قبل نحو عشرة أشهر انتشر فيديو لواقعة أسمتها مواقع التواصل الاجتماعي في مصر «طفل البلكونة»، وكان بطلها رجال شرطة في محافظة أسيوط بصعيد مصر، أنقذوا طفلاً كان يتدلى من شرفة منزله بأن قاموا بالتقاطه قبل ارتطامه بالأرض... وأول من أمس، كان المصريون على موعد مع واقعة أخرى في مدينة السادس من أكتوبر، أطلقوا عليها نفس الاسم، وكان بطلها أم أجبرت نجلها على التسلق من نافذة الجيران إلى شرفة مسكنها المجاورة، بهدف فتح الباب الذي أغلق عليهم وهم خارج المسكن.
وبينما طالب المصريون بتكريم أبطال الواقعة الأولى، بعد أن حبسوا أنفاسهم وهم يشاهدون الفيديو خشية ارتطام الطفل بالأرض، طالبوا في الواقعة الثانية بمحاسبة الأم بطلة الفيديو، والتي ألقت الشرطة القبض عليها أول من أمس، ومثلت أمس، أمام النيابة للتحقيق في الواقعة، التي أمرت بحجزها 24 ساعة على ذمة التحقيقات، للاستماع لأقوال الشهود وتفريغ محتوى الفيديو وإجراء التحريات.
وكانت الفيديو الخاص بواقعة الأم قد انتشر بصورة كبيرة بعد ساعات من وضعه على مواقع التواصل الاجتماعي، ليتصل أحد المواطنين على خط نجدة الطفل المصري التابع للمجلس القومي للطفولة والأمومة للإبلاغ عن الواقعة.
وعلى أثر ذلك، تقدم المجلس القومي للطفولة والأمومة، ببلاغ للنائب العام عن الواقعة، استناداً لحكم المادة (96) من قانون الطفل الخاص بإساءة كرامة وحقوق الطفل، وتعريض حياته للخطر.
وتجاوبت الجهات الأمنية بشكل سريع مع القرار وتم إلقاء القبض على الأم، ومثلت صباح أمس، أمام وكيل النائب العام.
ويقول أحمد مصيلحي رئيس شبكة الدفاع عن الأطفال بنقابة المحامين المصريين لـ«الشرق الأوسط» إن الأم قالت خلال التحقيقات التي أجرتها النيابة أن ابنها قام بهذا العمل في مرات سابقة دون أن تطلب منه، وأنها لم تكن تعرضه للخطر، وبعد عرضها على النيابة أمرت بحجزها 24 ساعة على ذمة التحقيقات.
وعن العقوبة المتوقعة، يوضح مصيلحي أن جريمة الأم التي أظهرها الفيديو هي الشروع في القتل، لأنها كانت تدفع الطفل إلى خارج نافذة المنزل، بينما كان يرفض القيام بذلك.
ويضيف أنه سيتقدم بمذكرة للنيابة العامة يطالب فيها بتوقيع عقوبة الشروع في قتل طفل، والتي تصل وفق قانون الطفل إلى 15 عاماً، لأن المتهم فيها الأم.
ورفض مصيلحي توصيف جريمة الأم بأنها تعريض حياة طفل للخطر، والتي جاءت في بيان صادر عن المجلس القومي للطفولة والأمومة، مشيراً إلى أن الفرق بين الجريمتين، هو أن تعريض الحياة للخطر إذا كانت الأم قد طلبت من الطفل، ثم تركته يقرر إن كان سيقوم بذلك أم لا، وهذه عقوبتها الحبس عام، ولكنها في الفيديو كانت تدفعه من قدمه، بينما الطفل يرفض.
وخلال الفيديو الذي لم يستغرق دقيقة وبضع ثوانٍ، كان الطفل يبكي ويصرخ ويستغيث، ولكن السيدة ظلت تدفعه لتسلق الشرفة دون أي اعتبار لصرخاته.
وتفاعلت برامج «التوك شو» مع الواقعة، وقال الإعلامي عمرو أديب في برنامجه «الحكاية» على قناة «إم بي سي مصر» إن المشهد أصاب المشاهدين بحالة من الذهول والرعب، مضيفاً: «قلبي مش مطاوعني أقول خدوا إجراء مع الأم، لكن أي بلد في العالم ستحرم الأم من ابنها وتهتم بتربية الطفل».
ومن جانبها، وجهت الدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعي، بتوفير خدمات إعادة التأهيل النفسي والاجتماعي للطفل.
وقالت وزارة التضامن الاجتماعي، في بيان أمس، إن الوزيرة وجهت فريق التدخل السريع وأطفال بلا مأوى بالوزارة باتخاذ اللازم وعمل خطة تأهيلية مناسبة للطفل، مشيرة إلى أنه «عاش لحظات من الرعب يحتاج معها لدعم نفسي من خلال دار متخصصة تابع لوزارة التضامن لإزالة أثار ما بعد الصدمة التي ستتسبب للطفل في عواقب مستقبلية».
ولفتت الوزارة إلى أن الوزيرة وجهت أيضا بضرورة مناظرة حالة الأم من الناحية النفسية بشكل خاص والأسرة بشكل عام لضمان لحمايتهم من الخطر.
«طفل البلكونة» يُدخل أمه الحبس في مصر

لقطات من الفيديو المتداول بشأن الواقعة
«طفل البلكونة» يُدخل أمه الحبس في مصر

لقطات من الفيديو المتداول بشأن الواقعة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة