مطالبات بمنع وإيقاف شيرين عبد الوهاب عن الغناء بمصر

بلاغ اتهمها بالإساءة لوطنها

مطالبات بمنع وإيقاف شيرين عبد الوهاب عن الغناء بمصر
TT

مطالبات بمنع وإيقاف شيرين عبد الوهاب عن الغناء بمصر

مطالبات بمنع وإيقاف شيرين عبد الوهاب عن الغناء بمصر

أثارت الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الجدل من جديد، بعد تسريب مقطع فيديو من أحدث حفلاتها الغنائية، الذي أقيم بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، والذي رصد قولها «أنا خسارة في البلد دي»، الأمر الذي دعا محاميا إلى التقدم ببلاغ للنائب العام يتهمها فيه بالإساءة للبلاد، فيما أرسل آخر إنذاراً لنقابة الموسيقيين لوقفها عن الغناء.
وأعادت الأزمة الأحدث لشيرين إلى الأذهان مشكلة مشابهة تورطت فيها قبل عام تقريباً، وكان شبيهة بالموقف الحالي، إذ سخرت من مياه نهر النيل، واستشراء مرض البلهارسيا جراء تلوث مياهه، وكان ذلك خلال حفل غنائي خارج البلاد، ما تسبب في إيقافها من قبل نقابة الموسيقيين المصرية برئاسة الفنان هاني شاكر، وعوقبت بالسجن والغرامة قبل أن يتم نقض الحكم (إلغاؤه) ونالت البراءة.
ونال الموقف مساحة من التغطية في وسائل الإعلام المصرية، وطالب عدد كبير من مقدمي البرامج الإخبارية شيرين بالاعتزال والاعتذار، ومنهم الإعلامي تامر أمين، الذي قال في فضائية النهار، مساء أول من أمس، إن عليها (شيرين) «اعتزال الغناء ما دامت لم تعد قادرة على التحكم فيما تقوله خلال الأماكن العامة»، في حين طلب الإعلامي جمال عنايت عبر قناة «اليوم» من نقابة الموسيقيين المصرية أن «تتدخل لكي تضع حدا لما تفعله شيرين في الفترة الأخيرة».
الفنان حسام حبيب، وهو زوج المطربة المصرية شيرين قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك من يحاول دائما التربص لشيرين في حفلاتها وفي كلامها، ففي الحفل الأخير لم تقدم شيرين أي شيء مسيء، فهي لم تقل أي شيء سلبي عن بلدها مصر الذي تعشقه، ومن كان يحضر الحفل يعلم جيدا أن الجملة لم تقل مثلما خرجت في وسائل الإعلام، فالقصة بدأت وقتما شعرت شيرين بأن صوتها يصدع بطريقة غريبة في أرجاء المسرح ويتكرر كلما تغني، فأخبرت الجمهور أن السبب في ذلك يعود لوجود عدة مرايا عاكسة على المسرح، وسألت الموسيقار حلمي بكر الموجود في الحفل عن صحة ما قالته فأشار لها بأن كلامها صحيح، فما كان منها إلا أن قالت للجمهور: (أنا صح وخسارة في البلد)، وهو أمر معتاد من أي شخص مصري حينما يوضع في موقف ويظهر في النهاية أنه كان على صواب».
أما عن دور نقابة الموسيقيين المصرية، وإمكانية التحقيق معها، فكشف مصدر داخل النقابة لـ«الشرق الأوسط» عن أن مجلس النقابة لم ينعقد، حتى نهاية أمس (السبت) لكي يبحث أي مشكلة من المشكلات الموسيقية المنتشرة في الساحة الغنائية في الفترة الأخيرة، وعن مشكلة شيرين الأخيرة بالتحديد، أكد المصدر أن التحقيق مع أي عضو بالنقابة لا بد أن يكون عن طريق شكوى مقدمة ضد الفنان.
وقال الموسيقار حلمي بكر لـ««الشرق الأوسط» إن «ما تفعله شيرين سيقضي على مستقبلها، هي نجمة كبيرة في الغناء ولكن ما تجهله أن النجم ليس مجرد صوت جيد إنما هو معادلة تتكون من الصوت والشكل والأدب والاحترام، وهي تفتقد لغة النجوم وكيفية التعامل مع الجمهور».
وفي السياق ذاته، تقدم المحامي المصري سمير صبري ببلاغ للنائب العام، المستشار نبيل صادق، اتهم فيه شيرين بـ«إهانة مصر»، كما أرسل المحامي طارق محمود إنذاراً لنقيب الموسيقيين هاني شاكر، طالب فيه بإيقاف المطربة عن الغناء «وإحالتها للتحقيق فورا، نظرا لإساءتها المتعمدة والمتكررة في حق مصر ومواطنيها».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».