ترمب يفاجئ خصومه وحلفاءه بالانسحاب من سوريا

بالتزامن مع بيع واشنطن «باتريوت» لأنقرة... و«قوات سوريا الديمقراطية» تعتبر القرار «خيانة»... وموسكو ترى أنه يدعم التسوية

نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ووزير الدفاع جيمس ماتيس أمام «البنتاغون» أمس (إ.ب.أ)
نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ووزير الدفاع جيمس ماتيس أمام «البنتاغون» أمس (إ.ب.أ)
TT

ترمب يفاجئ خصومه وحلفاءه بالانسحاب من سوريا

نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ووزير الدفاع جيمس ماتيس أمام «البنتاغون» أمس (إ.ب.أ)
نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ووزير الدفاع جيمس ماتيس أمام «البنتاغون» أمس (إ.ب.أ)

فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب حلفاءه وخصومه السوريين والإقليميين والدوليين والمسؤولين في الإدارة الأميركية ذاتها، بقراره سحب قواته من كل الأراضي السورية، معتبراً أنه حقق هدفه القاضي بـ«هزيمة تنظيم داعش».
وقال مسؤول: «إنه انسحاب كامل» سيحصل «في أسرع وقت»، موضحاً أن «القرار اتخذ أمس (أي الثلاثاء)»، بعد اتصال هاتفي بين ترمب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وينتشر نحو ألفي جندي أميركي حالياً في شمال سوريا، معظمهم من القوات الخاصة، بهدف محاربة «داعش» وتدريب قوات محلية في المناطق التي طُرد التنظيم الإرهابي منها.
وكتب الرئيس الأميركي في تغريدة على «تويتر» أمس: «لقد هزمنا (داعش) في سوريا، وهذا كان السبب الوحيد لوجودنا (هناك) خلال رئاسة ترمب». لكن البيت الأبيض و«البنتاغون» أبقيا الغموض بالنسبة إلى الجدول الزمني للانسحاب، على رغم تأكيد البدء به فوراً.
وحذّر مراقبون من أن انسحاباً أميركياً متسرعاً من سوريا من شأنه أن يخلي الساحة لحلفاء نظام الرئيس بشار الأسد، وفي مقدمهم روسيا وإيران. وقالوا: إن الخطوة الأميركية تؤدي إلى حشر «وحدات حماية الشعب» الكردية في وضع دقيق للغاية، علماً بأن إردوغان أكد الاثنين عزمه «التخلص» من المقاتلين الأكراد في شمال سوريا إذا لم يرغمهم عرّابهم الأميركي على الانسحاب.
وسارع السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إلى إبداء تحفظاته أمس، معتبراً أن «انسحاب هذه القوة الأميركية الصغيرة من سوريا سيكون خطأً فادحاً».
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن بلاده تبلغت القرار الأميركي مسبقاً، موضحاً أن حكومته ستدرس تداعيات انسحاب الأميركيين من سوريا، لكنها «ستدافع عن نفسها» ضد أي أخطار محتملة مصدرها البلد المجاور، في حين أشارت لندن إلى عدم اتفاقها مع اعتقاد ترمب بأن «داعش» هُزم. أما المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، فأعربت عن اقتناع موسكو بأن القرار الأميركي سيساهم إيجابياً في التوصل إلى تسوية سورية.
ولم يصدر موقف عن دمشق حتى مساء أمس، في حين اعتبرت «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية، المدعومة من واشنطن، القرار «طعنة في الظهر وخيانة لدماء آلاف المقاتلين» الذين ماتوا من أجل هزيمة «داعش».
وتزامن قرار ترمب مع إعلان واشنطن أنها وافقت على بيع تركيا صواريخ «باتريوت» بقيمة 3.5 مليار دولار.
...المزيد



اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».