«فلاي دايننغ» لأول مرة في الهند

بعد نجاح فكرة المطعم المعلق في سماء أشهر مدن العالم

«فلاي دايننغ» مطعم معلق في السماء
«فلاي دايننغ» مطعم معلق في السماء
TT

«فلاي دايننغ» لأول مرة في الهند

«فلاي دايننغ» مطعم معلق في السماء
«فلاي دايننغ» مطعم معلق في السماء

هل تخيلتم يوماً ما قضاء أمسية ممتعة متلألئة في السماء، مع الاستمتاع بالمأكولات الفاخرة والمشروبات الراقية المتناثرة، على مائدة طويلة ممتدة ومعلقة في قلب السحاب ما بين السماء والأرض؟ إن هذا ما يحدث في الواقع هنا في الهند، مع افتتاح أول مطعم «جوي» معلق في الهواء، في مدينة بنغالورو الهندية التقنية المتطورة.
ويحمل المطعم الجديد اسم «فلاي دايننغ» وهو يعبر عن مفهوم جديد للغاية في عالم المطاعم والضيافة، تشهده الهند للمرة الأولى؛ حيث يمكن للضيوف تناول الطعام والاستمتاع بالمشروبات والأحاديث الخفيفة حول المائدة المعلقة بواسطة «رافعة»!
ويطل المطعم الجديد على منظر خلاب لبحيرة ناغاوارا؛ حيث يوفر المكان إطلالة ساحرة على المدينة العامرة من أسفل، على ارتفاع يبلغ 160 قدماً (50 متراً) فوق سطح الأرض.
يتسع المطعم الجوي لـ22 ضيفاً حول المائدة المستطيلة، بالإضافة إلى طاقم الضيافة المكون من خمسة موظفين (ثلاثة من الطهاة، ونادل واحد، ومراقب الأمن والسلامة) الذي يتخذ مكانه في منتصف الطاولة المعلقة في الهواء. وتُثبت المقاعد في أماكنها حول المائدة بثلاث أحزمة للأمان، إلى جانب وجود شبكة للأمان في الجزء السفلي من المائدة.
تعمل الرافعة على حمل المائدة بالكراسي ويستغرق الأمر 5 دقائق حتى بلوغ المطعم مكانه بالكامل، والمدة نفسها للهبوط إلى سطح الأرض. وليس التشويق والإثارة في التعلق المرتفع للغاية في جو السماء أثناء تناول الطعام فحسب، فبمجرد وصول الرافعة لأقصى ارتفاع ممكن لها، تبدأ في دوران بزاوية 360 درجة كذلك. والضيوف الذين يرغبون في مزيد من الإثارة، يمكنهم الدوران الذاتي بمقاعدهم المستقرين عليها.
وبعد نجاح تجربة المطعم الجوي في ولاية بنغالورو، فمن المقرر أن يتوسع المطعم في أعماله، كي يشمل كثيراً من المدن الهندية الأخرى: مومباي، وحيدر آباد، ونيودلهي، وتشيناي، وسورات، وغوا، وبيون. والعمل يجري على قدم وساق بالفعل في المواقع المذكورة، وسوف تُفتتح قريباً فروع لمطعم «فلاي دايننغ» في ثماني مدن هندية.
تقول سيدة الأعمال الهندية نيرمالا بالاكريشنان، التي اختارت إقامة حفل «ماتينيه – قبيل غروب الشمس» في ذلك المطعم رفقة أصدقائها المقربين: «استهوتني كثيراً فكرة تناول الطعام في الهواء الطلق، وكان التشويق والإثارة التي حظيت بها في هذا المكان فوق مستوى الإدراك تماماً. لقد صار لدينا في بنغالورو أخيراً تجربة فريدة من نوعها، يحرص المرء حرصاً أكيداً على الاستمتاع بها».
من الواضح لمن خاضوا تجربة الضيافة الفريدة تلك، أن الخلفية الرائعة للمطعم بمفهومه الجديد تضم بحيرة ناغاوارا ومدينة كارلي اللتين تبدوان في روعة فائقة من أعلى.
