بيروت تطرّز أحرف الأبجدية بنشاطات تليق بعيدها

اللبنانيون يمددون الاحتفال بالعربية أسبوعاً كاملاً

TT

بيروت تطرّز أحرف الأبجدية بنشاطات تليق بعيدها

ولا تزال الاحتفالات مستمرة. إذ لم يتقيد اللبنانيون بيوم واحد فقط للاحتفال باليوم العالمي اللغة العربية الذي صادف 18 الحالي، وقرروا تمديد نشاطاته لتغطي أسبوعاً كاملاً يختتم يوم الأحد 23 من الشهر. وتأتي هذه المبادرة لتطاول أكبر عدد ممكن من تلامذة المدارس في لبنان، الذين يتمتعون بأوقات فراغ في عطلة الأسبوع.
«لقد آثرنا إقامة هذه النشاطات على مدى أسبوع كامل؛ لأن المناسبة تستأهل منا هذا الاهتمام. فـ(العربية) تأتي من ضمن اللغات الست الرسمية المعتمدة في منظمة الأمم المتحدة». يقول مروان فرعون، رئيس جمعية «هدير» الخيرية. ويضيف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لقد نظمنا برنامجاً غنياً بالنشاطات التي تدور حول الأحرف الأبجدية تحت عنوان (أنا أحب لغتي)، وسنقدمها على مدى يومين متتاليين السبت والأحد في 22 و23 ديسمبر (كانون الأول) الحالي في مركزDune) ) التجاري في منطقة فردان». ويتضمن برنامج الجمعية نشاطات كثيرة، من بينها عرض مسرحي تروى فيه شخصية الحكواتي قصة «قسورة» وهو ولد كان يخجل باسمه الصعب اللفظ. إلا أنه وعندما يتعرف على «العربية» ويكتشف جمالية معنى اسمه، وأنه يدل على ابن الأسد الحيوان القوي تغيرت أحواله وصار شغوفاً بهذه اللغة.
كما يتضمن البرنامج سلسلة ألعاب يتوجه بها إلى الأولاد من عمر 3 إلى 11 سنة وبينها «إنسان حيوان شيء»، التي ترتكز على كتابة أسماء تبدأ بحرف معين. وكذلك لعبة «سوق عكاظ» بحيث توضع أمام الولد عبارة بالعربية عليه أن يكملها بالحرف الأبجدي الذي تنتهي فيه. وسيجري رسم الأحرف والخطوط العربية على جدار كبير من قبل الخطاطة سحر لبّان يلونها الأطفال على طريقتهم. ومن الألعاب الأخرى التي تدور حول العربية، ويتولى إدارتها فريق الجمعية، إخراج أغراض من صندوق مقفل وعلى الحضور أن يسمّونه بالعربية الفصحى. ويشرح مروان فرعون: «إننا ننظم هذا النشاط للسنة الثانية على التوالي كي يتعرف الأولاد على العربية فيصبحون أقرب منها ويحبونها».
أما تجمع «تاء مربوطة» وفي المركز الترفيهي الثقافي الذي يحمل اسمه ينظم سلسلة نشاطات في هذا الإطار، تتضمن أمسيات تدور حول قصص الكوميكس العربي (قصص مصورة بالعربية) كـ«لولو وطبوش» و«كابتن ماجد»، وغيرهما. ويتطرق في ندوات أخرى إلى جمالية السطور والحروف العربية بعد أن يشرح أحد المتخصصين (عقيل أحمد) أهميتها في الفن الحديث. وتجري أيضاً قراءات عربية لأبيات شعر ونثر وغيرها لكتّاب وأدباء لبنانيين وعرب يحضرها الكبار والصغار معاً. ويختم هذا البرنامج غداً (السبت) بورشة عمل خاصة بالأطفال تحمل عنوان «أشغال يدوية بالحروف العربية». وفيها سيختار الأطفال من أعمار مختلفة (من 9 إلى 14 عاماً) حرفاً أبجدياً محبباً إلى قلوبهم ليحولوها إلى لوحات فنية مميزة. وتشرف على هذه الورشة مريم عادم، وهي مهندسة معمارية تهتم بالخط العربي. وتقول في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «إننا نحاول من خلال هذا النشاط تبسيط الموضوع للأولاد ومحوره الأحرف الأبجدية العربية». وتضيف: «الأحرف العربية من الأجمل في هذا المجال، وهي انسيابية ولديها مقاسات جمالية لا تشبه غيرها. وبهذه الطريقة سيتعرف الأولاد على خصوصيتها ويكرمونها في لوحات ترتكز على تقنية القص واللصق والمعروفة بـ(كولاج) بالفرنسية».
وسيكون على الأولاد المشاركين في هذه الورشة اختيار حرف معين يزينون محيطه بعد تلوينه بصور كلمات تبدأ بالحرف نفسه. وتنوي مريم في المستقبل تنظيم معارض تتناول هذا الموضوع وتتألف من لوحات للخط العربي نفّذها كبار وصغار من اللبنانيين المهتمين بلغتهم.
وكان اللبنانيون قد انشغلوا باليوم العالمي للغة العربية؛ إذ راحوا يلقون التحية على بعضهم بعضاً بالفصحى. في حين غرّد عدد من الإعلاميين والفنانين على موقع «تويتر» وغيره من الصفحات الإلكترونية تيمناً بالمناسبة. فكتبت الفنانة إليسا: «هجرت بعض أحبتي طوعاً لأني رأيت قلوبهم تهوى فراقي، نعم يشتاقهم قلبي ولكن وضعت كرامتي فوق اشتياقي، وأرغب في وصالهم، لكن طريق الذل لا تهواه ساقي». وأشارت إلى أن هذه الأبيات الشعرية التي وصفتها بـ«الرائعة» تعود لأحمد شوقي ودوّنتها بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.
أما الإعلامي نيشان فغرّد يقول: « إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون»، واستكمل: «اليوم العالمي للغة العربية»، في حين أعادت الفنانة اللبنانية نوال الزغبي تغريد المنشور. ومن الفنانين الذين شاركوا أيضاً في اليوم العالمي للغة العربية عاصي الحلاني، الذي كتب يقول: «لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها فإن بناها بخير طاب مسكنُه وإن بناها بشرٍ خاب بانيها».



عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)
عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)
TT

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)
عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس، وإن الاستقبال الذي حظي به في المهرجانات السينمائية مهد طريقه إلى الجمهور مع بدء عرضه في دور السينما بمصر والدول العربية.

وأكد الفنان الشاب في حواره مع «الشرق الأوسط» أن علاقته بالكلب «رامبو» مرت بمراحل عدة وأنه ظل يتدرب معه طوال 4 أشهر حتى أصبحا صديقين، مشيداً في الوقت نفسه بالعمل مع المخرج خالد منصور الذي أدار العمل بحرفية، ولفت إلى أنه يحب العمل مع مخرجين في تجاربهم الأولى؛ حيث يكون لديهم الشغف والرغبة في تحقيق الذات.

ويعد فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» أولى بطولات عصام عمر السينمائية، بعدما بدأ مشواره في المسرح ممثلاً ومخرجاً، كما شارك في مسلسلات تلفزيونية عدة، من بينها «في بيتنا روبوت»، و«الآنسة فرح»، و«منورة بأهلها»، غير أن الجمهور تعرف عليه بشكل أكبر من خلال مسلسل «بالطو»، الذي أدى فيه دور طبيب حديث التخرج يواجه ظروفاً صعبة أثناء انتدابه للعمل بإحدى القرى، وهو العمل الذي كشف عن حضوره وموهبته، وفق نقاد.

الفنان عصام عمر خلال مشاركته ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر (حسابه على فيسبوك)

ويصف الفنان المصري لحظة تلقي سيناريو الفيلم بـ«الفارقة»، وأضاف: «أحببت الفيلم لأنني أميل لهذه الأدوار التي تروي حكايات الناس، وفي السينما عندنا يقومون بتصنيف الأفلام يقولون إن بعضها (أرت هاوس)؛ أي تعني أفلاماً فنية لا تحقق إيرادات، وهناك أفلام تجارية تحقق إيرادات، وكأن الأموال هي معيار كل شيء، لكنني حين قرأت سيناريو الفيلم شعرت بأنه حقق كل شيء على مستوى الكتابة الجيدة ورسم الشخصيات، فهو عمل يمزج بين المتعة وجودة المستوى الفني والقصة الشيقة».

الرحلة التي قطعها الفيلم بين المهرجانات الكبرى كان عصام عمر شاهداً عليها، ومع بداية عرضه الافتتاحي في مهرجان «فينسيا السينمائي» الـ81 أعاد العمل السينما المصرية إلى هذا المهرجان العريق بعد غياب، إضافة إلى أنه حظي باستقبال لافت في العروض الثلاثة له، وفي عرضه العربي الأول بمهرجان البحر الأحمر السينمائي خلال دورته الرابعة حيث حاز الفيلم دعماً من المهرجان، وشارك بمسابقة الأفلام الطويلة، ليتوج بجائزة لجنة التحكيم الخاصة.

