افتتاح المعرض العام للفنون التشكيلية في نسخته الـ40 بالقاهرة

بانوراما لواقع الحركة التشكيلية المصرية بمشاركة 293 فناناً

جانب من المعرض
جانب من المعرض
TT

افتتاح المعرض العام للفنون التشكيلية في نسخته الـ40 بالقاهرة

جانب من المعرض
جانب من المعرض

تزين متحف الفن المصري الحديث بدار الأوبرا المصرية بلوحات ومنحوتات تمثل واقع الفن التشكيلي المصري بكل تنوعاته ومشاربه وأجياله، والتي جمعها المعرض العام في دورته الـ40. وهو معرض قومي يحتضن أعمال الفنانين المصريين ليسلط الضوء على نبض الحركة الفنية راصدا التواشج بين الأجيال.
ضم المعرض أعمال 293 فناناً، وافتتحته مساء أول من أمس (الخميس) الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية، والدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية، بحضور الفنان طه القرني، القوميسير العام وأعضاء اللجنة العليا للمعرض، مع عدد كبير من المثقفين والنقاد والإعلاميين وعشاق الفن التشكيلي من مصر وأبناء الجاليات العربية والأجنبية المقيمة بها.
وقال القرني لـ«الشرق الأوسط» إن المعرض يعد تجسيدا لواقع الحركة التشكيلية المصرية ويمثل تلاقحا بين أجيال الفنانين حاملا رؤية مستقبلية للفن التشكيلي في مصر، لافتاً إلى وجود مجموعة متميزة من الأعمال الخزفية المستوحاة من التراث المصري، مشيرا إلى أن المعرض العام سوف ينتقل بعد انتهائه إلى أسوان عاصمة الثقافة المصرية هذا العام، مضيفا: «تميزت دورة العام الحالي بأنها لم تعتمد على مشاركة الفنانين بدعوات توجه لهم بل تقدم الفنانين الكبار والشباب بأعمالهم التي عرضت على لجنة متخصصة انتهت لتصنيف الأعمال المشاركة مع مراعاة التنوع الذي انعكس في آلية العرض التي حظيت بإعجاب رواد المعرض من النقاد والجمهور والفنانين». وإلى جانب مشاركة كبار الفنانين التشكيليين المصريين من بينهم، الدكتور أحمد نوار، والدكتور مصطفى الرزاز، شارك عدد كبير من الشباب ومنهم من يشارك لأول مرة.
من جانبها، قالت وزيرة الثقافة المصرية في حديثها للصحافيين إن «المعرض العام هو الحدث الأبرز على خريطة الفعاليات الفنية المتخصصة باعتباره محفلاً لتلاقي الأجيال ومناسبة هامة تلقي الضوء على إبداعات فناني مصر». مشيدة بالمستوى الفني الرفيع للأعمال المشاركة، مؤكدة أن الأعمال المشاركة ترسم ملامح من المناخ الإبداعي للمجتمع المصري وأشارت أنه جاري مناقشة إمكانية زيارة المعرض للأقاليم تجسيدا لمبدأ العدالة الثقافية.
ما بين الأبيض والأسود واللوحات الزينية الضخمة والمنمنمات كان من الأعمال اللافتة في المعرض الممتد عبر 3 طوابق العمل الفني «أنشودة الهرم» للفنانين عبد الله داوستاشي، وهاني السيد، وهو العمل الذي يجمع ما بين رقة وتجريد الفن الفوتوغرافي وصلادة فن النحت في سميترية بديعة حيث قدم النحات السكندري رؤية نحتية للهرم عبر استخدام «الحديد الخردة» المطلي باللون الأسود والمطعم باللون الأحمر.
فيما قدم المصور الفوتوغرافي الفنان عبد الله داوستاشي عبر 22 لوحة فوتوغرافية رؤية مبهرة لتفاصيل هذا الهرم، معتمدا على تقنية التجهيز في الفراغ، وقال داوستاشي لـ«الشرق الأوسط» إن العمل يجمع بين تقنيات النحت والتصوير الفوتوغرافي، وقد جاء نتاج معارض عدة شاركت فيها مع النحات هاني السيد نتج عنها عدة أعمال مشتركة في معارض بالقاهرة والإسكندرية، لافتا إلى أن هذا العمل التركيبي يسلط الضوء على قيمة ورمزية الهرم في الحضارة المصرية وتأثيره المستمر عبر الزمن.
وما بين الأعمال النحتية والتصوير والتجريد والنحت، جاءت أيضا بعض اللوحات تجسد جمال وحروفية الخط العربي برؤى حديثة ومبتكرة، إلى جانب لوحات مستلهمة من التراث المصري العريق، حيث قدم الفنان إيهاب لطفي لوحة تجسد حضارة النوبة بعنوان «حاملات الحضارة» وجاءت تجسد سيدات نوبيات يحملن أواني فخارية بألوان مستوحاة من التراث الفلكلوري للنوبة في تكنيك جديد يبتعد فيه الفنان عن اعتماده على تقنيات النور والظلال في أعماله التي اشتهر بها عن النوبة.
بينما قدم الفنان عمار شيحة عملا فنيا مبتكرا من نفايات وبقايا الحديد حمل عنوان «أمومة» وعبر أسلوب التشكيل المجسم استطاع الفنان أن يعبر عن فكرة مليئة بالمشاعر الإنسانية السامية وعلاقة الأم بطفلها عبر مادة صلدة وصعبة التشكيل عصية على التطويع.



