت المقاتلات الحربية تُحلق على ارتفاع منخفض في سماء مدينة سبها، لتعقب فلول تنظيمي «داعش» و«القاعدة» وعناصر المعارضة التشادية، بدت في الأفق مخاوف واسعة من بعض الأطراف، خاصة في غرب البلاد، من استحواذ «قوات حفتر» على آبار النفط، أو تحركه نحو العاصمة طرابلس، لبسط سيطرته وطرد الميليشيات المسلحة منها!

ما بين مواصلة القوات المسلحة الليبية تحركاتها في الجنوب الغربي من ليبيا، وتزايد مخاوف خصوم المشير خليفة حفتر، وخاصة تيار الإسلام السياسي من تمترس الجيش الوطني هناك، وتأثير ذلك على مستقبلهم في قادم الأيام، طُرحت أسئلة عدة عن الرسائل التي تحملها هذه العملية العسكرية.
أهم هذه الرسائل إمكانية نجاح التحركات في سد ثغرات الحدود الجنوبية الشاسعة، في وجه زحف متنوع من عصابات الاتجار بالبشر، ومهرّبي السلاح. وكذلك مدى قدرتها على فرض الأمن في المنطقة التي تُخرج ثلث النفط الليبي، وحمايتها أيضاً من أطماع إسرائيلية ودول أوروبية، يرى نواب وسياسيون تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» أنهم يسعون مجتمعين إلى إعادة رسم المنطقة.

- «مرتزقة القذافي»
تعاني مدن الجنوب الليبي منذ إسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011. من أزمات عديدة متفاقمة، أبرزها: غياب مظاهر للدولة بشكل حقيقي، وتغوّل متمردين تشاديين ومرتزقة من دول أفريقية في الصحراء المترامية، وتزايد نشاطات العصابات المتاجرة بالبشر. ويقابل هذه الأزمات انعدام أي تحرك على الأرض من الحكومات المتعاقبة يشفي غليل سكانها، باستثناء تحذير أصدره القائد العام للجيش الوطني (حفتر) قبل قرابة ثمانية أشهر، أمهل فيه كافة الوافدين الأفارقة المتورطين في أعمال مع الميليشيات - التي وصفها بـ«الإجرامية» - لمغادرة جنوب ليبيا.
لقد هدّد حفتر باستخدام كل الوسائل العسكرية المتاحة، جواً وبراً، بعد انتهاء المهلة المحددة. وطالبت القيادة العامة أعيان مناطق الجنوب ومشايخها الاتصال بالغرف الأمنية في المناطق العسكرية بكل من سبها وأوباري وغات ومرزُق، ومن ثم رفع الغطاء الاجتماعي عن كل من يساهم في حماية أو إيواء أو مساعدة الوافدين الأفارقة بأي شكل من الأشكال مما يؤدي إلى زعزعة أمن المناطق الجنوبية.
غير أن المهلة التي منحها حفتر انتهت من دون رحيل فرق مَن يوصفون بـ«المرتزقة» التي أتى بهم القذافي قبل سنوات لمساندته على وأد الانتفاضة الشعبية. وأصبح الجنوب الليبي، على اتساعه، ميداناً فسيحاً ترتع فيه تلك الجماعات وغيرها، كما يرى عضو مجلس النواب سعيد امغيب، «ما حتم على الجيش الوطني الإسراع لإنقاذ الجنوب من مخطط قديم يُحاك له».
وذهب امغيب في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «النظام الحاكم في تشاد المتمثل في الرئيس إدريس ديبي يخشى من تهديد المعارضة التشادية المطالبة بإقصائه عن الحكم، والتي تخلص من خطرها بعد أحداث ثورة 17 فبراير وذلك بتوغلها داخل الحدود الليبية بعد انقطاع الدعم الذي كان يوفره نظام القذافي».
لكن أمام تكرار الهجمات الإرهابية على البلدات الواقعة في قلب الصحراء الليبية، التي باتت في مرمى نيران «داعش»، وفي ظل استغاثات المواطنين، وجهت القيادة العامة بتطهير المنطقة هناك من تلك العناصر. وبعد ثلاثة أيام فقط تمكنت من استرداد أكثر من عشرة مواقع مهمة، في مقدمها مطار وقلعة سبها، ومقر اللواء السادس، ومعسكر الدعوكي، وقاعة الشعب التي كانت المعارضة التشادية تتخذها ملاذات آمنة خلال السنوات الماضية.
إلا أن المخاطر التي تحرّكت من أجلها القوات المسلحة الليبية، من قاعدة جوية على بعد 650 كيلومتراً من العاصمة طرابلس، ليس المستهدف منها التصدّي للجماعات الإرهابية والإجرامية فحسب. بل إن أمامها مهام يرى ليبيون أن تتمثل في حماية منابع النفط، الذي يتدفق بلا حدود في الصحراء الجنوبية، ووقوفها على الشط الآخر من البلاد في وجه تقارب تشادي - إسرائيلي بعد قطيعة دبلوماسية بين البلدين دامت 44 سنة.

