إعلان تشكيل الحكومة اللبنانية... والحريري: زمن المسكّنات انتهى

سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني خلال إعلان مراسيم تشكيل الحكومة من قصر بعبدا (الوكالة الوطنية للإعلام)
سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني خلال إعلان مراسيم تشكيل الحكومة من قصر بعبدا (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

إعلان تشكيل الحكومة اللبنانية... والحريري: زمن المسكّنات انتهى

سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني خلال إعلان مراسيم تشكيل الحكومة من قصر بعبدا (الوكالة الوطنية للإعلام)
سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني خلال إعلان مراسيم تشكيل الحكومة من قصر بعبدا (الوكالة الوطنية للإعلام)

أعلنت الرئاسة اللبنانية اليوم (الخميس)، عن تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة برئاسة سعد الحريري، بعد أكثر من ثمانية أشهر من الخلافات حول التشكيلة الوزارية.
وجاء تشكيل الحكومة المؤلفة من ثلاثين وزيراً يمثلون مختلف القوى السياسية الكبرى في البلاد، بينهم أربع نساء في سابقة هي الأولى من نوعها، بعد خلافات سياسية على تقاسم الحصص ووسط خشية من تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد.
وقال رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري خلال إعلان مراسيم تشكيل الحكومة من قصر بعبدا: «مدة طويلة مرت ووصلنا إلى تشكيل حكومة على صورة لبنان 2019، ونبقى مع رئيس الجمهورية فريقاً واحداً في خدمة البلد».
وأضاف الحريري: «نعتذر من اللبنانيين على التأخير، ونؤكد أن مهمة عمل الحكومة والتضامن داخل مجلس الوزراء، فنحن أمام تحديات اجتماعية واقتصادية».
وأشار إلى أن «الحل لا يكون بالتنظير بل ببرنامج واضح، والقضايا لا تحتمل التأخير والمساومات، والتعاون بين الوزراء واجب لنكون على مستوى التحدي»، مؤكداً «جدول أعمال الحكومة لا يحتمل التأخير. وزمن المسكّنات انتهى».
وبيّن رئيس الوزراء اللبناني أن «التمويل موجود والمطلوب قرار التنفيذ، وهذا القرار يحتاج إلى إصلاحات إدارية. والتمويل لا يكون إلا بإصلاحات جدية».
وتابع بالقول: «وجودنا في الحكومة مهمة ليست بسهلة، ولا خيار أمامنا إلا تحمل المسؤوليات، وأعتمد على جميع الوزراء في بناء الدولة»، معلناً أن «أول اجتماع لمجلس الوزراء سيكون السبت» المقبل.
وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام، جاء التشكيل الحكومي برئاسة سعد الحريري، وغسان حاصباني نائباً لرئيس مجلس الوزراء، وأكرم شهيب وزيراً للتربية والتعليم العالي، وعلي حسن خليل وزيراً للمالية، ومحمد فنيش وزيراً للشباب والرياضة، وجبران باسيل وزيراً للخارجية والمغتربين، ووائل بو فاعور وزيراً للصناعة، وريا حفار الحسن وزيرة للداخلية والبلديات، وسليم جريصاتي وزير دولة لشؤون رئاسة الجمهورية، وإلياس بو صعب وزيراً للدفاع الوطني، وجمال الجراح وزيراً للإعلام، ويوسف فنيانوس وزيراً للأشغال العامة والنقل.
وتضمن التشكيل أيضاً: أواديس كيدانيان وزيراً للسياحة، وألبير سرحان وزيراً للعدل، ومحمود قماطي وزير دولة لشؤون مجلس النواب، منصور بطيش وزيراً للاقتصاد والتجارة، وجميل صبحي جبق وزيراً للصحة، وكميل أبو سليمان وزيراً للعمل، وريشار قيومجيان وزيراً للشؤون الاجتماعية، ومي شدياق وزيرة دولة لشؤون التنمية الإدارية، وحسن اللقيس وزيراً للزراعة، ومحمد شقير وزيراً للاتصالات، وعادل أفيوني وزير دولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات، وفادي جريصاتي وزيراً للبيئة، وغسان عطا الله وزيراً للمهجرين، وحسن مراد وزير دولة للشؤون التجارة الخارجية، وصالح الغريب وزير دولة لشؤون النازحين، ومحمد داود داود وزيراً للثقافة، وفيوليت خير الله وزيرة دولة لشؤون تأهيل الاجتماعي والاقتصادي للشباب والمرأة، وندى بستاني وزيرة للطاقة والمياه.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.