«السر في التفاصيل» إطلالات رمضانية مصرية تبهج البيوت في السعودية

الإكسسوارات المصرية التي تحمل طابعاً رمضانياً فرضت نفسها هذا العام (الشرق الأوسط)
الإكسسوارات المصرية التي تحمل طابعاً رمضانياً فرضت نفسها هذا العام (الشرق الأوسط)
TT

«السر في التفاصيل» إطلالات رمضانية مصرية تبهج البيوت في السعودية

الإكسسوارات المصرية التي تحمل طابعاً رمضانياً فرضت نفسها هذا العام (الشرق الأوسط)
الإكسسوارات المصرية التي تحمل طابعاً رمضانياً فرضت نفسها هذا العام (الشرق الأوسط)

في كل موسم رمضاني تتردد بكثرة أغنية «رمضان في مصر حاجه تانية والسر في التفاصيل» التي لم تعد مجرد شعارات، بل أصبحت واقعاً ملموساً تشهده السوق السعودية. فقد اجتاحت الإكسسوارات المصرية الفضاء الرمضاني بإقبال جماهيري كبير، حيث برزت في تزيين المنازل من الداخل، بينما تنافست الواجهات الخارجية في تألق الأضواء وتنوع الفوانيس والمجسمات ثلاثية الأبعاد.

ومع دخول الشهر الفضيل، تكتسي المنازل السعودية من الداخل والخارج ألوان البهجة والروحانية، في تقليد صار تجسيداً حقيقياً لروح رمضان، إذ لا يقتصر الشغف بتزيين البيوت على العائلات فقط، بل يشمل المطاعم والمقاهي والفنادق التي تسعى لإضفاء أجواء رمضانية فريدة لجذب الزبائن.

وفي حديث خاص مع الشرق الأوسط، أفاد مدير عام شركة «برافو الدولية» عبد الله السليماني بأن الطلب على زينة رمضان ارتفع بنسبة 35 في المائة، مقارنة بالعام الماضي، موضحاً أن المستهلكين باتوا يفضلون المنتجات القابلة لإعادة الاستخدام على البلاستيكية قصيرة العمر، بينما سجل التسوق الإلكتروني زيادة بنسبة 40 في المائة مما يعكس تحولاً في سلوك الشراء نحو الراحة والسرعة في الاختيار.

أدوات المائدة المزخرفة ارتفعت مبيعاتها 50 % وتعد ضمن الأكثر طلباً (الشرق الأوسط)

التنافس بين المنتجات المصرية والصينية

وبحسب السليماني، خلال السنوات الماضية، كانت السوق السعودية تعتمد بشكل كبير على الزينة المستوردة من الصين، وذلك لتنوع التصاميم وتوفر المنتجات بأسعار تنافسية. لكن هذا العام، شهدت الزينة المصرية موجة إقبال كبيرة، متجاوزة المنتجات الصينية في بعض الفئات، ويعود ذلك لأسباب عدة منها أنها تعتمد على التصاميم الحرفية اليدوية، مما يضفي لمسة تراثية فريدة، كما أنها مصنوعة من خامات طبيعية مثل القطن والخشب، مما يجعلها أكثر استدامة، ولأن تصاميمها مستوحاة من الفن الإسلامي والزخارف العربية، استهوى هذا الأمر عشاق الأصالة.