- بقاء نتنياهو وديبي
ما كاد الليبيون ينسون الأحاديث عن أطماع فرنسا في الجنوب الغربي، حتى جاء لقاء الرئيس التشادي إدريس ديبي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسط تسريبات أن الزيارة تتعلق بمنابع النفط الليبي. وذهبت القناة العاشرة العبرية إلى أن الأول قدم قائمة طلبات عاجلة إلى إسرائيل، على رأسها مطالب أمنية وعسكرية قد تستخدمها الحكومة التشادية ضد حركات تمرد في شمال تشاد وشرقها على مقربة من الحدود الليبية. وهنا تجدر الإشارة إلى أنه ما يتعلق بفرنسا، فإن لديها قاعدة عسكرية في شمال النيجر. ويرى البعض أن باريس تراهن على هذه المنطقة كأحد مصادر الثروة من بترول وغاز ومعادن، وتسعى إلى بسط نفوذها، مستندة على إرث تاريخي هنا، إذ كان إقليم فزّان (الذي يغطي معظم جنوب وجنوب غربي ليبيا) لفترة طويلة تحت سيطرتها.
ولقد زاد موقع «ديبكا» الإسرائيلي، المقرّب من الدوائر الاستخباراتية، من مخاوف الليبيين بتأكيده أن الجيش التشادي - الذي يبلغ عديده 250 ألف عسكري - يقاتل على ثلاث جبهات قرب الجنوب الليبي، وخاصة في المنطقة الغنية بمنابع النفط، حيث تمتد الأنابيب إلى موانئ التصدير على سواحل البحر المتوسط. وذكر الموقع إن الرئيس التشادي يسعى من خلال توثيق علاقات بلاده مع إسرائيل إلى مشاركة تل أبيب في الحرب ضد تنظيمي «القاعدة» و«داعش» في أنحاء القارة الأفريقية وانضمامها إلى جهود الولايات المتحدة وفرنسا بهذا الاتجاه في هذه المنطقة.
التقارب الإسرائيلي - التشادي، وصفه عبد الله الرفادي، رئيس حزب الجبهة الوطنية الليبي، في حديث إلى «الشرق الأوسط» بأنه «أكبر خطر يهدد ليبيا وحدودها ومستقبلها». ورأى الرفادي أن هذه الزيارات المتبادلة تصب في «تحقيق حلم إسرائيلي قديم في السيطرة على ليبيا... ووجودها على حدودنا الجنوبية يشكل تهديدا مباشرا لبلادنا».
لكن امغيب، من جانبه، تحدث عن «مخطط قديم لفصل الكفرة (جنوب شرقي ليبيا) عن الدولة الليبية»، وقال إن «زوجة ديبي تناولت ذلك في أحد احتفالات دولة تشاد بقولها إن الكفرة مدينة تشادية». وأردف أن وضع الحدود الجنوبية للدولة الليبية «خطير جداً ومهدّد من عدة أطراف خارجية، ما يستوجب وقفة عربية لمواجهة هذه التهديدات الاستعمارية»، و«ضرورة دعم كل النخب السياسية العربية لليبيا لمواجهة هذه التهديدات». واستكمل امغيب «... والأهم هو الدعم الشعبي للقوات المسلحة العربية الليبية في تحركاتها في الجنوب ومحاربتها للإرهاب».

