شيع العشرات في مصر، أمس، ابنة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، من مسجد المصطفى بشارع صلاح سالم، بعدما غيبها الموت مساء أول من أمس، عن عمر يناهز 70 عاماً، إثر تعرضها لأزمة صحية في منزلها بمنطقة المعادي بالقاهرة.
واختارت أسرة الراحلة تشييعها من مسجد المصطفى، لقربه من مقابر العائلة بحي مصر الجديدة (شرقي القاهرة). وحضر الجنازة محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، واللواء جلال السادات، ابن عم الراحلة، والدكتور عفت السادات، عم الراحلة، وعدد من أسرتها بالمنوفية.
وبحسب وسائل إعلام محلية، كانت كاميليا الملقبة بـ«كاتمة أسرار السادات» تعاني مرضاً في الشرايين، وكانت تتلقى العلاج في الآونة الأخيرة بمستشفى المعادي للقوات المسلحة. وكانت تستعد للسفر إلى ألمانيا لاستكمال العلاج هناك.
وتميزت ابنة السادات الراحلة بظهورها اللافت على شاشات القنوات الفضائية، للحديث عن بعض جوانب حياة الرئيس، وتفاصيل الأحداث المؤثرة في حياته.
يذكر أن الرئيس المصري الراحل أنور السادات تزوج مرتين، وأنجب 7 أبناء من زوجتيه، الأولى إقبال ماضي، أنجب منها (رقية وراوية وكاميليا)، ثم تزوج جيهان التي أنجبت (نهى ولبنى وجمال وجيهان).
ووفق مصادر مقربة من أسرة السادات، فإن ابنة الرئيس عاشت قبل وفاتها وحيدة في بيتها، وذلك بعدما سافرت ابنتها الوحيدة إقبال إلى أميركا؛ حيث تعمل في مكتب محاماة شهير هناك.
يشار إلى أن كاميليا كانت أقرب أبناء السادات شبهاً به، وسارت على مسار والدها، وأنشأت مركز السادات للسلام، وزارت تل أبيب، وقدمت منهجاً لدراسة السلام، ومنحت نسخة منه للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
وسافرت كاميليا إلى أميركا بعد طلاقها، وكانت تعيش في ولاية بوسطن الأميركية؛ حيث عاشت حياة الملوك والأمراء في قصر كبير هناك؛ لكنها أفلست تماماً بعد إصابتها بمرض الصرع، لتترك القصر، وتسكن في شقة صغيرة تركتها وعادت إلى مصر، في بدايات الألفية الجديدة.
واحتفل المصريون في 25 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بمرور مائة عام على ميلاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وشارك كثير من مؤسسات الدولة في الاحتفال بمئويته، وتوجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالتحية للرئيس الراحل محمد أنور السادات، في كلمة ألقاها للشعب المصري، بمناسبة مرور 100 عام على مولد السادات، وقال السيسي، إن «الرئيس الراحل محمد أنور السادات رجل تجسدت فيه حكم شعب مصر، وامتلك شجاعة القرار ورؤية المستقبل، فاستحق تقديراً خالداً من شعبه ووطنه ومن جميع شعوب العالم».
وفي حوار سابق أجرته «الشرق الأوسط» في عام 2002، مع ابنة الرئيس السادات الراحلة، قبل عودتها من الولايات المتحدة إلى القاهرة، قالت كاميليا إنها تزوجت ضابطاً مصرياً وهي بعمر 12 سنة، بعد إضافة أربع سنوات على تاريخ الميلاد، ليصبح تزويجها قانونياً. أما العقد فوقعه أشهر شاهدين في مصر ذلك الزمان: جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، كما تقول.
كاميليا السادات كانت نجمة ثقافية واجتماعية متألقة، أينما حلت بها الرحال بين الأميركيين وفي الخارج، منذ تركت القاهرة في 1981، لتتخرج في جامعة بوسطن بمادة الإعلام، التي سبق أن درستها في جامعة القاهرة.
كانت شهيرة ومحدثة لبقة ومحاضرة، يدفعون لها 20 وأحياناً 30 ألف دولار عن المحاضرة الواحدة. وكانت أستاذة جامعية وداعية سلام بين العرب والإسرائيليين، وأسست لدعوتها مركزاً باسم والدها الرئيس المصري الراحل؛ لكن مرضاً عصبياً تبرعم في خلايا دماغها فجأة في بداية تسعينات القرن الماضي، تسبب في إفلاسها تماماً، وبيع القصر الذي كانت تسكنه، وأثاث ومقتنيات نادرة.
كاميليا السادات، التي أصدرت في 1985 كتاب «أنا وأبي» بالإنجليزية، عاشت أياماً عصيبة في الولايات المتحدة الأميركية قبل عودتها للقاهرة في بدايات الألفية الجديدة، والاستقرار بها حتى فارقت الحياة أخيراً، مساء أول من أمس، ليسدل الستار عن حياة سيدة أثارت كثيراً من الجدل حول آرائها السياسية المختلفة.
الموت يغيب كاميليا السادات عن عمر 70 عاماً
مرض في المخ غيَّر مسار حياتها في أميركا بشكل تراجيدي قبل عودتها للقاهرة
الموت يغيب كاميليا السادات عن عمر 70 عاماً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة