«هيئة تحرير الشام» تسيطر على المعابر في ريفي حلب وإدلب

TT

«هيئة تحرير الشام» تسيطر على المعابر في ريفي حلب وإدلب

بدأت «هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)» تفرض سيطرتها على جميع المعابر في ريفي حلب وإدلب، وذلك عبر وضع حواجز مع مناطق سيطرة القوات الحكومية وفصائل المعارضة.
وقال مصدر في المعارضة السورية إن «هيئة تحرير الشام» أغلقت «المعابر الواصلة بين عفرين وإدلب لأسباب إدارية وأمنية، كما أغلقت (الهيئة) معبر دارة عزة بعد طرد (حركة نور الدين الزنكي)».
وكشف المصدر عن أن «(هيئة تحرير الشام) ستعيد فتح معبر المنصورة غرب مدينة حلب مع القوات الحكومية خلال الأيام المقبلة، وبذلك أصبحت المعابر في ريفي حلب وإدلب التي ترتبط مع فصائل (درع الفرات) والنظام وتركيا، تحت سيطرة (هيئة تحرير الشام)».
وشدد المصدر على أن الأيام المقبلة ستشهد سيطرة «الهيئة» على كل المناطق الخاضعة للمعارضة في إدلب وريفي حلب الغربي والجنوبي وكذلك ريف حماة من خلال الضغط على «جيش العزة» و«صقور الشام» و«أحرار الشام» وإخضاعهم لوزارة الدفاع في حكومة الإنقاذ أو سيواجهون مصير «حركة نور الدين الزنكي».
من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، إنه «رصد حركة عبور لشاحنات النقل التجارية عبر معبر مورك في الريف الشمالي من حماة، «ذلك أن قوات النظام المتمركزة على القسم الجنوبي من المعبر، و(هيئة تحرير الشام) المتمركزة على القسم الشمالي منه، افتتحا؛ كل من جهته، الحركة التجارية على المعبر، حيث دخلت شاحنات نحو مناطق الشمال السوري الخاضع لسيطرة (هيئة تحرير الشام) وفصائل إسلامية، وبالمقابل حركة خروج شاحنات من هذه المناطق نحو مناطق سيطرة قوات النظام. تأتي هذه الخطوة بين الطرفين عقب إغلاق للمعبر».
وتابع أنه في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي تحدث عن «معبر مورك ومعبر قلعة المضيق الواصلين بين مناطق سيطرة النظام والمناطق الخارجة عن سيطرته، حيث لم تتوقف الحركة التجارية بين مناطق سيطرة قوات النظام وحلفائها في سوريا، والمناطق الخارجة عن سيطرتها، طوال السنوات الفائتة، بل بقيت هذه الحركة التجارية المتبادلة من وإلى مناطق سيطرة النظام، ومن وإلى مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة والإسلامية، مستمرة لحين عملية الإغلاق الأخير لمعبري قلعة المضيق ومورك، في ريف حماة الشمالي وريف حماة الغربي».
ولاحظ «سريان الحركة خلال فترة عمل المعبرين، لصالح الطرفين، وتلبية لمصالحهما، حيث تعمل على مبدأ التسهيل من قبل الطرفين»، وأكدت مصادر أن عملية التبادل والعبور عبر معبري مورك وقلعة المضيق خلال فترتي عملهما، كانت تخضع لفرض ضرائب من قبل الفصائل المسيطرة على المعبرين ومن قبل قوات النظام.
وقال «المرصد» إن معبر مورك في القطاع الشمالي من الريف الحموي، هو «الأكثر أهمية، لوقوعه على الطريق الدولية دمشق - حلب، وتسيطر عليه (هيئة تحرير الشام)، حيث تعمد لإدارته بشكل كامل، وإبان فتح المعبر كانت الهيئة هي المسيطرة على المعبر والمديرة لعملية العبور عليه، من حيث إدخال الشاحنات القادمة من الشمال السوري، نحو مناطق سيطرة النظام، وبشكل عكسي». فيما أكدت مصادر أن الهيئة كانت تفرض ضرائب من 300 - 500 دولار أميركي على الشاحنة الواحدة، وتختلف الضريبة وفقاً لطبيعة المواد التي تنقلها الشاحنة، وفي الطرف المقابل، يتلقى النظام الشاحنة العابرة لمناطق سيطرة المعارضة، بفرض ضريبة تتراوح بين 200 ألف ليرة سورية ومليون ليرة، بحسب نوع وكمية البضائع.
وشهد معبر مورك «أكبر حركة تجارية بين مناطق سيطرة النظام والمناطق الخارجة عن سيطرته، كما أن معبر قلعة المضيق يأتي في الدرجة الثانية من ناحية الأهمية التجارية في التبادلات التجارية بين مناطق سيطرة قوات النظام ومناطق سيطرة الفصائل، حيث يقع المعبر عند المدخل الجنوبي لسهل الغاب، بمحاذاة جنوب السقيلبية التي يسيطر عليها النظام، كما تعد منطقة قلعة المضيق خاصرة جبل شحشبو، الذي يعد امتداداً لجبل الزاوية ضمن القطاع الجنوبي من ريف إدلب».
وقال «المرصد» إن أحوال السكان في ريف حماة وريف إدلب، «تأثرت بإغلاق المعبرين، تماماً كانتعاشها خلال فترة فتح المعبرين، حيث إن إغلاق الروس وقوات النظام للمعبر، ساهم في تردي الأوضاع المعيشية، نتيجة توقف الحركة التجارية، التي كان يشهدها المعبران الرئيسيان مورك وقلعة المضيق؛ إذ إن نشاط الحركة التجارية ساهم في تحريك السوق المحلية وتخفيض أسعار المواد الغذائية ونشاط القطاعين الاقتصادي والتجاري، ومنها تجارة السيارات والدراجات النارية وقطع التبديل والمحروقات والأجهزة الإلكترونية وأثاث المنازل وغيرها من المجالات التي أمكنت الحركة التجارية على المعبرين تنشيطها، كما أن الريف الجنوبي لمحافظة حلب ساهم لحد ما في نشاط الحركة التجارية، من خلال معبر العيس الخاضع لسيطرة (هيئة تحرير الشام)؛ إذ شهد المعبر القريب من المدينة الصناعية والتجارية، مرور كثير من الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والخضراوات والفواكه، وقطع تبديل السيارات، من وإلى مناطق سيطرة قوات النظام».