- حماية حقل الشرارة
اللافت أن تحرك القوات العسكرية الليبية باتجاه الجنوب، الذي اعتبره نواب في إقليمي برقة (شرق) وفزّان (جنوب وجنوب غرب) خطوة في الاتجاه الصحيح، لا يزال يلقى معارضة من السلطات الحاكمة في العاصمة. إذ يرى بعضهم أنها تستهدف بسط نفوذ قوات حفتر على مصادر النفط هناك، كخطوة استباقية للانتخابات التي قد تجرى في البلاد العام الجاري، واستخدام الثروة النفطية كورقة ضغط لترجيح كفة الأخير إذا ما خاض الماراثون المرتقب.
ويضيف أنصار المعسكر الآخر المناهض لحفتر داخل الجيش التابع لحكومة الوفاق الوطني (المدعومة أممياً)، أن العملية التي أطلقها حفتر «لا تخرج عن كونها عملية تأميم للنفط الليبي»، خاصة إذا علمنا أن حقل الشرارة النفطي، الواقع في مدينة أوباري، والذي لا يزال مغلقاً لأسباب أمنية، من أكبر الحقول إنتاجية في البلاد، إذ تبلغ طاقته 340 ألف برميل يومياً ويخضع لحالة القوة القاهرة منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
أبرز المتخوّفين من الإقدام على هذا الإجراء، هو مصطفى صنع الله، رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، التابعة للمجلس الرئاسي في طرابلس. صنع الله عبر عن ذلك صراحة أمام مؤتمر خاص بالطاقة في معهد «تشاتام هاوس» في العاصمة البريطانية لندن، إذ قال «إعادة تشغيل الحقل تعقد أكثر بإطلاق مهمة دولية لمكافحة الإرهاب توسعت لتصبح محاولة للسيطرة على منطقة قد تحوي بنية تحتية وطنية للنفط»، في إشارة إلى العملية العسكرية في الجنوب.
وعبر صنع الله عن مخاوفه مضيفاً «ما يثير قلقي هو إطلاق سلسلة من الأحداث قد تكون لها تبعات غير معروفة بالنسبة لليبيا والمؤسسة الوطنية للنفط». ورأى «أن الحل المفضل لتأمين الحقل يتضمن نشر قوات حرس المنشآت النفطية الذي تديره المؤسسة»، لكنه أبدى بعض التردد من تنفيذ ذلك.
وللخلاص مع «مخاوف قادمة» اقترحت مؤسسة النفط كإجراء فوري تشكيل «قوة مختلطة قد توفر حلاً داخل إطار أمني تفاوضي» بقيادة حكومة الوفاق في طرابلس، وبدعم من الأمم المتحدة. وهو الاقتراح الذي وضع صنع الله في دائرة الاتهامات، فذهب عضو مجلس النواب سعيد امغيب، إلى اتهام رئيس مؤسسة النفط بأنه «يدور في فلك جماعة الإخوان المسلمين». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الإخوان يعرفون جيداً أن سيطرة الجيش على الجنوب بداية زوالهم من المشهد العام، ونهاية تغولهم في البلاد وعودة سيادة الدولة على مؤسساتها»، متابعاً «هذا ما لا يريده التنظيم الساعي بأي وسيلة للسلطة والتحكم بمقدرات البلاد لتحقيق أهدافهم المزعومة».
تصريحات صنع الله استقبلت باعتراضات واسعة، وأبدت مجموعة «أبناء ليبيا» استغرابها واستهجانها مما ذهب إليه رئيس مؤسسة النفط، مشيرة إلى أن «الجيش الليبي هو من طرد العصابات الإجرامية من الحقول النفطية في شرق البلاد، وهو من يحميها وييسّر تصدير النفط الذي يتفاخر بتصديره صنع الله في محاضراته في مراكز الدراسات البريطانية وغيرها».

- الطريق إلى طرابلس
معركة الجيش في الجنوب دخلت «مرحلتها الثالثة»، وفق ما أعلنه المتحدث باسم القوات المسلحة العميد أحمد المسماري. وتتمثل هذه المرحلة بـ«تطهير مدينة سبها بالكامل من الإرهابيين والعصابات الإجرامية والعناصر المسلحة القبلية»، وسط تفاؤل المواطنين بقرب انتهاء أزماتهم الاقتصادية بتوفير السيولة النقدية، وتوقف استهدافهم من التنظيمات الإرهابية. ولكن في الوقت نفسه تتصاعد المخاوف في بعض الأوساط المتحكمة في العاصمة، التي ترى أن هدف حفتر هو دخول طرابلس، وأن عملية الجنوب ليست إلا خطوة تستهدف محاصرة المجلس الرئاسي في العاصمة، وأن الجيش الوطني يطوي المسافات، ولم يعد أمامه إلى التوجه للمنطقة الغربية، وهو التعهد الذي سبق وقطعه على نفسه القائد العام للجيش، بقوله إن تحرير العاصمة «يعد خياراً لا مناص منه، وسيتم وفق خطة مرسومة».
من جهته، أكد حفتر خلال لقاء سابق بوفد قبائلي «الجيش سيتحرك لطرابلس في الوقت المناسب والأمر محسوب». واستطرد «أن 85 في المائة من أهالي العاصمة مع الجيش الوطني... ولن ندخل بانقلاب أو التسلط على الناس... فقد تجاوزنا أكثر من 200 معركة لم نخسر واحدة منها».
ووفق المعلومات، يوماً بعد يوم، يتزايد المؤيدون لتلك العملية العسكرية، التي ثمنها أبناء قبيلة الزوايد المنتشرة في مناطق الجنوب، ووصفوها بأنها خطوة جريئة من القيادة العامة. ووجهوا رسالة إلى المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة، مؤداها أن كل أبناء الجنوب يرحبون بوجود الجيش في الجنوب، «وهو الأجدر بحفظ الأمن والاستقرار هناك».

