ثياب كاترين دينوف بالمزاد العلني في باريس لدى «كريستيز»

أناقة النجمة الفرنسية تحمل توقيع المصمم إيف سان لوران

في 2002 قدم سان لوران آخر عرض لأزيائه في متحف «بومبيدو»... وكالعادة كانت كاترين دينوف تقف بجواره مرتدية بدلة «السموكينغ» السوداء التي صممها لها (أ.ف.ب)
في 2002 قدم سان لوران آخر عرض لأزيائه في متحف «بومبيدو»... وكالعادة كانت كاترين دينوف تقف بجواره مرتدية بدلة «السموكينغ» السوداء التي صممها لها (أ.ف.ب)
TT

ثياب كاترين دينوف بالمزاد العلني في باريس لدى «كريستيز»

في 2002 قدم سان لوران آخر عرض لأزيائه في متحف «بومبيدو»... وكالعادة كانت كاترين دينوف تقف بجواره مرتدية بدلة «السموكينغ» السوداء التي صممها لها (أ.ف.ب)
في 2002 قدم سان لوران آخر عرض لأزيائه في متحف «بومبيدو»... وكالعادة كانت كاترين دينوف تقف بجواره مرتدية بدلة «السموكينغ» السوداء التي صممها لها (أ.ف.ب)