توجّه حوثي لإنشاء كيان يتولّى مراقبة صالات الأعراس

حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)
حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)
TT

توجّه حوثي لإنشاء كيان يتولّى مراقبة صالات الأعراس

حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)
حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)

تعتزم الجماعة الحوثية في اليمن تأسيس كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس والمناسبات في العاصمة المختطفة صنعاء وبقية المدن تحت سيطرة الجماعة.

جاء ذلك خلال دعوة وجهتها ما تسمى الغرفة التجارية والصناعية الخاضعة للحوثيين في صنعاء لمُلاك صالات الأعراس والمناسبات تحضهم على حضور ما تسميه اللقاء التأسيسي لقطاع صالات الأعراس والمناسبات تحت إدارة ورعاية وإشراف قيادات في الجماعة.

جانب من اجتماع قيادات حوثية تدير أجهزة أمنية في صنعاء (إعلام حوثي)

يتزامن هذا التحرك مع شن الجماعة مزيداً من حملات فرض الإتاوات والابتزاز والاعتقال لمُلاك صالات الأعراس والفنانين والمُنشِدين بذريعة حظر الغناء والتصوير وكل مظاهر الفرح، ضمن مساعيها لإفساد بهجة السكان وتقييد حرياتهم.

ووضعت قيادات حوثية تُدير شؤون الغرفة التجارية في صنعاء شروطاً عدة للانضمام والمشاركة في اللقاء التأسيسي المزعوم، من بينها امتلاك مالك القاعة الذي سيحضر سجلاً تجارياً، وأن تكون بطاقة عضويته في الغرفة الحوثية مُجدَّدة لعام 2024، كما حدّدت الجماعة يوم 11 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، موعداً لانعقاد اللقاء التأسيسي لمُلاك صالات الأعراس.

وسبق للجماعة الحوثية أن داهمت في أواخر مايو (أيار) العام الماضي، مقر الغرفة التجارية والصناعية في صنعاء، وعيّنت أحد عناصرها رئيساً لها بالقوة، وأزاحت رئيس وأعضاء مجلس الإدارة المنتخبين.

ويقول ناشطون حقوقيون في صنعاء إن إنشاء هذا الكيان الرقابي يندرج ضمن توجه الجماعة لفرض كامل السيطرة على القطاع، وإرغام الصالات على الالتزام بالتعليمات فيما يخص حظر الأغاني، ودفع مزيد من الإتاوات والجبايات.

دهم وخطف

أكدت مصادر محلية في محافظة عمران (شمال صنعاء) قيام الجماعة الحوثية باختطافات وإجراءات تعسفية ضد ملاك صالات الأعراس والمنشدين، كان آخرها قيام القيادي في الجماعة أبو داود الحمزي المعيّن مديراً لأمن مديرية خمر باعتقال المُنشد محمد ناصر داحش، وثلاثة من أعضاء فريقه الإنشادي من صالة عُرس وسط المدينة.

وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن الحمزي ومسلحيه اقتحموا صالة العُرس، وباشروا بمصادرة ونهب ما فيها من أجهزة ومعدات، وخطف مالك الصالة والمُنشد وفريقه، والزج بهم في أحد السجون.

حالة هلع بحفل زفاف اقتحمه حوثيون لمنع الغناء في عمران (إكس)

ويتهم القيادي الحمزي، وفق المصادر، المُنشد داحش بتحريض الفنانين والمُنشدين وملاك قاعات الأفراح والسكان بشكل عام على رفض القرارات التعسفية الصادرة عن جماعته، التي تشمل منع الأغاني في الأعراس.

وصعدت الجماعة على مدى الفترات الماضية من عمليات الدهم والمصادرة والخطف التي ينفّذها عناصر تابعون لها تحت اسم «شرطة الأخلاق»، ضد قاعات الأفراح والفنانين.

وأرغم الحوثيون، أخيراً، نساء يمنيات في مناطق بمحافظة إب على ترديد «الصرخة الخمينية»، والاستماع إلى الزوامل الحوثية داخل صالات الأعراس، مقابل السماح لهن بإقامة الأفراح في الصالات بعد الالتزام بالشروط كافة.

كما فرض الانقلابيون في منتصف الشهر الماضي قيوداً مُشددة على مُلاك قاعات الأعراس في ريف صنعاء، حيث حددوا وقت أعراس النساء في الصالات إلى الساعة الثامنة مساءً، ومنعوا التصوير ومكبرات الصوت، كما حظروا دخول العريس للقاعة لأخذ عروسه، ومنعوا استدعاء الفنانين والفرق الغنائية في الأعراس.