الداخلية التونسية تلاحق متطرفين خططا لأعمال إرهابية نهاية السنة

TT

الداخلية التونسية تلاحق متطرفين خططا لأعمال إرهابية نهاية السنة

تلاحق أجهزة الأمن التونسية إرهابيين تونسيين أكدت أنهما خططا لتنفيذ هجمات إرهابية خلال احتفالات ليلة رأس السنة الميلادية بإحدى المدن التونسية الساحلية. ونشرت وزارة الداخلية التونسية صورهما ودعت التونسيين إلى الإبلاغ عن تحركاتهما. وأكدت المصادر ذاتها أن ورشة صنع المتفجرات التي تم الكشف عنها قبل أيام في منطقة سيدي بوزيد (وسط) تندرج ضمن مخططات الإرهابيين عز الدين العلوي وغالي العمري، إذ إنهما كانا يستعدان لصناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة استعداداً لنهاية السنة الحالية.
وكشفت مصادر أمنية تونسية عن هوية الإرهابيين المتهمين بالإعداد لهجمات إرهابية خطيرة، وأكدت على أن المتهم الأول الذي يدعى عز الدين العلوي عضو في تنظيم «أنصار الشريعة» المحظور في تونس منذ 2013 والمصنف ضمن التنظيمات الإرهابية، وقد صدر ضده نحو 35 منشور تفتيش من قبل الوحدات الأمنية بتهمة الانتماء إلى تنظيم متشدد والتخطيط لهجمات والتحريض على الأمنيين والعسكريين الذين يعتبرهم تنظيم «أنصار الشريعة»، «طواغيت» ويدعو إلى قتلهم. كما أن الإرهابي عز الدين العلوي من العناصر الإرهابية الخطيرة، وهو مختص في صناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة، ويعد أحد مؤسسي الخلية الإرهابية لكتيبة «جند الخلافة» الموالية لتنظيم داعش، وقد عُين منذ سنة 2017 أمير «التجهيز والعمليات»، وأشارت إلى أن المتهم قد التحق بهذا التنظيم الإرهابي منذ شهر مارس (آذار) 2014.
أما المتطرف غالي العمري، المتهم الثاني في هذا المخطط، فهو كذلك ينشط ضمن خلية «جند الخلافة»، وهو محل مراقبة ومتابعة أمنية منذ سنة 2014 وقد أوقفته أجهزة الأمن التونسية إثر اتهامه بتمجيد العمليات الإرهابية، وذلك خلال سنة 2016 قبل أن يتم إطلاق سراحه لعدم كفاية الأدلة المقدمة ضده.
على صعيد متصل، تسلمت عائلة خالد الغزلاني، أمس، جثمان ابنها الذي قضى في هجوم إرهابي مزدوج شمل السطو على أموال من أحد البنوك واحتجاز عائلة، وقتل الغزلاني الذي هو شقيق أحد العسكريين الذي مات بدوره برصاص المجموعات الإرهابية المتحصنة وسط غربي تونس (القصرين). في غضون ذلك، انتقدت منظمات حقوقية ونقابية في منطقة القصرين بطء أجهزة الأمن التونسية في نجدة متساكني منطقة سبيبة التي كانت عرضة للهجوم الإرهابي. وأكدت على أن العملية دامت نحو 40 دقيقة، وفق تصريح سفيان الزعق المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية، دون أن تحرك الأجهزة الأمنية والعسكرية ساكناً.
وأشارت إلى وصولهم متأخرين للمرة الثانية في فترة لا تزيد عن خمسة شهور، وبعد فرار العناصر الإرهابية. وكانت مدينة القصرين عرضة لهجوم مماثل في وضح النهار، خلال شهر أغسطس (آب) الماضي، حيت تمكن الإرهابيون من الاستيلاء على مبلغ 90 ألف دينار تونسي (نحو 30 ألف دولار) من أحد البنوك، ولاذوا بالفرار دون أن يقع فك طلاسم العملية الإرهابية، وهو ما خلف تساؤلات عن مدى التواطؤ مع التنظيمات الإرهابية وضعف الأداء الأمني في منطقة مهددة بالإرهاب منذ سنوات.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.