إعلاميون عرب يطالبون بوضع {أهداف واقعية} للتنمية وبث روح الأمل

إعلاميون عرب يطالبون بوضع {أهداف واقعية} للتنمية وبث روح الأمل
TT

إعلاميون عرب يطالبون بوضع {أهداف واقعية} للتنمية وبث روح الأمل

إعلاميون عرب يطالبون بوضع {أهداف واقعية} للتنمية وبث روح الأمل

أكّدت نخبة من الإعلاميين العرب أنّ الواقع المرير الذي يعيشه الوطن العربي في مختلف المجالات أدّى إلى تأخّر تحقيق أهداف التنمية وتراجع دور الإعلام في نشر ثقافة التنمية المستدامة وتحقيق أهدافها.
ورغم الصّورة القاتمة التي رسمها الإعلاميون لوضع التنمية العربي، دعوا لبث روح الأمل في الدول العربية ونشر قصص النجاح والتركيز عليها لتحقيق التنمية. مشيرين إلى أنّ الجامعة العربية هي الحاضن الوحيد القادرة على تحقيق الحد الأدنى من التعاون العربي في الظروف الحالية.
يأتي ذلك على هامش اجتماع نخبة من الكتاب والإعلاميين والفنانين العرب احتضنته العاصمة السعودية الرياض أمس، كأول عاصمة عربية تستضيف فعالية كبرى تقام في إطار تنفيذ أهداف الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030.
واعتبر الإعلامي اللبناني نديم قطيش، أنّ هناك عجزا في ميزان الأمل في العالم العربي، وقال أثناء مداخلة له في اللقاء: إنّ «البعض لا يزال يناقش أفكاراً يعتقد أنّها ثوابت، كالربط بين الديمقراطية والتنمية وهي ليست كذلك، لننظر إلى الإمارات أو الصين لا تدّعيان أنّهما من الدول الديمقراطية ولكنّهما نجحتا تنموياً، الإعلام له دور في إعادة بث الأمل، لماذا لا تكون هناك رعاية لمحطة عربية أو منصات عربية تركّز على قصص النّجاح».
من جانبه، تحدث مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، عن الدّور المحوري الذي تمثله السعودية في الوطن العربي، وقال: إنّ «السعودية دولة مهمة وأساسية في المنطقة، فهي قوة استقرار يجب أن نساندها، المملكة قوة استقرار في سلام الشرق الأوسط، والحفاظ على استقرار أسواق الطاقة والعلاقة بين الدول المنتجة والمستهلكة للنفط».
وفيما يخص التعاون بشأن تحقيق أهداف التنمية المستدامة، أشار مكرم إلى أهمية الاتفاق على بعض القواعد المهنية لتوحيد مواقفنا، وأضاف «أصبحت الحرية في الكثير من الدول تعتمد على قوة ذراعك ونفوذك، علينا التخلص من هذا الأسلوب، معظم الدّول العربية التي دخلت ما يسمى بالربيع العربي هي في طريق عودتها لسيادة القانون، ونطالب بعودة الصحافة العربية للمهنية، وكيف تساند الصحافة حرية الشّعوب والتنمية عبر المهنية، بعدها يأتي التكامل والتعاون، (...) جزء كبير من مشاكلنا يمكن أن يجد حلولا باحترام حرية التعبير في ظل شروط واضحة، علينا التواضع في مطالبنا وأن نعود للمهنية أولاً».
إلى ذلك، تحدث الكاتب اللبناني سركيس نعوم عن أنّ أهم أسباب نجاح المؤسسات الغربية هو محدودية الإطار الذي وضعته للتنفيذ في البداية، من ثمّ توسعت تدريجياً، ضاربا الاتحاد الأوروبي كمثال، وقال: إنّ «جامعة الدّول العربية هي الإطار الوحيد الذي يمكن أن ينجح أي تعاون عربي، ورغم الوضع العام والتحديات والمشكلات التي تعاني منها الدول العربية، يجب تقوية الجامعة العربية (...) الإعلام وسيلة مهمة، خاصة في هذه المرحلة، ونأمل أن يسمح له ويمكن من مساعدة الناس لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال إعلام حر مسؤول، والمرحلة التي تمرّ بها المنطقة تعدّ من أخطر مراحلها لذلك يجب أن يكون لدولنا قرار، الدول الكبرى لها مصالحها ونحن في لبنان تعلّمنا من هذا ودفعنا الثمن».
بدوره، اعتبر سميح المعايطة وزير الإعلام الأردني السّابق، أنّ التنمية المستدامة تعني توفير شروط الحياة الطبيعية للإنسان، لافتاً إلى أنّ غياب الاستقرار السياسي يعيق تحقيقها في الوطن العربي، وتابع «نحتاج إلى حملات إعلامية للإعلام التنموي، مفهوم الإعلامي الشّامل الذي يكتب في كل المجالات انتهى، الوطن العربي بحاجة إلى الإعلامي المتخصص تنموياً أو بيئياً وغيرهما، كما يجب تحييد السياسة عن المؤسسات الإعلامية العربية، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ مواقع التواصل الاجتماعي ليست إعلاما، بل وسيلة إعلام ومن فيها ليسوا إعلاميين بالمفهوم المهني».
الكاتب المصري مصطفى بكري، أوضح أنّ الدول العربية تواجه جيلا رابعا من الحروب يستهدف العقل العربي، وأردف قائلاً: إنّ «عقد الاجتماع في السعودية هو رسالة لكلّ من يعنيه الأمر، علينا تحقيق الأمن والاستقرار والتصدي لمحاولات إفشال الدولة الوطنية ونشر الفوضى، إلى جانب كشف دور بعض وسائل الإعلام التي تسعى لنشر الفوضى».
في السياق ذاته، أكّد السفير بدر الدّين العلالي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال في الجامعة العربية أنّ الجامعة تسعى من خلال هذا الاجتماع للاستفادة من خبرات الإعلاميين العرب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأضاف أنّ «الجامعة العربية ترى هذا اللقاء منصة مثالية لوضع خارطة طريق إعلامية عربية لتحقيق التنمية المستدامة بحلول 2030».


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة عربية المهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر (صفحة المجلس على «فيسبوك»)

مصر: قرارات جديدة لمواجهة «فوضى الإعلام الرياضي»

أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز مجموعة قرارات، اعتماداً لتوصيات لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي.

محمد الكفراوي (القاهرة)
أوروبا مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)

ثلثهم على أيدي الجيش الإسرائيلي... مقتل 54 صحافياً في عام 2024

قُتل 54 صحافياً حول العالم أثناء قيامهم بعملهم أو بسبب مهنتهم في عام 2024، ثلثهم على أيدي القوات الإسرائيلية، وفق ما أظهر تقرير سنوي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الصحافي سامح اللبودي والزميلة بيسان الشيخ من «الشرق الأوسط»

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

فازت «الشرق الأوسط» بالجائزة البرونزية للصحافة الاستقصائية العربية التي تمنحها مؤسسة «أريج»، عن تحقيق: قصة الإبحار الأخير لـ«مركب ملح» سيئ السمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صورة تذكارية لعدد من أعضاء مجلس الإدارة (الشركة المتحدة)

​مصر: هيكلة جديدة لـ«المتحدة للخدمات الإعلامية»

تسود حالة من الترقب في الأوساط الإعلامية بمصر بعد إعلان «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» إعادة تشكيل مجلس إدارتها بالتزامن مع قرارات دمج جديدة للكيان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.