- السلطة والقوة
في السياق ذاته، كثيرون، ومنهم عضو مجلس الدولة سعد بن شرادة، انتهوا إلى أن الجنوب بات خارج سيطرة حكومة الوفاق ومجلس الدولة معاً. وأرجع بن شرادة ذلك إلى أن المجلس الرئاسي لم يفعّل مخرجات «اتفاق الصخيرات»، ولم يعيّن أمراء لمناطق الجنوب العسكرية، كما لم يستكمل تعيين قيادات أمنية هناك. وقال في تصريحات صحافية، إن «الجنوب كان يبحث عمن ينقذه ووجد في المشير حفتر المنقذ من العصابات الإجرامية والجماعات الإرهابية التي عاثت فساداً في الأرض».
ما ذهب إليه بن شرادة لمح إليه وزير الداخلية الأسبق عاشور شوايل، الذي صرّح لفضائية «ليبيا الحدث» بأن «الشعب الليبي يحتاج لسلطة، والسلطة تحتاج لقوة... والقوة الآن أصبحت في الجيش ولا كلام غير ذلك». وانتهى قائلاً «السراج موجود ولديه سلطة، لكنه لا يملك القوة حتى يسيطر على البلاد. لذلك عندما نقول ميليشيا فهي كذلك، وعندما نقول جيش فإننا نعنى ذلك دون تردد لأن هذا هو الواقع على الأرض».
ختاماً، امتنع رئيس المجلس الرئاسي عن التعليق بشكل مباشر على العملية العسكرية في الجنوب، لكن اكتفى خلال زيارته الأخيرة إلى جمهورية التشيك بالحديث عن تطلع الليبيين «لبناء دولة مدنية ديمقراطية». وذكر أن «الطريق إلى هذه الدولة المنشودة لا يأتي إلا عبر إجراء انتخابات ليقول الشعب كلمته، ويختار وفق إرادته الحرة من يقود البلاد».


مقالات ذات صلة

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

حصاد الأسبوع Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

منذ فترة ولايته الأولى عام 2014، كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكبر مناصر للعلاقات بين الهند وأفريقيا.

براكريتي غوبتا (نيودلهي)
حصاد الأسبوع نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

سطرت نيتومبو ناندي ندايتواه، 72 عاماً، اسمها في التاريخ بوصفها أول امرأة تتولى رئاسة ناميبيا منذ استقلال البلاد عام 1990، بعدما حصدت 57 في المائة من الأصوات في

فتحية الدخاخني ( القاهرة)
رياضة سعودية السعودية تستمر في تشكيل خريطة مختلف الرياضات العالمية بتنظيم واستضافات غير مسبوقة (الشرق الأوسط)

السعودية ستُشكل خريطة الرياضة العالمية في 2025

شارف عام حافل بالأحداث الرياضية بما في ذلك الألعاب الأولمبية التي حظيت بإشادة واسعة وأربع بطولات قارية لكرة القدم على الانتهاء ومن المتوقع أن يكون عام 2025 أقل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
حصاد الأسبوع فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

بعد 9 أيام من سقوط الحكومة الفرنسية بقيادة ميشال بارنييه في اقتراع لحجب الثقة، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرنسوا بايرو، زعيم رئيس حزب الوسط (الموديم)،

أنيسة مخالدي (باريس)
حصاد الأسبوع خافيير ميلي (أ.ب)