الفخار بالزينة الرمضانية المصرية يلاقي استحسان المتسوقين (الشرق الأوسط)

أما الزينة الصينية، بحسب السليماني، فتوفر تقنيات حديثة مثل الإضاءة الذكية والتصاميم الرقمية المتحركة، وتعد أسعارها تنافسية وتناسب مختلف الميزانيات، كما أنها تتميز بتنوع كبير في الأشكال والأحجام، مما يتيح خيارات متعددة. ورغم استمرار المنافسة، فإن الإكسسوارات المصرية فرضت نفسها هذا العام، حيث أصبحت البديل المفضل للباحثين عن زينة تحمل طابعاً رمضانياً أصيلاً.

إكسسوارات رمضانية تزين واجهة منزل محمد اللخمي (الشرق الأوسط)

المنتجات الأكثر طلباً هذا الموسم

تفاوتت اهتمامات المتسوقين بين الزينة التراثية والإضاءات الحديثة، وجاءت الفوانيس الخشبية والمعدنية المضيئة أكثر المنتجات طلباً، حيث أصبحت الخيار الأول لجودتها العالية وإمكانية إعادة استخدامها، أيضاً السجاد والستائر الرمضانية، يفضلها الكثيرون لإضفاء أجواء دافئة في المنازل والمقاهي، بينما زاد الطلب هذا العام على المجسمات ثلاثية الأبعاد، مثل الهلال والنجوم المضيئة التي توضع في زوايا المجالس والحدائق، بينما ارتفعت مبيعات أدوات المائدة المزخرفة بنسبة 50 في المائة، حيث أصبحت جزءاً من ديكور السفرة الرمضانية.

تغيرات في توجهات المستهلكين

يشير عبد الله السليماني إلى أن الطلب هذا العام أصبح أكثر دقة، حيث أصبح العملاء يختارون الزينة بناءً على عوامل الجودة والاستدامة، بدلاً من مجرد الشكل الجمالي. كما أوضح أن هناك تقسيماً واضحاً بين المستهلكين، 60 في المائة من العائلات تفضل الزينة التقليدية المصنوعة يدوياً لما لها من قيمة ثقافية وتراثية، و40 في المائة من الشباب والمراهقين يميلون إلى الإضاءات العصرية وألوان النيون، و30 في المائة من الطلبات تأتي من المطاعم والمقاهي التي تبحث عن زينة تناسب الديكور الداخلي والخارجي لجذب الزبائن.

واجهة منزل تتزين بزينة رمضانية على الطراز المصري (الشرق الأوسط)

هذه الاتجاهات تجد تجسيدها على أرض الواقع في قصة محمد اللخمي، الذي بات يُعد من رواد الفن والابتكار في تزيين واجهات مباني المنازل الرمضانية، فقد اعتاد محمد كل عام على وضع خطة مسبقة لتزيين واجهة منزله استعداداً لقدوم شهر رمضان المبارك، إذ يبدأ بتحضير الرسومات والتصاميم الخاصة بديكورات رمضان قبل أشهر من حلول الشهر الفضيل ويتعاون مع مختصين لضمان تحقيق أعلى معايير الجودة والاستدامة.

ويظهر شغفه بتفاصيل التزيين من خلال اختياره أشكال الفوانيس المصرية بمختلف أحجامها التي تجمع بين الأصالة والحداثة، مما يجعل من منزله قطعة فنية تجذب محبي التصوير ومنشئي المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، وبهذا المثال يبرز محمد اللخمي كيف يتماشى توجه السوق الذي أكده السليماني مع الرغبة في الحفاظ على التراث والابتكار في آن معاً مما يحول تزيين الواجهة الرمضانية إلى تعبير فني متجدد يرتقي بروح الشهر المبارك.

أدوات المائدة التراثية تستهوي المجتمع السعودي وأصبحت جزءاً من ديكور غرف المعيشة (الشرق الأوسط)

التسوق الرقمي وتأثير الإعلانات

مع ازدياد الاعتماد على التسوق الإلكتروني، أصبحت الحملات الإعلانية تلعب دوراً رئيسياً في تحديد اتجاهات المستهلكين. وأوضح السليماني أن 80 في المائة من مبيعات الزينة الرمضانية عبر الإنترنت جاءت من الإعلانات الرقمية، خاصة من خلال منصات مثل «تيك توك» و«إنستغرام»، حيث لاقت المنتجات التي تم الترويج لها عن طريق الفيديوهات القصيرة إقبالاً واسعاً. ويبدو أن موسم رمضان هذا العام لا يحمل فقط روحانيات الشهر الكريم، بل يعكس أيضاً تطوراً في الذائقة الفنية للمجتمع السعودي، حيث بات التوازن بين الأصالة والتكنولوجيا هو العنوان الأبرز لزينة رمضان 2025.