بدأ مسجد «الفتاح العليم» بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر، ترجمة خطب الجمعة إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية. وقال الدكتور أسامة الأزهري، عضو المجلس الاستشاري للرئيس المصري للتنمية المجتمعية، إن «ترجمة الخطب رسالة موجهة للعالم كله من مصر لتأكيد أن عهداً جديداً وعاماً جديداً ستشهد فيه مصر عدة شعارات؛ الأول: الأمل الذي يتحول إلى عمل، والثاني الحلم الذي يحققه العلم، والشعار الثالث الإرادة التي تتحول إلى إدارة، وإرهاب ينهزم، وجرح يلتئم، وشعب مترابط ينسجم، وجيش عظيم يحمي وشعب كريم يبني».
ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلى ضرورة بدء تنفيذ «إجراءات ملموسة» في إطار المساعي لـ«إصلاح الخطاب الديني»، وذلك في مواجهة ما وصفه بـ«الآراء الجامحة والرؤى المتطرفة».
وفي منتصف يناير (كانون الثاني) الحالي، بث من مسجد «الفتاح العليم» أول صلاة جمعة، بحضور كبار رجال الدولة، وعدد كبير من الشباب. وقال الأزهري أمس: «آن لنا أن نصنع خطاباً دينياً جديداً تنطوي فيه صفحات مؤلمة من الإرهاب والكفر والعدوان والدماء وتمزيق الدول والشعوب، وأن يولد وينطلق للعالم من أرض مصر خطاب ديني جديد عميق مرتبط بأصله من القرآن والسنة وعلوم الأمة وحضارتها، متصل بالعصر بمختلف أزماته وأسئلته وتحدياته، وقادر على حسن الربط بين هذين الأمرين».
وأضاف أن الوطنية معيار من معايير التدين الصادق، وقدر الرجل يعرف بحنينه للوطن، ونريد أن نبرز كل ما في كتبنا من معاني البر بالأوطان والانتماء لها والسعي في إعزازها، لافتاً إلى أن «المتطرفين» صوروا الوطن على أنه حفنة تراب وأنه بديل للأمة، موضحاً أن العقود الماضية انطلقت فيها صور من الخطاب المخلوط بالمفاهيم المنحرفة التي شوهت صور الوطن، حتى صورت لبعضهم أن تدينه لا يكتمل إلا إذا سعى في وطنه بالخراب والدمار، وأقول لهم: «متى كان التدمير طريقاً إلى التعمير؟».
وافتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عشية عيد الميلاد، مسجد «الفتاح العليم»، برفقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، ورئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
وأقيم المسجد بمدخل العاصمة الإدارية الجديدة على مساحة 5.445 ألف متر مربع تقريباً، وتتسع السعة الإجمالية للمسجد والمصلى اليومي والساحة المكشوفة إلى نحو 17 ألف مصلٍ، وتبلغ مساحة صحن المسجد 6325 متراً مربعاً، ويتسع لعدد 6300 مصلٍ، وله 5 مداخل رئيسية، بالإضافة إلى مدخلين للسيدات.
وأكد الأزهري أنه «تواصلت 19 دولة معه بخصوص مبادرة (أسبوع الوطن) التي أطلقها قبل أيام، والتي دعا فيها كل المؤسسات في الوطن العربي والمؤسسات الإسلامية لتخصيص أسبوع تدور فيه خطبهم وأحاديثهم عن قيمة الوطن، حتى يشيع في الدنيا كلها شعور رفيع من البشر بالأوطان والوفاء لها».
في غضون ذلك، بدأت أمس، أول محاضرة في «أكاديمية الدعاة العالمية»، التابعة لوزارة الأوقاف، التي تعد ترجمة عملية لما طلبه الرئيس السيسي من ضرورة تكوين رجل الدين المثقف المستنير. وقال الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، إن جماعة «الإخوان» التي تعتبرها السلطات المصرية تنظيماً إرهابياً، قدمت مقاصد الشريعة على علم أصول الفقه، وذلك لتحقيق مصالح شخصية.
وأضاف المفتي خلال محاضرته في الأكاديمية أن الشريعة ضابطة للحياة، وأن أعلام الفتوى كتبوا في مسائل متقدمة، إذ انتهجوا نهج الأزهر بالكتاب والسنة والاجتهاد العلمي المنضبط بعلم أصول الفقه. كما أجرى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، جولة تفقدية لمبنى أكاديمية الدعاة في مدينة 6 أكتوبر (تشرين الأول) بمحافظة الجيزة، رافقه خلالها مفتي مصر، والدكتور أسامة الأزهري.
وتحدثت أولى محاضرات الأكاديمية عن جهود جراح القلب العالمي المصري الدكتور مجدي يعقوب العلمية، وأكد الدكتور عبد الله النجار، الأستاذ بجامعة الأزهر، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن البحث العلمي ليس بالكم، بل بالكيف، وحجم ما ينتج عنه من منفعة للناس.
خُطب مسجد «الفتاح العليم» بالإنجليزية والفرنسية في رسالة للعالم
في إطار توجه مصري لمحاربة التطرف عبر تجديد الخطاب الديني

خُطب مسجد «الفتاح العليم» بالإنجليزية والفرنسية في رسالة للعالم

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة