متحف النسيج المصري يعرض مقتنيات نادرة من العصر القبطي

عثر عليها في منطقة البجوات الأثرية بـ«الوادي الجديد»

معروضات متنوعة
معروضات متنوعة
TT

متحف النسيج المصري يعرض مقتنيات نادرة من العصر القبطي

معروضات متنوعة
معروضات متنوعة

فتح «متحف المنسوجات المصري» بشارع المعز لدين الله الفاطمي، وسط القاهرة التاريخية، أبوابه للجمهور لمشاهدة معرض جديد لمنسوجات العصر القبطي في مصر، بعنوان «الله محبة... نسيج البجوات» بمناسبة أعياد الميلاد والعام الجديد، يحتوي على 10 قطع أثرية، يعرض 5 منها لأول مرة للجمهور، ضمن القسم الخاص بالعصر القبطي، وبعضها يعود للقرن الرابع الميلادي، وتم العثور عليها في منطقة البجوات بالصحراء الغربية بالوادي الجديد، التي اضطر الأقباط المصريون إلى الهرب إليها خوفاً من بطش الرومان الذين كان مذهبهم غير متوافق مع مذهب المصريين في الديانة المسيحية.
المعرض الذي يستمر 3 أشهر، افتتحه الأنبا مارتيروس «أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد»، وإلهام صلاح الدين رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار المصرية. وقال الدكتور أشرف أبو اليزيد مدير متحف النسيج، لـ«الشرق الأوسط»: «إن فكرة المعرض تعبر عن مكونات المصريين ونسيج مجتمعنا، وأكثر الفنون تعبيراً عن المجتمع المصري هو فن النسيج». وذكر أبو اليزيد أن المتحف نظّم معرضاً قبل شهرين احتفالاً بالمولد النبوي الشريف، تضمن لأول مرة عرض جزء من ستارة الحجرة النبوية الشريفة، أما المعرض الحالي فيضم بعضاً من نسيج جبانة البجوات، الموجودة في منطقة الصحراء الغربية، التي استقر فيها كثير من المسيحيين وعاشوا وماتوا فيها، وقد اكتشفت بعثة من متحف المتروبوليتان في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي نحو 263 مقبرة أو مزاراً في الجبانة، كان الجزء العلوي في كل منها مزيناً بمناظر وقصص.
وأضاف: «اكتشفت البعثة أيضا عدداً من قطع النسيج التي كان يتم تصنيعها في ذلك الوقت، وجزء منها كان ما زال يحتفظ بطابع النسيج الفرعوني، وهناك قطع استعملوا في نسجها علامة العنخ بدلاً من الصليب، وهي قريبة الشبه من الصليب، أما الجزء الثاني فيبين كيف كان المصريون يزينون النسيج بطبقات من القماش من الكتاب المقدس، وفيها يرسم المصريون بحرية بعد أن اعترف الرومان بمذهبهم، فيظهر في قطع القماش المعروضة كثير من المفردات التي تعبر عن العقيدة المسيحية». ولفت إلى أن «المعرض يعبر بشكل عام عن منتج المصريين من نسيج القباطي الذي انتشر بعد ذلك، وصارت للمصريين شهرة كبيرة من خلاله، كما أنهم كانوا يتفاخرون به، لدرجة أن المقوقس حاكم مصر أرسل للرسول صلى الله عليه وسلم هدية عبارة عن 10 قطع، وقد دفن في واحدة منها».
من جهته، قال إبراهيم عبد العليم، أحد أمناء متحف النسيج لـ«الشرق الأوسط» إن «واحدة من القطع المعروضة عبارة عن جزء من رداء مزين بشريطين من الصوف الأخضر والكتان الملون، وهناك وشاح من نسيج الكتان مطرز بأشرطة من الطرفين، بخيوط صوف أرجوانية اللون، يعلونها شريط نسيج وبريّ، به شراشيب من الجانبين، وهناك قطعة نسيج مستطيلة الشكل مزخرفة بثلاثة أشرطة من السداة الحرة، وعلى جانبيها علامتان مطرزتان باللونين الأحمر والأخضر».
وأضاف: «توجد أيضا أجزاء مجمعة من رداء مزخرف بجامات وشرائط عند الأكتاف، نهايته مطرزة بجامتين من أسفل على الجانبين، وبداخل كل منها صليب من الأمام والخلف بالألوان، وهناك رداء بأكمام طويلة لطفل، وهو مزين بشرائط رفيعة من الصوف الأرجواني ونسيج الكتان، وهناك وشاح ينتهي بشراشيب وشرائط من السداة الحرة مزين بعلامة عنخ الفرعونية رمز الحياة، وبداخلها صليب من النسيج الوبري، وكلاهما يعبران عن التلاحم بين الموروث القديم والعقيدة الجديدة».


مقالات ذات صلة

تمثال غريب الشكل في الكويت يُحيِّر علماء الآثار

يوميات الشرق الغرابة (SWNS)

تمثال غريب الشكل في الكويت يُحيِّر علماء الآثار

اكتُشف رأسٌ غريب الشكل لكائن غير معروف، من الفخار، يعود إلى آلاف السنوات خلال عملية تنقيب في الكويت، مما أثار حيرة علماء الآثار بشأنه.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
يوميات الشرق المقبرة تضم رموزاً لطبيب القصر الملكي في الدولة القديمة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف مصطبة طبيب ملكي يبرز تاريخ الدولة القديمة

أعلنت مصر، الاثنين، اكتشافاً أثرياً جديداً في منطقة سقارة (غرب القاهرة)، يتمثّل في مصطبة لطبيب ملكي بالدولة المصرية القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق مدخل مقبرة بسقارة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

ما زالت منطقة سقارة الأثرية تبوح بأسرارها، حيث اكتشفت البعثة الأثرية المصرية اليابانية مصاطب ومقابر ودفنات تكشف مزيداً عن تاريخ هذه المنطقة الأثرية المهمة. …

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية بالقاهرة، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق في هذه الصورة التي قدمتها جامعة برمنغهام اليوم 2 يناير 2025 يجري العمل على اكتشاف 5 مسارات كانت تشكل جزءاً من «طريق الديناصورات» بمحجر مزرعة ديوارز بأوكسفوردشير بإنجلترا (أ.ب)

علماء يعثرون على آثار أقدام ديناصورات في إنجلترا

اكتشف باحثون مئات من آثار أقدام الديناصورات التي يعود تاريخها إلى منتصف العصر الجوراسي في محجر بأوكسفوردشير بجنوب إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».