مخبر فني ينجح في اقتفاء أثر قطعتين مفقودتين بعد سنوات من البحث

سرقتا من كنيسة إسبانية قديمة

المخبر الفني مع قطعتين عثر عليهما بعد سنوات من سرقتهما من كنيسة إسبانية (أ.ف.ب)
المخبر الفني مع قطعتين عثر عليهما بعد سنوات من سرقتهما من كنيسة إسبانية (أ.ف.ب)
TT

مخبر فني ينجح في اقتفاء أثر قطعتين مفقودتين بعد سنوات من البحث

المخبر الفني مع قطعتين عثر عليهما بعد سنوات من سرقتهما من كنيسة إسبانية (أ.ف.ب)
المخبر الفني مع قطعتين عثر عليهما بعد سنوات من سرقتهما من كنيسة إسبانية (أ.ف.ب)

من خلال قصة بوليسية فنية تصلح موضوعا لروايات المؤلف العالمي دان براون تمكن محقق هولندي يعمل في مجال الأعمال الفنية من إعادة قطعتين حجريتين لا تقدران بثمن كانتا قد سرقتا من كنيسة إسبانية قديمة بعد تعقبه لآثارهما حتى بستان أحد النبلاء الإنجليز، حيث اتخذتا موضعهما هناك لتزيين القصر المنيف.
وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية فقد نجح آرثر براند، والمعروف في أوساط الآثار باسم «إنديانا جونز لعالم الفن»، في تسليم المنحوتات الأثرية، التي تعود إلى قرون، إلى السفارة الإسبانية في لندن وذلك ضمن احتفالية خاصة نُظمت لهذا الشأن يوم الاثنين.
وجاء هذا الاحتفال تتويجا لرحلة بحث طويلة عن الأعمال الفنية ذات القيمة التاريخية، والتي جرى انتزاعها في عام 2004 من كنيسة سانتا ماريا دي لارا الواقعة في شمال إسبانيا، ويُعتقد أن عمر المنحوتات لا يقل عن 1000 عام.
وظهرت المنحوتات الحجرية القديمة في حديقة إحدى العائلات الأرستقراطية البريطانية التي تمكنت من شرائها عن غير قصد، وكان هذا هو المكان الذي تمكن المحقق براند من العثور عليها فيه مغطاة بالطين والأوراق النباتية.
وقال محقق الأعمال الفنية السري لوكالة الصحافة الفرنسية الإخبارية: «هذه الأعمال الفنية لا تقدر بثمن. وإنه لأمر لا يُصدق أن يتم العثور عليها في حديقة ذلك القصر بعد ثماني سنوات كاملة من البحث والتحري. لا يمكن تصور مدى ما أصاب أفراد العائلة من روع وذهول عندما علموا أن إحدى القطع التي تزين حديقتهم هي في الأصل عمل فني إسباني مسروق منذ زمن طويل ولا يقدر بثمن في الأوساط الفنية المعروفة».
وعرض المحقق الفني الخاص المنحوتات الحجرية لمراسلي وكالة الصحافة الفرنسية - وإحداها تصور شخصية يوحنا الإنجيلي، أحد مؤلفي الإنجيل - وذلك قبل ساعات من تسليمها إلى السفارة الإسبانية.
من ثم، تم تسليم القطع الأثرية الحجرية التي يقدر وزن القطعة الواحدة منها بنحو 50 كيلوغراما (110 أرطال تقريبا) إلى ممثلين عن شرطة الحرس المدني الإسباني، والذين كانوا يتعاونون في مجريات القضية، رفقة اثنين من منسقي المتاحف في مدينة بورغوس الإسبانية الشمالية.
ويُعتقد أن الكنسية التي سُرقت مها المنحوتات الفنية ترجع إلى عصر القوط الغربيين، إذ يُقدر الخبراء تاريخ تلك الأعمال الفنية بالعودة إلى القرنين السابع الميلادي والحادي عشر الميلادي.
ولكن تمت سرقة المنحوتات الأثرية في عملية مدبرة بعناية على أيدي محترفي سرقة الأعمال الفنية في عام 2004 كما أفاد المحقق براند.