خافيير ميلي... شعبية «المخرّب الأكبر» لا تعرف التراجع

في المشهد الشعبوي واليميني المتطرف، المتنامي منذ سنوات، يشكّل الصعود الصاعق لخافيير ميلي إلى سدّة الرئاسة في الأرجنتين، حالة مميّزة، لا بل فريدة، من حيث الأفكار

شوقي الريّس (مدريد)

لبنان يواجه تحدّيات مصيرية في زمن التحوّلات

جريمة اغتيال رفيق الحريري (غيتي)
جريمة اغتيال رفيق الحريري (غيتي)
TT

لبنان يواجه تحدّيات مصيرية في زمن التحوّلات

جريمة اغتيال رفيق الحريري (غيتي)
جريمة اغتيال رفيق الحريري (غيتي)

يواجه لبنان جملة من التحديات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، خصوصاً في مرحلة التحوّلات الكبرى التي تشهدها المنطقة وترخي بثقلها على واقعه الصعب والمعقّد. ولا شك أن أهم هذه التحوّلات سقوط نظام بشّار الأسد في سوريا، وتراجع النفوذ الإيراني الذي كان له الأثر المباشر في الأزمات التي عاشها لبنان خلال السنوات الأخيرة، وهذا فضلاً عن تداعيات الحرب الإسرائيلية وآثارها التدميرية الناشئة عن «جبهة إسناد» لم تخفف من مأساة غزّة والشعب الفلسطيني من جهة، ولم تجنّب لبنان ويلات الخراب من جهة ثانية.

إذا كانت الحرب الإسرائيلية على لبنان قد انتهت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية دولية، وإشراف أميركي ـ فرنسي على تطبيق القرار 1701، فإن مشهد ما بعد رحيل الأسد وحلول سلطة بديلة لم يتكوّن بعد.

وربما سيحتاج الأمر إلى بضعة أشهر لتلمُّس التحدّيات الكبرى، التي تبدأ بالتحدّيات السياسية والتي من المفترض أن تشكّل أولوية لدى أي سلطة جديدة في لبنان. وهنا يرى النائب السابق فارس سُعَيد، رئيس «لقاء سيّدة الجبل»، أنه «مع انهيار الوضعية الإيرانية في لبنان وتراجع وظيفة (حزب الله) الإقليمية والسقوط المدوّي لحكم البعث في دمشق، وهذا إضافة إلى الشغور في رئاسة الجمهورية، يبقى التحدّي الأول في لبنان هو ملء ثغرات الدولة من أجل استقامة المؤسسات الدستورية».

وأردف سُعَيد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «بعكس الحال في سوريا، يوجد في لبنان نصّ مرجعي اسمه الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني، وهذا الدستور يجب أن يحترم بما يؤمّن بناء الدولة والانتقال من مرحلة إلى أخرى».

الدستور أولاً

الواقع أنه لا يمكن لمعطيات علاقة متداخلة بين لبنان وسوريا طالت لأكثر من 5 عقود، و«وصاية دمشق» على بيروت ما بين عامَي 1976 و2005 - وصفها بعض معارضي سوريا بـ«الاحتلال» - أن تتبدّل بين ليلة وضحايا على غرار التبدّل المفاجئ والصادم في دمشق. ثم إن حلفاء نظام دمشق الراحل في لبنان ما زالوا يملكون أوراق قوّة، بينها تعطيل الانتخابات الرئاسية منذ 26 شهراً وتقويض كل محاولات بناء الدولة وفتح ورشة الإصلاح.

غير أن المتغيّرات في سوريا، وفي المنطقة، لا بدّ أن تؤسس لواقع لبناني جديد. ووفق النائب السابق سُعَيد: «إذا كان شعارنا في عام 2005 لبنان أولاً، يجب أن يكون العنوان في عام 2024 هو الدستور أولاً»، لافتاً إلى أن «الفارق بين سوريا ولبنان هو أن سوريا لا تملك دستوراً وهي خاضعة فقط للقرار الدولي 2254. في حين بالتجربة اللبنانية يبقى الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني المرجعَين الصالحَين لبناء الدولة، وهذا هو التحدي الأكبر في لبنان».

وشدّد، من ثم، على ضرورة «استكمال بناء المؤسسات الدستورية، خصوصاً في المرحلة الانتقالية التي تمرّ بها سوريا»، وتابع: «وفي حال دخلت سوريا، لا سمح الله، في مرحلة من الفوضى... فنحن لا نريد أن تنتقل هذه الفوضى إلى لبنان».