الفنان المصري عصام عمر بطل فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» (حسابه على فيسبوك)

وفي مهرجان قرطاج شهدت عروض الفيلم حضوراً مميزاً من الجمهور، حيث يقول عصام: «كنا سعداء بكل ما تحقق للفيلم من نجاح أمام الجمهور العربي والأجنبي الذي أحبه وأشاد به، والآن نتطلع ليحقق نجاحاً مماثلاً أثناء عرضه في دور السينما بمصر والدول العربية، وأنا واثق بأن هذه المهرجانات ستمهد طريقه للجمهور في كل مكان».

ويرى عمر أنه «ليس مطلوباً من الأفلام أن تقدم رسائل طول الوقت، وسواء كان العمل دراما اجتماعية أو كوميدية أو أي نوع آخر، فلا بد أن يشعر المشاهد بشيء، وهذا ما حدث معي وأنا أقرأه، وحتى بعدما شاهدته شعرت بإحساس أتمنى أن يشعر به الجمهور».

وفي مشاهد الفيلم يشعر المشاهد بأن هناك علاقة وطيدة بين عصام و«الكلب رامبو» حتى تصور البعض أنه كلبه الخاص، لكن الحقيقة غير ذلك، إذ مرت علاقتهما بمراحل عدة خلال التصوير، يقول عنها عصام: «لم تكن عندي مشكلة في التعامل مع (رامبو)، لكننا احتجنا في البداية للتدرب على المشاهد التي تجمعنا، وهي كثيرة، وبعد أن اشتغلت معه لأشهر أصبحنا صديقين، ثم جاء المدربون وقالوا (لا بد أن تبتعد عنه قليلاً لأنه بدأ يسمع كلامك أكثر منا)، وبالتالي لن يستطيعوا توجيهه في التصوير، فابتعدت عنه لفترة ثم عدنا مرة أخرى، وأنا لا أنكر أنها كانت تجربة صعبة، لكنني لا أحب الاستسهال، وأُدرك أن كل شيء مميز في الفن والحياة ينطوي على قدر من الصعوبة».

ملصق الفيلم (الشركة المنتجة)

ومثلما هي أول بطولة سينمائية لعصام عمر فإنه أيضاً أول فيلم طويل للمخرج خالد منصور، الذي يقول عنه عصام: «من اللحظة الأولى التي التقيت فيها خالد عرفت أنه مخرج واعٍ يعرف ما يريده، إضافة إلى أنه يعشق عمله ويخلص له، كما أحببت جداً التعاون معه، ورغم أنني لم أكن أول ممثل يرشح لبطولة العمل، لكنني حمدت الله أنه وصل إليّ في النهاية، وقد سعدت بعملي مع فريق الفيلم ومع خالد منصور، الذي أعتبره إنساناً رائعاً قبل أن يكون مخرجاً موهوباً».

وينفي عمر تردده في العمل مع مخرجين جدد، قائلاً: «لم أخض تجارب سينمائية سابقة تجعلني أقول إنني أحب العمل مع مخرج بعينه، كما أنني لست ممثلاً كبيراً حتى يقال إنني أُخاطر بالعمل مع مخرج جديد، والأهم أنني أحب العمل مع مخرجين يقدمون أعمالهم الطويلة للمرة الأولى؛ لأن لديهم شغفاً أكبر ورغبة قوية في تحقيق الذات».

عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

بعد «رامبو» أحب عصام عمر السينما وبدأ يركز عليها، وعن ذلك يقول: «أتمنى أن أقدم أفلاماً كثيرة، وأن يكون لي سجل حافل بأعمال جيدة يحبها الناس، ولست مستعجلاً في ذلك، فأنا أحرص على اختيار أعمال تناسبني وتتوافق مع رغبتي في تقديم أدوار فنية تلامس ذائقة الجمهور، وسيعرض لي في عيد الفطر القادم فيلم (سيكو سيكو) من إخراج عمر المهندس مع خالد الصاوي، وطه الدسوقي، وتارا عماد، وديانا هشام، كما أقوم بتصوير فيلم (فرقة الموت) مع أحمد عز ومنة شلبي وآسر ياسين، وإخراج أحمد علاء الديب».

وفي ختام حديثه، كشف عصام أنه يصور حالياً مسلسلاً جديداً ينافس به في موسم رمضان المقبل بعنوان «نص الشعب اسمه محمد» وهو عمل «لايت كوميدي» كتبه محمد رجاء، ومن إخراج عبد العزيز النجار، ويشاركه في البطولة رانيا يوسف، ومايان السيد، ومحمد محمود، ومحمد عبد العظيم.