«زواج الأطفال» في مصر... أسر تتحدّى القوانين

وقائع «الخطوبة» و«الزفاف» تثير انتقادات

الطفلان فارس السعيد ونانسي في محافظة الدقهلية عام 2016
الطفلان فارس السعيد ونانسي في محافظة الدقهلية عام 2016
TT

«زواج الأطفال» في مصر... أسر تتحدّى القوانين

الطفلان فارس السعيد ونانسي في محافظة الدقهلية عام 2016
الطفلان فارس السعيد ونانسي في محافظة الدقهلية عام 2016

بينما تحتفي عشرات الأسر المصرية بخطوبة وزفاف أطفالهم في حفلات صاخبة، لا تستطيع السّلطات المصرية مقاومة هذا التوجه المتكرر في الأقاليم المصرية المختلفة، رغم حملات التوعية الكبرى التي تقوم بها الحكومة في وسائل الإعلام المتنوعة، للحدّ من انتشار زواج الأطفال. ويتحايل الأهالي على عدم بلوغ سن الزواج القانونية والمحددة بـ18 سنة للفتيات، بعقد وثائق زواج عرفية يُحتفظ بها حتى بلوغ الفتيات السن القانونية.
وأثار مقطع فيديو لحفل خطوبة طفل في الصف الثالث الإعدادي 15 سنة، لطالبة في الصف الثاني الإعدادي 14 سنة، في مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ (شمالي القاهرة)، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج «التوك شو» الرئيسية في القنوات المصرية أول من أمس. وظهر طفل وطفلة في مقطع الفيديو يحتفلان بخطوبتهما على طريقة الكبار في الأفراح المصرية، وبينما قوبلت تصرفاته ورقصاته بحفل الخطوبة بتصفيق حاد من المدعوين، تعرض الطفل وأسرته لانتقادات حادة وسخرية من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي والمتابعين في مصر. وقالت والدة الطفل فارس شريف، بطل مقطع الفيديو في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس، لقناة «دي إم سي»: إنّ «الحفل حقيقي، ويعد أمرا طبيعيا جدا في المنطقة». ولفتت إلى أن «فارس أبدى إعجابه الشديد بندى التي تصغره بعام واحد، والتي تربطه بأسرتها صلة قرابة، فقررنا إعلان خطوبتهما وإرجاء زواجهما لمدة 4 سنوات، كنوع من إشهار الخطوبة وتأكيد الارتباط». وأوضحت أنّ نجلها يبدو صغيرا في السن للكثيرين، لكنّه كبير في العقل وناضج، إذ أنّه يعمل مع والده في الإجازة الصيفية».
بدوره، علّق صبري عثمان، المنسق العام لخط نجدة الطفل، على واقعة خطوبة طفلين بكفر الشيخ، قائلاً: «إن تبرير أولياء الأمور للواقعة مخالف للواقع ولقانون الطفل والدّستور المصري». وأضاف في تصريحات صحافية أنّه «سيتقدم ببلاغ للنائب العام ضد الواقعة، وإخطار لجان حماية الطفل، وجمعيات الطفولة في المحافظات لاتخاذ اللازم»، وأوضح أنّه «جرى اختراق المادة 96 من قانون الطفل التي تنص على عدم تعريضه للخطر، مؤكداّ أنّ البنات لا يوجد لديهن مهارات لاكتشاف الذات وهنّ في سن صغيرة، ولا يقدرن على تحمل المسؤولية».
ووفقاً للمادة 80 من الدستور المصري، ومن بعدها المادة 2 من قانون الطفل «12 لسنة 1996»، وما أدخل من تعديلات في القانون «126 لسنة 2008»، فإنّ سن الطفولة لا ينتهي إلّا ببلوغ 18 سنة، وخلال تلك الفترة يحقّ للطّفل التمتع بالرّعاية. وحظر القانونان تعريضه لـ«الخطر»، أو «الإهمال»، أو «سوء المعاملة». واقعة حفل خطوبة الأطفال في كفر الشيخ، ليست الأولى من نوعها في المحافظة، فقد سبقها في بدابة العام الجاري، انتشار ألبوم صور على مواقع التواصل الاجتماعي لطفلين لا يزيد عمر كل منهما عن 12 سنة، في مركز فوه، بالمحافظة نفسها وأثارت الصور جدلاً واسعاً وقتئذ.
وفي أواخر 2017. أثارت صور خطوبة طفلين في الفيوم داخل قرية منشأة رحمي، بمركز إطسا، (جنوب غربي القاهرة)، جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، لخطبة الطفل أحمد شعبان عيد، 12 سنة، على عروس تكبره بـ4 أعوام. وفي عام 2016. شهدت قرية المعصرة التابعة لمركز بلقاس بالدقهلية، (شمال القاهرة) حفل خطوبة وزفاف «أصغر عروسين في العالم»، فارس السعيد، 12 سنة، ونانسي 10 سنوات، وسط مشاركة كبيرة من أهالي القرية والأهل، بمشاركة فرقة موسيقية وثلاث راقصات.
بدوره، أدان «مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية»، هذا الزواج، حينذاك وقال في بيان له: «الزّواج المبكر يعني بالضرورة حرمانا من التعليم، علاوة على أن القدوم عليه مخالف للقانون، لكنّ تحذيرات المسؤولين تقابل في كثير من الأحيان بتجاهل الأهالي الذين يتمتعون برغبات جامحة في إقامة حفلات الخطوبة والزفاف لأطفال يتشوقون للعب في الملاهي».
وكشفت نتائج المسح الصّحي في مصر عام 2014. أنّ نسبة الإناث المتزوجات في الفئة العمرية من 15 - 19 سنة تصل إلى 14.4 في المائة، وتزداد أعدادهن في المناطق الريفية وتقلّ في المناطق الحضرية والمدن.
إلى ذلك، اعتبرت الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم الاجتماع في «مركز البحوث الجنائية والاجتماعية»، أنّ «واقعة حفل الخطوبة الأخيرة في محافظة كفر الشيخ شاذة وفردية، ولا ترقى لأن تكون ظاهرة اجتماعية». وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «واقعة حفل الخطوبة الأخير، تنمّ عن خلل واضح في تفكير أهالي الطفلين، حتى لو كان الدّافع تحفيز الطفل على المذاكرة بشكل جيد». وأوضحت أنّ «حملات التوعية لا تفي بالهدف المنشود لأنّ مواجهة زواج الأطفال تحتاج إلى تضافر جهود وزارة التربية والتعليم والمؤسسات الدينية والتنويرية للحدّ من عشوائية الفكر والسلوك».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.