العودة للحضن العربي

من جهة ثانية، يحتاج لبنان في المرحلة المقبلة إلى مقاربة جديدة عمّا كان الوضع عليه في العقود السابقة. ولا يُخفي السياسي اللبناني الدكتور خلدون الشريف، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن لبنان «سيتأثّر بالتحوّلات الكبرى التي تشهدها المنطقة، وحتميّة انعكاس ما حصل في سوريا على لبنان». ويلفت إلى أن «ما حصل في سوريا أدّى إلى تغيير حقيقي في جيوبوليتيك المنطقة، وسيكون له انعكاسات حتمية، ليس على لبنان فحسب، بل على المشرق العربي والشرق الأوسط برمته أيضاً».

الاستحقاق الرئاسي

في سياق موازٍ، قبل 3 أسابيع من موعد جلسة انتخاب الرئيس التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه برّي في التاسع من يناير (كانون الثاني) المقبل، لم تتفق الكتل النيابية حتى الآن على اسم مرشّح واحد يحظى بأكثرية توصله إلى قصر بعبدا.

وهنا، يرى الشريف أنه بقدر أهمية عودة لبنان إلى موقعه الطبيعي في العالم العربي، ثمّة حاجة ماسّة لعودة العرب إلى لبنان، قائلاً: «إعادة لبنان إلى العرب مسألة مهمّة للغاية، شرط ألّا يعادي أي دولة إقليمية عربية... فلدى لبنان والعرب عدوّ واحد هو إسرائيل التي تعتدي على البشر والحجر». وبغض النظر عن حتميّة بناء علاقات سياسية صحيحة ومتكافئة مع سوريا الجديدة، يلفت الشريف إلى أهمية «الدفع للتعاطي معها بإيجابية وانفتاح وفتح حوار مباشر حول موضوع النازحين والشراكة الاقتصادية وتفعيل المصالح المشتركة... ويمكن للبلدين، إذا ما حَسُنت النيّات، أن يشكلّا نموذجاً مميزاً للتعاون والتنافس تحت سقف الشراكة».

يحتاج لبنان في المرحلة المقبلة إلى مقاربة جديدة

النهوض الاقتصادي

وحقاً، يمثّل الملفّ الاقتصادي عنواناً رئيساً للبنان الجديد؛ إذ إن بناء الاقتصاد القوي يبقى المعيار الأساس لبناء الدولة واستقرارها، وعودتها إلى دورها الطبيعي. وفي لقاء مع «الشرق الأوسط»، قال الوزير السابق محمد شقير، رئيس الهيئات الاقتصادية في لبنان، إن «النهوض الاقتصادي يتطلّب إقرار مجموعة من القوانين والتشريعات التي تستجلب الاستثمارات وتشجّع على استقطاب رؤوس الأموال، على أن يتصدّر الورشة التشريعية قانون الجمارك وقانون ضرائب عصري وقانون الضمان الاجتماعي».

شقير يشدّد على أهمية «إعادة هيكلة القطاع المصرفي؛ إذ لا اقتصاد من دون قطاع مصرفي». ويشير إلى أهمية «ضبط التهريب على كل طول الحدود البحرية والبرّية، علماً بأن هذا الأمر بات أسهل مع سقوط النظام السوري، الذي طالما شكّل عائقاً رئيساً أمام كل محاولات إغلاق المعابر غير الشرعية ووقف التهريب، الذي تسبب بخسائر هائلة في ميزانية الدولة، بالإضافة إلى وضع حدّ للمؤسسات غير الشرعية التي تنافس المؤسسات الشرعية وتؤثر عليها».

نقطة جمارك المصنع اللبنانية على الحدود مع سوريا (آ ف ب)

لبنان ودول الخليج

يُذكر أن الفوضى في الأسواق اللبنانية أدت إلى تراجع قدرات الدولة، ما كان سبباً في الانهيار الاقتصادي والمالي، ولذا يجدد شقير دعوته إلى «وضع حدّ للقطاع الاقتصادي السوري الذي ينشط في لبنان بخلاف الأنظمة والقوانين، والذي أثّر سلباً على النمو، ولا مانع من قوننة ليعمل بطريقة شرعية ووفق القوانين اللبنانية المرعية الإجراء». لكنه يعبّر عن تفاؤله بمستقبل لبنان السياسي والاقتصادي، قائلاً: «لا يمكن للبنان أن ينهض من دون علاقات طيّبة وسليمة مع العالم العربي، خصوصاً دول الخليج... ويجب أن تكون المهمّة الأولى للحكومة الجديدة ترسيخ العلاقات الجيّدة مع دول الخليج العربي، ولا سيما المملكة العربية السعودية التي طالما أمّنت للبنان الدعم السياسي والاقتصادي والمالي».

ضبط السلاح

على صعيد آخر، تشكّل الملفات الأمنية والعسكرية سمة المرحلة المقبلة، بخاصةٍ بعد التزام لبنان فرض سلطة الدولة على كامل أراضيها تطبيقاً للدستور والقرارات الدولية. ويعتبر الخبير العسكري والأمني العميد الركن فادي داوود، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تنفيذ القرار 1701 ومراقبة تعاطيها مع مكوّنات المجتمع اللبناني التي تحمل السلاح، هو التحدّي الأكبر أمام المؤسسات العسكرية والأمنية». ويوضح أن «ضبط الحدود والمعابر البرية مع سوريا وإسرائيل مسألة بالغة الدقة، سيما في ظل المستجدات التي تشهدها سوريا، وعدم معرفة القوة التي ستمسك بالأمن على الجانب السوري».

مكافحة المخدِّرات

وبأهمية ضبط الحدود ومنع الاختراق الأمني عبرها، يظل الوضع الداخلي تحت المجهر في ظلّ انتشار السلاح لدى معظم الأحزاب والفئات والمناطق اللبنانية، وهنا يوضح داوود أن «تفلّت السلاح في الداخل يتطلّب خطة أمنية ينفّذها الجيش والأجهزة الأمنية كافة». ويشرح أن «وضع المخيمات الفلسطينية يجب أن يبقى تحت رقابة الدولة ومنع تسرّب السلاح خارجها، إلى حين الحلّ النهائي والدائم لانتشار السلاح والمسلحين في جميع المخيمات»، منبهاً إلى «معضلة أمنية أساسية تتمثّل بمكافحة المخدرات تصنيعاً وترويجاً وتصديراً، سيما وأن هناك مناطق معروفة كانت أشبه بمحميات أمنية لعصابات المخدرات».