وهي تجربة استثنائية بحق، تلك التي تسمح للضيوف بتناول الطعام رفقة الأصدقاء في قلب السماء. وهو ليس مجرد مطعم عادي، إذ يمكن للمرء تناول الغداء أو العشاء، وربما ما يروق من مشروبات ساخنة أو باردة، وغير ذلك كثير؛ لكن التجربة الجديدة تهدف كذلك إلى توفير ما يمكن من وسائل الترفيه، وتنظيم الفعاليات، كعقد المؤتمرات، والبرامج الحوارية في السماء، في أمر فريد من نوعه دون شك.
ويستقر المطعم الجديد على ارتفاع متوازن يبلغ 50 متراً عن سطح الأرض؛ حيث يمكن للمرء أن يفعل ما يروق له حول المائدة التي تحلق في السماء.
لدى المطعم قائمة جاهزة على النحو التالي: بالنسبة للعشاء، هناك الدجاج المشوي (مع الخضار السوتيه)، والأرز بالأعشاب، وأصابع الكروكيت، ومقبلات البروسكيتا الإيطالية، بالإضافة إلى سلاطة الفاكهة والعصائر المتنوعة.
ويتألف كوكتيل المشروبات من مشروبك المفضل بجانب وجبة خفيفة. ويتم إعداد الطعام مسبقاً، ويجري تقديمه للضيوف في السماء فقط. ولكن لا بد أن نتذكر أن «فلاي دايننغ» ليس مجرد مطعم عادي، وإنما هو تجربة استثنائية جديدة، وفريدة، وكاملة.
يجري تقديم الطعام خلال الجلسات الأربع التي يتم تنظيمها بصفة يومية لضيوف المطعم، فيما بين الساعة 4:30 صباحاً، وحتى الساعة 9:30 مساء. فوجئ أصحاب المطعم الجديد بردود الفعل الرائعة من قبل الضيوف، منذ افتتاح المطعم في بنغالورو وحتى اليوم، إذ تقول نيفيديكا غوبتا، المديرة التنفيذية، وبانكاج دهينغرا، المدير الإداري للمطعم: «كانت استجابة رواد المطعم أفضل كثيراً مما كنا نتوقع منهم. هناك ضيوف قد حجزوا المائدة بالكامل، لقضاء لحظات خاصة وجميلة، رفقة أحبائهم في مناسبات خاصة».
واعتنى أصحاب المطعم عناية خاصة بكافة تدابير الأمن والسلامة للضيوف. وتم اعتماد النظام بأكمله من قبل مؤسسة «تي يو في راينلاند» الألمانية المتخصصة في اختبارات أمن وسلامة المنتجات، ومنح الشهادات المعتمدة لذلك.
وقال بانكاج دهينغرا، المدير الإداري للمطعم، بخصوص اعتمادات الأمن والسلامة فيه: «إن الحصول على شهادة الأمن والسلامة من هذه المؤسسة يشبه بلوغ الذروة في الأمن. لقد تواصلنا مع المؤسسة في ألمانيا، ونحن على يقين من أمن وسلامة ضيوفنا أثناء تناول الطعام لدينا».
ومع مراعاة مسألة الأمن والسلامة في المطعم، أصدرت إدارة مطعم «فلاي دايننغ» مجموعة معينة من المعايير التي يتعين على الضيوف الالتزام بها أثناء التحليق عالياً. وتتضمن تلك المعايير أن يكون الحد الأدنى لطول الضيف الواحد 4 أقدام، وأن يكون الحد الأقصى لوزن الضيف الواحد 150 كيلوغراماً، مع الحد الأدنى لعمر الضيف الواحد 12 عاماً فقط. ولا يُنصح للسيدات الحوامل أو مرضى القلب بالذهاب إلى ذلك المطعم. وفي حالة الطوارئ، يمكن إنزال المطعم بأسره حتى مستوى سطح الأرض في غضون دقيقة واحدة فقط.
وتقول نيفيديكا غوبتا، المديرة التنفيذية للمطعم، حول مرحلة تطور الفكرة حتى حفل افتتاح المطعم: «لم تكن فكرة المطعم بمثابة النزهة السهلة بالنسبة إلينا. لقد قضينا خمس سنوات كاملة من العمل المضني، لكي نأتي بمثل هذه التكنولوجيا الحديثة إلى الهند، ولا نزال نواصل العمل من أجل توفير أفضل تجربة ممكنة للضيوف. كما نعمل على دمج التقنيات الحديثة مع ما لدينا من تقنيات محلية، وذلك من أجل توفير أفضل وأروع التجارب والخدمات لضيوفنا».