وفي عام 2010 التقط المحقق الدؤوب «طرف الخيط» من مخبر بريطاني لم يكشف عن اسمه ذلك الذي أفاده بأنه أمر غريب قد حل بالعاصمة لندن مما جعله في نهاية الأمر يربط المحقق براند برجل غامض يُشار إليه باسم «السيد إكس».
وتبين فيما بعد أن السيد إكس قد شاهد أحد تجار العاديات الفرنسيين يصل إلى البلاد رفقة منحوتات حجرية ضخمة محمولة في شاحنة كبيرة تتخذ طريقها عبر طرقات لندن. ولقد اتخذت مكانها كزخارف لإحدى حدائق العائلات الأرستقراطية، بيد أن السيد إكس كان قد تعرف على تلك القطع في الحال وتذكر منحوتات القوط الدينية القديمة، كما قال المحقق براند. واستطرد براند قائلا: «أراد اللصوص الذين سرقوا هذه القطع أن يتمكنوا من بيعها لقاء بضعة ملايين من الدولارات. ولكنهم تبينوا بعد فترة من الزمن أنه لا يمكن بيع هذه المنحوتات بسهولة وإلا اكتشف أمرهم، فأجمعوا أمرهم للحصول على أي قدر ممكن من المال وعرضوها للبيع كزخارف للحدائق الفاخرة. وأنهم ربما حصلوا على 50 ألف جنيه إسترليني للقطعة الواحدة منهما».
تمكن المحقق براند من تعقب آثار تاجر العاديات الفرنسي الذي دل اللصوص على إحدى العائلات الأرستقراطية، التي لم يُذكر اسمها، وتقطن منطقة شمال لندن. لينتهي الأمر بالمنحوتات القوطية الإسبانية القديمة في حديقة أحد النبلاء الإنجليز الذي لم يكن يعلم أنها جزء لا يتجزأ من التراث الفني العالمي.
ويعد الأمر نجاحا جديدا لبراند، الذي تصدر اسمه عناوين الصحف ووسائل الإعلام خلال العام الماضي لنجاحه في استعادة قطعة فنية مسروقة من الفسيفساء، تعود إلى 1600 عاما مضت، إلى جزيرة قبرص حيث تم العثور عليها بحوزة إحدى العائلات البريطانية التي كانت تجهل أصولها الفنية والتاريخية القديمة.
وحاز المحقق آرثر براند على شهرة عالمية في عام 2015 بعد نجاحه في العثور على تماثيل «خيول هتلر»، وهما تمثالان من البرونز من أعمال الفنان النحات جوزيف ثوراك بالحقبة النازية.
من شأن استعادة القطع الفنية الأثرية أن تلعب دورا مهما في كشف المزيد عن تاريخ كنيسة سانتا ماريا دي لارا الغامض والواقعة بالقرب من مدينة بورغوس.
وهناك في داخل الكنيسة توجد رموز مسيحية، وأخرى وثنية، وبعضها رومانية وأخرى إسلامية مما قد يسترعي انتباه واهتمام الروائي العالمي دان براون كما قال المحقق براند.


مقالات ذات صلة

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق معرض يحكي قصة العطور في مصر القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض أثري يتتبع «مسيرة العطور» في مصر القديمة

يستعيد المتحف المصري بالتحرير (وسط القاهرة) سيرة العطر في الحضارة المصرية القديمة عبر معرض مؤقت يلقي الضوء على صناعة العطور في مصر القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الفيلا تدلّ على «أسلوب حياة فاخر» (تيفونت أركيولوجي)

اكتشاف آثار فيلا رومانية فاخرة على الأرض البريطانية

اكتشف علماء آثار و60 متطوّعاً فيلا رومانية تدلّ على «أسلوب حياة فاخر»، وذلك في مقاطعة يلتشاير البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة «اليونيسكو»، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء» تراثاً ثقافياً لا مادياً.


«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.