حقائق

علاقات لبنان مع سوريا... نصف قرن من الهيمنة

شهدت العلاقات اللبنانية - السورية العديد من المحطات والاستحقاقات، صبّت بمعظمها في مصلحة النظام السوري ومكّنته من إحكام قبضته على كلّ شاردة وواردة. وإذا كان نفوذ دمشق تصاعد منذ دخول جيشها لبنان في عام 1976، فإن جريمة اغتيال الرئيس اللبناني المنتخب رينيه معوض في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 1989 - أي يوم عيد الاستقلال - شكّلت رسالة. واستهدفت الجريمة ليس فقط الرئيس الذي أطلق مرحلة الشروع في تطبيق «اتفاق الطائف»، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وحلّ كل الميليشيات المسلّحة وتسليم سلاحها للدولة، بل أيضاً كلّ من كان يحلم ببناء دولة ذات سيادة متحررة من الوصاية. ولكنْ ما إن وُضع «اتفاق الطائف» موضع التنفيذ، بدءاً بوحدانية قرار الدولة، أصرّ حافظ الأسد على استثناء سلاح «حزب الله» والتنظيمات الفلسطينية الموالية لدمشق، بوصفه «سلاح المقاومة لتحرير الأراضي اللبنانية المحتلّة» ولإبقائه عامل توتر يستخدمه عند الضرورة. ثم نسف الأسد «الأب» قرار مجلس الوزراء لعام 1996 القاضي بنشر الجيش اللبناني على الحدود مع إسرائيل، بذريعة رفضه «تحويل الجيش حارساً للحدود الإسرائيلية».بعدها استثمر نظام دمشق انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي كان يحتلها في جنوب لبنان خلال مايو (أيار) 2000، و«جيّرها» لنفسه ليعزّز هيمنته على لبنان. غير أنه فوجئ ببيان مدوٍّ للمطارنة الموارنة برئاسة البطريرك الراحل نصر الله بطرس صفير في سبتمبر (أيلول) 2000، طالب فيه الجيش السوري بالانسحاب من لبنان؛ لأن «دوره انتفى مع جيش الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان».مع هذا، قبل شهر من انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود، أعلن نظام بشار الأسد رغبته بالتمديد للحود ثلاث سنوات (نصف ولاية جديدة)، ورغم المعارضة النيابية الشديدة التي قادها رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، مُدِّد للحود بالقوة على وقع تهديد الأسد «الابن» للحريري ووليد جنبلاط «بتحطيم لبنان فوق رأسيهما». وهذه المرة، صُدِم الأسد «الابن» بصدور القرار 1559 عن مجلس الأمن الدولي، الذي يقضي بانتخاب رئيس جديد للبنان، وانسحاب الجيش السوري فوراً، وحلّ كل الميليشيات وتسليم سلاحها للدولة اللبنانية. ولذا، عمل لإقصاء الحريري وقوى المعارضة اللبنانية عن السلطة، وتوِّج هذا الإقصاء بمحاولة اغتيال الوزير مروان حمادة في أكتوبر (تشرين الأول) 2004، ثمّ باغتيال رفيق الحريري يوم 14 فبراير (شباط) 2005، ما فجّر «ثورة الأرز» التي أدت إلى انسحاب الجيش السوري من لبنان يوم 26 أبريل (نيسان)، وتبع ذلك انتخابات نيابية خسرها حلفاء النظام السوري فريق «14 آذار» المناوئ لدمشق.تراجع نفوذ دمشق في لبنان استمر بعد انسحاب جيشها بضغط أميركي مباشر. وتجلّى ذلك في «الحوار الوطني اللبناني»، الذي أفضى إلى اتخاذ قرارات بينها «ترسيم الحدود» اللبنانية السورية، وبناء علاقات دبلوماسية مع سوريا وتبادل السفراء، الأمر الذي قبله بشار الأسد على مضض. وأكمل المسار بقرار إنشاء محكمة دولية لمحاكمة قتلة الحريري وتنظيم السلاح الفلسطيني خارج المخيمات - وطال أساساً التنظيمات المتحالفة مع دمشق وعلى رأسها «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة» - وتحرير المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية. حرب 6002مع هذا، بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان في يوليو (تموز) 2006، التي أعلن «حزب الله» بعدها «الانتصار على إسرائيل»، استعاد النظام السوري بعض نفوذه. وتعزز ذلك بسلسلة اغتيالات طالت خصومه في لبنان من ساسة ومفكّرين وإعلاميين وأمنيين - جميعهم من فريق «14 آذار» - وتوّج بالانقلاب العسكري الذي نفذه «حزب الله» يوم 7 مايو 2008 محتلاً بيروت ومهاجماً الجبل. وأدى هذا التطور إلى «اتفاق الدوحة» الذي منح الحزب وحلفاء دمشق «الثلث المعطِّل» في الحكومة اللبنانية، فمكّنهم من الإمساك بالسلطة.يوم 25 مايو 2008 انتخب قائد الجيش اللبناني ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، وفي 13 أغسطس (آب) من العام نفسه عُقدت قمة لبنانية ـ سورية في دمشق، وصدر عنها بيان مشترك، تضمّن بنوداً عدّة أهمها: «بحث مصير المفقودين اللبنانيين في سوريا، وترسيم الحدود، ومراجعة الاتفاقات وإنشاء علاقات دبلوماسية، وتبنّي المبادرة العربية للسلام». ولكن لم يتحقق من مضمون البيان، ومن «الحوار الوطني اللبناني» سوى إقامة سفارات وتبادل السفراء فقط.ختاماً، لم يقتنع النظام السوري في يوم من الأيام بالتعامل مع لبنان كدولة مستقلّة. وحتى في ذروة الحرب السورية، لم يكف عن تعقّب المعارضين السوريين الذي فرّوا إلى لبنان، فجنّد عصابات عملت على خطف العشرات منهم ونقلهم إلى سوريا. كذلك سخّر القضاء اللبناني (خصوصاً المحكمة العسكرية) للتشدد في محاكمة السوريين الذين كانوا في عداد «الجيش السوري الحرّ» والتعامل معهم كإرهابيين.أيضاً، كان للنظام السوري - عبر حلفائه اللبنانيين - الدور البارز في تعطيل الاستحقاقات الدستورية، لا سيما الانتخابات الرئاسية والنيابية وتشكيل الحكومات، بمجرد اكتشاف أن النتائج لن تكون لصالحهم. وعليه، قد يكون انتخاب الرئيس اللبناني في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، الاستحقاق الأول الذي يشهده لبنان من خارج تأثير نظام آل الأسد منذ نصف قرن.