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق ألمانيا تشهد بيع أكثر من مليار شطيرة «دونر كباب» كل عام مما يجعل الوجبات السريعة أكثر شعبية من تلك المحلية (رويترز)

«الدونر الكباب» يشعل حرباً بين تركيا وألمانيا... ما القصة؟

قد تؤدي محاولة تركيا تأمين الحماية القانونية للشاورما الأصلية إلى التأثير على مستقبل الوجبات السريعة المفضلة في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة- برلين)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«ألذ»... أكل بيت مصري في مطعم

فطور مصري (إنستغرام)
فطور مصري (إنستغرام)
TT

«ألذ»... أكل بيت مصري في مطعم

فطور مصري (إنستغرام)
فطور مصري (إنستغرام)

ألذ الأطباق هي تلك التي تذكرك بمذاق الأكل المنزلي، فهناك إجماع على أن النَفَس في الطهي بالمنزل يزيد من نكهة الطبق لعدة أسباب؛ على رأسها الشغف والحب والسخاء.

شوربة الفطر (الشرق الأوسط)

ألذ الأطباق المصرية تجدها في «ألذ» المطعم المصري الجديد الذي فتح أبوابه أمام الذواقة العرب والأجانب في منطقة «تشيزيك» غرب لندن.

نمط المطعم يمزج ما بين المطعم والمقهى، عندما تدخله سيكون التمثال الفرعوني والكراسي الملكية بالنقوش والتصاميم الفرعونية بانتظارك، والأهم ابتسامة عبير عبد الغني، الطاهية والشريكة في المشروع، وهي تستقبلك بحفاوة ودفء الشعب المصري.

شوربة العدس مع الخضراوات (الشرق الأوسط)

على طاولة ليست بعيدة من الركن الذي جلسنا فيه كانت تجلس عائلة عبير، وهذا المشهد يشوقك لتذوق الطعام من يد أمهم التي قدمت لنا لائحة الطعام، وبدت علامات الفخر واضحة على وجهها في كل مرة سألناها عن طبق تقليدي ما.

لحم الضأن مع الأرز المصري (الشرق الأوسط)

المميز في المطعم بساطته وتركيزه على الأكل التقليدي وكل ما فيه يذكرك بمصر، شاشة عملاقة تشاهد عليها فيديوهات لعالم الآثار والمؤرخ المصري زاهي حواس الذي يعدُّ من بين أحد أبرز الشخصيات في مجال علم المصريات والآثار على مستوى العالم، وهناك واجهة مخصصة لعرض الحلوى المصرية وجلسات مريحة وصوت «كوب الشرق» أم كلثوم يصدح في أرجاء المطعم فتنسى للحظة أنك بمنطقة «تشيزيك» بلندن، وتظن لوهلة أنك في مقهى مصري شهير في قلب «أم الدنيا».

كبدة إسكندراني (الشرق الأوسط)

مهرجان الطعام بدأ بشوربة العدس وشوربة «لسان العصفور» وشوربة «الفطر»، وهنا لا يمكن أن نتخطى شوربة العدس دون شرح مذاقها الرائع، وقالت عبير: «هذا الطبق من بين أشهر الأطباق في المطعم، وأضيف على الوصفة لمساتي الخاصة وأضع كثيراً من الخضراوات الأخرى إلى جانب العدس لتعطيها قواماً متجانساً ونكهة إضافية». تقدم الشوربة مع الخبز المقرمش والليمون، المذاق هو فعلاً «تحفة» كما يقول إخواننا المصريون.

الممبار مع الكبة وكفتة الأرز والبطاطس (الشرق الأوسط)

وبعدها جاء دور الممبار (نقانق على الطريقة المصرية) والكبة والـ«سمبوسة» و«كفتة الأرز» كلها لذيذة، ولكن الألذ هو طبق المحاشي على الطريقة المصرية، وهو عبارة عن تشكيلة من محشي الباذنجان، والكرنب والكوسة والفليفلة وورق العنب أو الـ«دولما»، ميزتها نكهة البهارات التي استخدمت بمعيار معتدل جداً.

محشي الباذنجان والكرنب وورق العنب (الشرق الأوسط)

أما الملوخية، فحدث ولا حرج، فهي فعلاً لذيذة وتقدم مع الأرز الأبيض. ولا يمكن أن تزور مطعماً مصرياً دون أن تتذوق طبق الكشري، وبعدها جربنا لحم الضأن بالصلصة والأرز، ومسقعة الباذنجان التي تقدم في طبق من الفخار تطبخ فيه.

الملوخية على الطريقة المصرية (الشرق الأوسط)

وبعد كل هذه الأطباق اللذيذة كان لا بد من ترك مساحة لـ«أم علي»، فهي فعلاً تستحق السعرات الحرارية التي فيها، إنها لذيذة جداً وأنصح بتذوقها.

لائحة الحلويات طويلة، ولكننا اكتفينا بالطبق المذكور والأرز بالحليب.

أم علي وأرز بالحليب (الشرق الأوسط)

يقدم «ألذ» أيضاً العصير الطبيعي وجربنا عصير المانجو والليمونادة مع النعناع. ويفتح المطعم أبوابه صباحاً ليقدم الفطور المصري، وهو تشكيلة من الأطباق التقليدية التي يتناولها المصريون في الصباح مثل البيض والجبن والفول، مع كأس من الشاي على الطريقة المصرية.

المعروف عن المطبخ المصري أنه غني بالأطباق التي تعكس التراث الثقافي والحضاري لمصر، وهذا ما استطاع مطعم «ألذ» تحقيقه، فهو مزج بين البساطة والمكونات الطبيعية واستخدم المكونات المحلية مثل البقوليات والأرز المصري.

كشري «ألذ» (الشرق الأوسط)

وعن زبائن المطعم تقول عبير إن الغالبية منهم أجانب بحكم جغرافية المنطقة، ولكنهم يواظبون على الزيارة وتذوق الأطباق المصرية التقليدية، وتضيف أن الملوخية والكشري وشوربة العدس من بين الأطباق المحببة لديهم.

وتضيف عبير أن المطعم يقدّم خدمة التوصيل إلى المكاتب والبيوت، كما يقوم بتنظيم حفلات الطعام على طريقة الـCatering للشركات والحفلات العائلية والمناسبات كافة.