نظام الحكم في الجزائر لن يتمكن من الصمود طويلاً، ويجب الاستعداد لوصول الإسلاميين إلى السلطة. كانت تلك هي الصورة السوداوية، لكن الخاطئة، التي كوّنها الفرنسيون لمآلات الصراع الذي كان محتدماً عام 1994 بين قوات الأمن الجزائرية وخليط من الجماعات الإسلامية المسلحة.
لم يكن هذا التقييم الفرنسي، في الواقع، بعيداً كثيراً عن حقيقة ما كان يجري على الأرض، حيث كانت الجماعات المسلحة تشن عمليات متتالية ضد قوات الحكومة الجزائرية والمصالح الغربية، لا سيما تلك المرتبطة بفرنسا، المستعمر السابق للجزائر. لكن باريس لم تجاهر بهذا التقييم علناً، وبقي موقفها هذا إلى حد كبير طي الكتمان إلى أن سلّطت الضوء عليه وثائق حكومية بريطانية تُرفع عنها السرية اليوم الجمعة في الأرشيف الوطني غرب لندن.
وتكشف الوثائق البريطانية عن أن الفرنسيين أعدوا خططاً لاستقبال 500 ألف لاجئ جزائري توقعوا وصولهم إلى شواطئهم الجنوبية فراراً من بلادهم عقب تغيير النظام. وتشير إلى أن باريس أبلغت لندن أن تقديراتها تفيد بأن حكومة الرئيس اليمين زروال لن تستطيع الصمود طويلاً في مواجهة الإسلاميين المسلحين، وستحل محلها في سدة الحكم «الجبهة الإسلامية للإنقاذ»، أكبر أحزاب الإسلاميين الجزائريين. وتلفت إلى أن الإسلاميين الراديكاليين يستفيدون من سياسة العنف التي يعتمدها النظام الجزائري لقمع التمرد المسلح، وتتحدث عن «انشقاقات منذرة بالشؤم» في صفوف القوات الحكومية. وتنقل الوثائق مخاوف الفرنسيين على تونس والمغرب ومصر إذا بدأ تساقط أحجار «الدومينو» بفعل سقوط الجزائر.
....المزيد
فرنسا توقعت سقوط الحكم الجزائري بيد الإسلاميين
بحسب وثائق سرية بريطانية تعود إلى عام 1994
فرنسا توقعت سقوط الحكم الجزائري بيد الإسلاميين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة