تحرك بريطاني لحماية اتفاقات استوكهولم

لندن تنفي «إنقاذ الحوثيين» ولجنة الحديدة تدشّن أعمالها بتواصل هاتفي

إدوين سموأل
إدوين سموأل
TT

تحرك بريطاني لحماية اتفاقات استوكهولم

إدوين سموأل
إدوين سموأل

تتحرك لندن صوب قرار أممي قالت إنه «سيؤيد شروط اتفاقات استوكهولم» بين الحكومة اليمنية والحوثيين، ويمنح الأمم المتحدة «صلاحيات مراقبة تطبيقها»، ووضع «خطوات عاجلة لتخفيف الأزمة الإنسانية».
وتسعى بريطانيا إلى حماية الاتفاقات؛ لتواصل بذلك جهودها مع بقية الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن، إلى جانب مجموعة دول الـ«19+» الراعية للسلام في اليمن، وعلى رأسها السعودية التي تقود تحالفاً منذ العام 2015 لإعادة الشرعية التي انقلب عليها الحوثيون وأدخلوا اليمن في أزمة منذ سبتمبر (أيلول) 2014.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، خلال جلسة للبرلمان أمس، أن بلاده ستطلب «من مجلس الأمن التصويت على مشروع القرار خلال الساعات الـ48 المقبلة».
وقال المتحدث باسم الخارجية البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إدوين سموأل، في حديث مع «الشرق الأوسط»: «توجد في هذا القرار الملامح الرئيسية من اتفاقيات استوكهولم». ونفى أن تكون بريطانيا قد «أنقذت الحوثيين» بدعمها للمشاورات والجلوس حول طاولة الحوار مع الشرعية، مؤكداً أن بريطانيا تريد دعم الشعب اليمني من خلال دعم الحلول. وقال: «استوعب الحوثيون أنه كان لا بد لهم أن يعودوا إلى طاولة المفاوضات وإنقاذ أنفسهم».
وفي الوقت الذي أكدت فيه الحكومة اليمنية التزامها اتفاق الحديدة رغم الخروقات الموجودة، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية تحذيرات مصدر في تحالف دعم الشرعية في اليمن من انهيار الاتفاق، مشيراً إلى 21 خرقاً منذ بدء سريان الهدنة منتصف ليل الاثنين/ الثلاثاء الماضي.
ودشنت لجنة الحديدة برئاسة الأمم المتحدة اعمالها باتصالات هاتفية مع الحكومة اليمنية والحوثيين، وفق مصدر يمني أكد أن الاتصالات «كانت بهدف التعارف فقط». واضاف: «تركز الأمم المتحدة على الجوانب الإنسانية في المرحلة الأولى، وهو نفس توجه الحكومة اليمنية».
...المزيد



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.