حول طاولة مستطيلة تجمع ما يقرب من 14 سيدة مصرية وسورية، لتقديم أصناف متعددة من الأطباق السورية والمصرية بـ«نَفس مشترك»، في مبادرة مجتمعية تقدمها مؤسسة دوار للفنون والتنمية، والتي من ضمن أهدافها تقديم الدعم المجتمعي والنفسي للاجئين.
حيث يوفر «مطبخ دوار» فرصة عمل للسيدات السوريات وكذلك المصريات، من خلال خدمات تقديم الطعام وإنتاجه. كما أنه يقوم بتوفير ظروف عمل عادلة للعاملات المشاركات في اتخاذ القرارات والتخطيط لمستقبل المطبخ.
وتقول ندا الشاذلي لـ«الشرق الأوسط»: «بدأت فكرة المطبخ في أبريل (نيسان) 2018. بتوفير فرص عمل كريمة وبدخل مناسب للاجئات السوريات، خاصة بعد أن حضرن مع مؤسسة دوار العديد من اللقاءات التي تنظمها مؤسسة دوار والتي ترتكز على تقديم الفنون من أجل التعافي والتثقيف وتفعيل الحوار الإيجابي، وبالحديث معهن، وجدنا أن بعضهن يقومون بإعداد الوجبات الغذائية من المنزل ولكنهن يواجهن صعوبات في تسويق طباختهم، ثم فكرنا في افتتاح مطعم بوسط المدينة، ثم وجدناها فكرة مكلفة للغاية، فكانت الفكرة في النهاية بتوفير مطبخ متكامل التجهيزات، تعمل فيه السيدات السوريات وكذلك المصريات».
وتكمل ندا الشاذلي: «اختيارنا لمكان المطبخ لم يكن بدون قصد، بل كنا نريد أيضاً أن يكون المطبخ موقعه في منطقة نستطيع أن نقدم لها يد العون بطرح فرص عمل أخرى لأهل المنطقة، فوقع الاختيار على منطقة «عزبة خير الله» (شمال حي المعادي بجنوب القاهرة) التي تحتاج خدمات كثيرة وبها العديد من الأسر التي تريد فرص للعمل، وقمنا بتدريب سيدات عزبة خير الله، وكانت تجربة الدمج بين السوريات والمصريات مبهرة للغاية، حيث وصلت درجة التناغم إلى تكوين علاقات شخصية وأسرية بينهن».
ويقدم مطبخ دوار قائمة طعام متنوعة، من مصر وسوريا وبلاد أخرى، ويعتمد المطبخ على تسويق منتجاته المطبوخة عبر خدمات التوصيل، كما يقدم خدمة الطعام المجمد، كما توصل المطبخ إلى شراكة مع كبرى المحلات ويقوم بتنظيم قائمة طعام الحفلات.
ويقوم المطبخ كذلك بتنظيم حفل غداء شهري، في قلب المطبخ بمشاركة الطباخات المصريات والسوريات، ليشاهد الضيوف عملية إعداد الطعام.
وتقول ندا: «في الأشهر السابقة، حضر إلى حفلات الغداء ضيوف من المصريين والأجانب الذين يعيشون في مصر، وبعض العاملين في السفارات الأجنبية وكذلك منظمات المتجمع المدني، للوقوف على مدى جدية عمل سيدات المطبخ، وكذلك معايير النظافة في العمل واختيار المكونات التي نحتاجها، حيث كان يشكك البعض في اختيار موقع المطبخ في منطقة عشوائية تعاني من افتقار العديد من الخدمات، ولكننا مع الوقت نتغلب على تلك الأمور بالمثابرة على العمل والمحافظة على مستوى الجدوى».
ويسعى العاملون في مطبخ دوار، إلى زيادة عدد المشاركات في الفترة المقبلة، حيث تعمل في المطبخ 14 سيدة سورية ومصرية.
كما يهدف إلى توسيع نطاق المبادرة بشكل أكبر، وضم بعض الفعاليات التي تستخدم في العلاج الجماعي لأصحاب الظروف الإنسانية القاسية.
وترى ندا الشاذلي أن السيدات المشاركات في المبادرة، أصحاب تجربة مؤثرة في حياة كل واحدة منهن، حيث قررت كل سيدة ألا تقف أمام الظروف الحياتية القاسية، والاتجاه لخلق فرصة لحياة كريمة، مستغلين موهبتهن الخاصة في الطهي وإعداد الطعام.
«مطبخ دوار»... مبادرة مجتمعية لدعم السوريات في مصر
«مطبخ دوار»... مبادرة مجتمعية لدعم السوريات في مصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة