عام جديد يحمل اتجاهات تعبر عن فلسفة صنعتها جهود ومتغيرات انطلقت من الأعوام الماضية. الحديث عن المنتجات المستدامة والصديقة للبيئة، والتطور التقني في صناعة مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، وعالم مواقع التواصل الاجتماعي وضغوطه وأفكاره التي تسبح بلا حدود، وظهور شركات رائدة في عالم الجمال واستيعابها لمتغيرات السوق؛ جميعها عوامل تضافرت لتخرج لنا هذا العام بعدد من صيحات الجمال التي تحمل قيماً إنسانية وبيئية تسير جنباً إلى جنب مع مفهوم المرأة الجميلة، ما انعكس بشكل واضح على صيحات الجمال لهذا العام، التي نستعرض أهمها في السطور التالية:
المزيد من الالتزام بمبدأ الاستدامة
ظهر خلال العام الماضي مفهوم «المنتجات النظيفة»، أي مستحضرات العناية والجمال التي تتجنب المواد «الكيميائية»، وتتوافق مع الجلد، من دون إلحاق أضرار بالصحة الداخلية. لكن المتوقع هذا العام أن تخطو هذه المنتجات نحو مزيد من الرواج، مما قد يضع شركات كبرى في مأزق التغيير.
وعلى صعيد بيئي، تغلل مفهوم طرق التغليف المستدامة، مثل العودة إلى الزجاج كبديل للبلاستيك، مع اتباع استراتيجيات تغليف مدروسة جديدة، وصيغ دقيقة تحافظ على البيئة. ومن جانبها، تعهدت شركة مستحضرات التجميل العملاقة «لوريال» بتخفيض استهلاك المياه بنسبة 60 في المائة بحلول عام 2020.
العودة إلى الطبيعية
ذاع صيت الشركات الآسيوية، والكورية على وجه الخصوص، فيما يخص مستحضرات العناية والجمال، التي تعتمد تركيزات أعلى من المكونات الطبيعية الفعالة. فقد قدمت كوريا، مثلاً، منتجات هجينة توحد لون البشرة وترطّب في آن واحد، باستخدام مكونات طبيعية، مثل الشاي الأخضر وفيتامين E، وننتظر المزيد من المنتجات الذكية التي تحقق أعلى نتائج بأقل ضرر.
العناية بالشعر تسير على مسار مشابه هذا العام، الذي من المتوقع أن يشهد مزيداً من الرواج لأجهزة تصفيف الشعر القائمة على الهواء بدلاً من الحرارة. كما أطلقت «لوريال» خط منتجات تعتمد على مكونات طبيعية تتراوح من 80 إلى 99 في المائة. بالطبع، هو منهج أكثر وعياً للعناية بالبشرة، لأنه يوازن بين الصحة والجمال، خصوصاً أن النساء أصبحن أكثر دراية بالمكونات، وهو ما يجبر العلامات التجارية على أن تكون أكثر انفتاحاً وصراحة فيما يتعلق بتركيباتها. فإذا كان عام 2018 يُعرف بأنه عام إطلاق مستحضرات التجميل المدفوعة باعتبارات صحية، فإن عام 2019 سيزيل الحدود بين الصحة والجمال.
عام الماكياج البراق
عندما يتعلق الأمر بالماكياج، فإن الاتجاهات تسير نحو مزيد من البريق واللمعان. فبدلاً من تداخل طبقات الظل الشاقّة لإبراز الجفن، يمكن للمرأة أن تستعين بلون واحد من حبيبات «الجليتر» البراقة، مع بشرة مصقولة، وهو ما يستدعي الحد الأدنى من الجهد مع أقصى تأثير. فقد شاهدنا عارضات دار الأزياء الراقية «غوتشي»، في عروض ربيع-صيف 2018، يتألقن بجفون داخلية مغطاة ببريق الفيروز المطبق بأسلوب محبوك، بينما لفتت عارضات «آنا سوي» الأنظار ببريق فضي حدد خط الرموش السفلي فقط.
كما ننتظر خلال هذا العام مزيداً من الوهج بظلال «الذهبي» الذي لم يعد مقتصراً على الجفون، بينما سيطبق بأسلوب جديد يبرز عظام الخدود على طريقة «الهايلايتر»، كما ظهرت عارضات «شانيل» خلال عروض خريف-شتاء 2018.
أما الشفاه، فلا تبتعد عن هذا البريق، حيث تتصدر الشفاه المعدنية المضاءة الساحة لتعطي تأثيراً درامياً. ويمكن تطبيق اللون الأساسي على الشفاه العليا والسفلى، ثم المسحوق المتلألئ في وسط الشفاه.
التسعينات تعود بتفاصيلها المتمردة
تسيطر روح حقبة التسعينات على الموضة هذا العام، ويبدو أنها ستطول صيحات الجمال أيضاً، علماً بأن نسخة 2019 ستكون أكثر ميلاً للطبيعة، وهو ما سيظهر في عودة اللون البني الطبيعي في كثير من المنتجات، من بينها أحمر الشفاه البني الترابي الذي لا يخلو من الدفء.
كما تظهر روح التسعينات من خلال شكل الحواجب الطبيعية، مع اختفاء الشكل الاصطناعي الرائج على «إنستغرام»، بحيث ستتميز بتهذيب محدود، مع الحفاظ على كثافتها.
واحد من اتجاهات مكياج 2019 المستوحاة من التسعينات هو عودة الشفتين اللامعتين، دون تطبيق أي لون من أحمر الشفاه، من خلال الملمع الشفاف الذي امتد استخدامه إلى الجفون أيضاً، كما أطلت عارضات «فندي» في تشكيلة ربيع-صيف 2019.
عودة الأظافر اللوزية
في حين ظلت الأظافر المربعة والمدببة من الجوانب لسنوات تمثل الموضة، يبدو أنها ستتراجع قليلاً، لتحل محلها الأظافر اللوزية التي كانت قد اختفت تماماً، بعد أن كانت رمزاً للأنوثة.
وفيما يخص طلاء الأظافر، فإن الألوان المتدرجة، أو «الأومبري»، من المرجح أن تشهد مزيداً من الرواج، ويأتي في المركز الثاني صيحة الألوان البراقة والمعدنية.
لون الشعر بظلال رمادية
وبنفسجية... الرمادي والوردي
كنوع من احترام التطور العمري للمرأة، ظهر اللون الرمادي كأحد اتجاهات الجمال لعام 2019، فيما يبدو وكأنه محاولة تدعم شمولية قواعد الجمال. فالمرأة ليس بحاجة لأن تخفي سنوات عمرها بعد الآن. اللون الوردي أيضاً ظهر مع اتجاه جديد من الشعر الباستيل خلال العام الماضي، لكن يبدو أن لون الشعر سيتحرر بألوان أكثر جرأة، مثل البنفسجي الصريح الذي زاد البحث عليه من خلال موقع «بينتريست»، الأمر الذي يشير إلى أنه سيسود 2019.