قصر نبيلات فرنسا يرتدي أزياء الاعياد ويتزين بأشجارها

أقامت فيه 5 ملكات أشهرهن الإيطالية المولد كاترين دو ميديسي

قصر شينونسو
قصر شينونسو
TT

قصر نبيلات فرنسا يرتدي أزياء الاعياد ويتزين بأشجارها

قصر شينونسو
قصر شينونسو

تتنافس قصور فرنسا ومتاحفها على اجتذاب الزوار. إن عائدات تذاكر الدخول هي ما يسمح للدولة أو لمالكيها من الأفراد، بترميمها وإبقائها مفتوحة للراغبين بمعيشة أبهة الماضي. ومع اقتراب عيد الميلاد وتوشح كل المرافق بزينة رأس السنة الميلادية، تتجه الأنظار صوب قصر شينونسو الواقع إلى الجنوب من العاصمة باريس. إنه المنزل الذي أقامت فيه، في العصور الخوالي، خمس من الملكات والنبيلات، أشهرهن كاترين دو ميديسي. لذلك ركز أصحابه، في هذا الموسم، جهودهم على بث الحيوية في الأثاث القديم وتزيين الصالات وكأنها ما زالت تستقبل الحفلات الباذخة للملكة الإيطالية الأصل التي كانت زوجة لهنري الثاني وملكة لفرنسا في القرن السادس عشر. وقد بلغ من سطوة تلك المرأة أن اعتبرها المؤرخون أقوى من مر على البلد من ملوك.
يتألف القصر من مبنى بعدة طوابق يقع وسط حديقة غناء وتطل حجراته على نهر يخترق السهول الخضراء التي اشتهرت بأنها المنطقة المفضلة لتشييد قصور النبلاء، غير بعيد عن العاصمة. وهو قد تميز عن غيره باحتوائه على صيدلية، وهي مرفق نادر في ذلك الزمن، وكانت عقاقيرها تستخلص من النباتات والأعشاب المزروعة في حديقة خاصة لهذا الغرض. ويمكن لزوار القصر التمتع بالنسق الرائع لتلك الحدائق، وكذلك باللوحات والمنحوتات الموزعة في أرجائه. وتجري الاستعدادات منذ الآن للاحتفال بمرور 500 عام على مولد الملكة كاترين دو ميديسي التي رأت النور في فلورنسا عام 1519. ولأنها من تلك البلاد، فقد حرصت على استقدام خلاصة الفنون الإيطالية الرفيعة لكي تضمها إلى محتويات قصرها من تحف فرنسية محلية.
بمناسبة أعياد الميلاد، تحولت كل صالة من صالات قصر شينونسو إلى مهرجان من الألوان والزينات. وقد روعي أن تعكس كل منها ألوان فصل من فصول السنة. فهناك قاعة ربيعية، وأخرى ترتدي صقيع الشتاء، وثالثة تتوهج بألوان الخريف، ورابعة تزدهي بحمرة أشعة الصيف. ويمكن للزوار التوقف طويلاً أمام الكثير من أشجار الميلاد، وكل منها تحمل زينة مغايرة، كما تمتد موائد العيد بأطباقها وكؤوسها وحلوياتها وفواكهها وكأنها مآدب تنتظر المحتفلين. وطبعاً فإن زيارة القصر لا تكتمل من دون المرور بالمطابخ وما تكتظ به من آنية ونحاسيات، فهي وحدها متحف يؤرخ لفنون الطعام في القرون الوسطى.
شُيد القصر في القرن الخامس عشر فوق دعامات وجسور من مقتربات نهر «شير». وهو في الأساس طاحونة تشتغل بقوة المياه، حيث كان النهر يُستخدم كممر تجتازه السفن الناقلة للأخشاب. ولما اكتمل بناؤه، عرف القصر عدة أطوار وسيدات، وكانت كل منهن تجتهد لكي تطبعه بطابعها وتترك على أثاثه لمسات ذوقها. وبالإضافة إلى الملكة كاترين دي ميديسي، أقامت فيه كل من كاترين برنسونيه، وديان دو بواتييه، ولويز دو لورين الملقبة بالملكة البيضاء، ومدام بيلوز. وخلال الثورة الفرنسية تولت لويز دوبان حمايته والسهر على محتوياته. ونظراً لأنه استضاف كل أولئك الشهيرات، جرت العادة على تسميته بقصر السيدات. وهي التسمية التي حافظت عليها عائلة مونييه التي آلت إليها ملكيته منذ عام 1913. وهو اليوم مرفق مفتوح للسياح ومصنف ضمن التراث القومي الفرنسي.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».