أواسط خمسينات القرن الماضي، ظهرت على الشاشة الفرنسية ممثلة صغيرة ذات شعر أسود، تحمل اسم كاترين دورلياك. ثم صبغت شعرها واختارت لقب دينوف وصارت أشهر شقراء بين نجمات السينما في فرنسا. في الفترة نفسها وصل إلى باريس من وهران خياط فتى يدعى إيف ماتيو، وجد عملاً لدى «المعلم» كريستيان ديور وأصبح ذراعه اليمنى، قبل أن يستقل عنه ويفتح داراً لتصميم الأزياء تحمل اسمه: إيف سان لوران، سرعان ما حققت شهرة عالمية. وكان من الطبيعي أن تلتقي الممثلة الصاعدة بالمصمم الفنان وتصبح ملهمته الأولى. وخلال أكثر من نصف قرن، صمم لها سان لوران العشرات من البدلات والفساتين والمعاطف التي ارتدتها في أفلامها، أو في حياتها خارج الشاشة.
بعد ظهر الخميس المقبل، وفي مزاد علني، ستتفرق 268 قطعة من الثياب التي احتفظت بها كاترين دينوف في خزائنها، ليتخاطفها عشاق الفن والخياطة الراقية. وقبيل المزاد تسنى لـ«الشرق الأوسط» الاطلاع على مجموعات الثياب والأحذية والحقائب والقبعات التي ستعرض للبيع، مع تقديم لفرنسوا دو ريكليس، رئيس «كريستيز» في فرنسا، الذي وصف هذا البيع بأنه الحدث الذي تفتتح به الشركة عامها الجديد. أما دومينيك دوروش، مديرة العلاقات العامة السابقة للمصمم والتي تعتبر الذاكرة الحية لدار سان لوران، فقالت إن كلاً من المصمم والممثلة كان عنواناً لفرنسا في العالم.
جرى أول لقاء بين الممثلة والمصمم في عام 1965، يوم ذهبت إليه وفي يدها قصاصة اقتطعتها من مجلة «فوغ» وفيها صورة فستان للسهرة من عرض سابق له. كان لديها موعد مهم في البلاط البريطاني وقد نصحها زوجها، آنذاك، المصور ديفيد بايلي، بأن تختار زياً من الخياط الشاب الذي صار حديث كل الأنيقات منذ أن افتتح داره الخاصة قبل 3 سنوات من ذلك التاريخ. قالت دينوف لسان لوران: «أريد مثل هذا الفستان». ومنذ ذلك اللقاء الأول جرى شيء يشبه السحر بينهما. صارت ملهمته وصار حارس أناقتها.
في العام التالي، قامت دينوف بواحد من أهم أدوارها السينمائية في فيلم «جميلة النهار» للمخرج لوي مال. وكان سان لوران هو الذي صمم لها التايورات والمعاطف الأنيقة التي ظهرت بها في الفيلم. وتذكر دوروش أن اعتماد النجمة الفرنسية على مصمم شاب كان يعني الكثير بالنسبة لدار تخطو خطواتها الأولى. فقد جاءت تصاميمه لها جميلة وطبيعية وتتماشى مع شخصيتها بحيث وجد فيها خير سفيرة للدار، ومع تقدم الاثنين في سلم الشهرة صارا سفيرين لفرنسا.
حتى النهاية، حافظت دينوف على وفاء نادر لسان لوران وشريكه بيير بيرجيه. واستمرت الصداقة بينهم عقوداً طوالاً، ولم يكن يفوتها أي عرض من عروضه. ومن جانبه كان يخصص لها أفضل مكان أمام المنصة التي تتهادى عليها العارضات، بجوار الأميرات وقرينات الزعماء وكبيرات محررات الموضة. والمكان الأفضل في عروض الأزياء هو الصف الصغير الذي يحمل عادة الحرف «سي»، ويتألف من كراسي معدودة تقابل العارضات عند ظهورهن على المسرح، وتتركز عليها أضواء المصورين. وأحياناً كانت دينوف تفضل الجلوس في الصف الجانبي الذي يحمل الحرف «أي»، لا سيما إذا كان هناك أصدقاء لها في الجوار. ولديها صورة شهيرة وهي بجانب الفنان الأميركي آندي وارهول الذي لم يكن يتحرك من دون مرافقيه.
في المناسبات الكبرى، كانت المصمم يظهر وهو يتأبط ذراع النجمة الشقراء. فقد ترافقا سوية عندما لبيا دعوات العشاء التي أقامها الرئيس الأسبق فرنسوا ميتران، ولدى ارتيادهما الحفلة التي أقيمت في دار الأوبرا بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس دار سان لوران. وفي الفيديو المسجل لتلك المناسبة نرى المصمم متردداً وخجولاً أمام الإطراء ويوشك على الهرب من الأضواء، خصوصا أنه كان يعاني من المرض، لكن دينوف كانت تمسك به وتدعمه وتشجعه على مواجهة المحتفلين به. أما المناسبة الأشهر فكانت حين ظهرا سوية في «ستاد دو فرانس» أثناء بطولة كأس العالم بكرة القدم لعام 1998، وعكست الشاشة العملاقة صورتهما وهما يشجعان المنتخب الفرنسي في مباراة الختام.
في 2002، قدم سان لوران آخر عرض لأزيائه في متحف «بومبيدو». وكالعادة، كانت كاترين دينوف يقف بجواره مرتدية بدلة «السموكينغ» السوداء التي صممها لها. ولما وقفت الممثلة الشابة ليتيسيا كاستا لتغني، خطفت النجمة المكرسة مكبر الصوت وأنشدت معها: «أجمل قصص حبي هي أنت». إنه الخياط الفرنسي المولود في الجزائر الذي قدم لها أحلى الفساتين التي تألقت بها على السجادة الحمراء في مهرجان «كان»، وفي حفلات جوائز «سيزار»، وفي أدوارها على الشاشة، بحيث أنها لم تعد تعرف كم ثوباً تملك من توقيع سان لوران.
أودى المرض بالمصمم وتراجعت أسطورته. بيع اسمه إلى شركات أخرى ودخلت تصاميمه متاحف الموضة في العالم. وها هو أكبر مزاد من نوعه للثياب التي اعتنى بتصميمها يوشك أن يبدأ في باريس. إن توقيعات كبار المصممين لا تذهب سدى. وتصاميمهم مثل السجاد العجمي، ترتفع قيمته مع الزمن، والأسعار المقدرة للمزاد هي بالآلاف، ذلك أنها فساتين استثنائية رسمها فنان استثنائي لامرأة استثنائية. وهي ستذهب لتستقر على أجساد شابات يحببن عطر التاريخ.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».