الغنوشي لا ينوي الترشح لرئاسة تونس

TT

الغنوشي لا ينوي الترشح لرئاسة تونس

حسم رئيس حركة «النهضة» المشاركة في الائتلاف الحكومي التونسي راشد الغنوشي، الجدل حول إمكانية ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، مؤكداً أنه لن يترشح، لكن حزبه سيكون له مرشح آخر في السباق الرئاسي. وقال الغنوشي خلال ندوة نظمها مركز دراسات يترأسه القيادي في «النهضة» رفيق عبد السلام، إن «الحزب لم يقرر بعد هل سيقدم مرشحاً من داخله أم يزكي مرشحاً توافقياً آخر من خارجه». وشدد على إجراء الانتخابات المقبلة في موعدها المحدد.
ولم تقدم «النهضة» مرشحاً للرئاسة في انتخابات 2014، لكنها دعمت ترشح الرئيس السابق المنصف المرزوقي الذي خسر أمام منافسه الرئيس الباجي قائد السبسي. وكانت القيادية في الحركة يمينة الزغلامي أكدت أخيراً أن الغنوشي هو مرشح «النهضة» للانتخابات الرئاسية، «وفق ما ينص عليه قانونها الأساسي». وقالت: «الغنوشي هو المرشح، وفي حال عدم رغبته في ذلك يقدم أسماء إلى مجلس الشورى الذي سيحسم في المسألة عبر آلية الانتخاب».
لكن هذا التصريح لم يصمد طويلاً، إذ سرعان ما أدلى القيادي في «النهضة» سمير ديلو بتصريحات مخالفة قال فيها إن أمر ترشح الغنوشي للانتخابات الرئاسية «غير مطروح في الحركة ولم تتم مناقشته»، وهو ما رجح كون تصريحات الزغلامي بالون اختبار من قيادات «النهضة» لقياس مدى قبول الناخبين التونسيين بفكرة ترشح الغنوشي للرئاسة. وكانت أطراف في المعارضة أشارت إلى وجود اتفاق سابق بين السبسي والغنوشي يقضي بتداولهما على الرئاسة. وأكدت أن «اتفاقاً سرياً» بهذا الشأن حصل بينهما في 2013 خلال اجتماع في باريس.
ونفى الغنوشي خلال الندوة اتهام «الجبهة الشعبية» المعارضة، حركته، بأن لها «جهازاً سرياً» على صلة باغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد والنائب محمد البراهمي في 2013، وهي تهمة قد تقلص من طموحات قيادات الحركة في تحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات المقبلة. ووصف تلك الاتهامات بأنها «مزايدات لا طائل منها... وخلفها حسابات انتخابية بالأساس». ودعا إلى «تحييد القضاء عن المعارك السياسية وعدم التدخل في شؤونه».
ودعت «الجبهة الشعبية»، في بيان، التونسيين، إلى «تكثيف تحركاتهم واحتجاجاتهم ضد الائتلاف الحاكم»، إحياء للذكرى الثامنة للثورة. وحذرت من «مغبة إعادة المنظومة الحاكمة التي انبثقت عن انتخابات 2014»، في إشارة إلى ثنائية حركة «النهضة» وحزب «نداء تونس» المتزعمين للمشهد السياسي.
وأعلن «اتحاد الشغل» (نقابة العمال) عن تنظيم اجتماع ضخم وسط العاصمة بمناسبة الذكرى الثامنة للثورة التونسية في 14 يناير (كانون الثاني)، في ظل تصاعد حدة التصريحات النقابية التي رجحت خروج الوضع الأمني والاجتماعي عن السيطرة في حال تنفيذ إضراب عام عن العمل الخميس المقبل نتيجة عدم استجابة الحكومة لمطالب نقابية بزيادة أجور شاغلي الوظائف العمومية.
وحذر الأمين العام المساعد للاتحاد العام للشغل محمد علي البوغديري، الحكومة، من «مغبة الاستخفاف بغضب القواعد العمالية». وانتقد «ارتهان البلاد لصندوق النقد الدولي»، قائلاً إن «مطالب العمال معقولة وواقعية». وتوقع التوصل إلى «حلول مرضية» بين الطرفين قبل تنفيذ الإضراب العام.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».