ائتلاف علاوي يتمسك بمرشحه لـ«الدفاع» ويرفض دعوات توزيع المناصب

ائتلاف علاوي يتمسك بمرشحه لـ«الدفاع» ويرفض دعوات توزيع المناصب
TT

ائتلاف علاوي يتمسك بمرشحه لـ«الدفاع» ويرفض دعوات توزيع المناصب

ائتلاف علاوي يتمسك بمرشحه لـ«الدفاع» ويرفض دعوات توزيع المناصب

أعلن «ائتلاف الوطنية» الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، رفضه الدعوات التي صدرت مؤخرا من بعض الشخصيات السياسية السنية، لتوزير قائد عسكري شيعي بمنصب وزير الدفاع، بوصفها مجرد دعوات إعلامية وغير واقعية، مجدداً في الوقت نفسه التمسك بمرشحه للمنصب فيصل الجربا.
وقال كاظم الشمري، رئيس «كتلة الوطنية» التي تتكون من 21 نائبا، لـ«الشرق الأوسط» إن ائتلافه متماسك؛ «رغم كل ما يقال من أحاديث هنا وهناك... لم نلتفت لها لأننا أصحاب مشروع وطني منذ عام 2003 وإلى اليوم». وأضاف: «كان خطابنا ولايزال ثابتا... وما زلنا متمسكين بثوابتنا وقناعاتنا دون أن يزايد علينا أحد تحت هذه الحجة أو تلك».
وأضاف الشمري بشأن إمكانية تولي قائد عسكري شيعي من القادة الذين حاربوا الإرهاب في المحافظات الغربية ذات الأغلبية السنية، الوزارة بدلا من المرشحين السنة في كتلتي «الإصلاح» و«البناء»: «ما نريد قوله هنا إن السلوك والمنهج السياسي يفترض أن يكون مبنيا على التصرف العملي وليس مجرد أقوال إعلامية أو دعائية هدفها خلط الأوراق لا أكثر».
وتأتي تصريحات الشمري بعد يومين من دعوة وجهها رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي والقيادي في تحالف «المحور الوطني» (السني)، ضمن «كتلة البناء»، (تضم «الفتح» بزعامة هادي العامري، و«دولة القانون» بزعامة نوري المالكي)، إلى عدد من قادة جهاز مكافحة الإرهاب الشيعة وهم كل من: عبد الغني الأسدي، وعبد الوهاب الساعدي، وطالب شغاتي، دعاهم فيها إلى قبول واحد منهم بمنصب وزير الدفاع في جزء من كسر المحاصصة الطائفية وعرفاناً بالجميل لهؤلاء القادة الذين لعبوا دورا في تحرير المدن السنية.
وفي وقت لم يعرف فيه رد أي منهم على مثل هذه الدعوات، فإن هذه التصريحات فجّرت الجدل بين «الإصلاح» الذي يضم «ائتلاف الوطنية» بزعامة علاوي بالإضافة إلى «سائرون» بزعامة مقتدى الصدر و«الحكمة» بزعامة عمار الحكيم و«النصر» بزعامة حيدر العبادي، بشأن أحقية أي من الكتلتين بمنصب وزير الدفاع.
وطبقا لما يقوله الشمري لـ«الشرق الأوسط» فإن «منصب وزير الدفاع هو من حصة (الوطنية) ضمن (تحالف الإصلاح والإعمار)، وهذ أمر معروف للجميع وغير قابل للنقاش، بدليل أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، كان قدم لمنصب وزير الدفاع مرشحنا الشيخ فيصل الجربا وبقي متمسكا به حتى حين تم الإعلان عن شموله بإجراءات المساءلة والعدالة، ومن ثم تقديمه طعنا وإعلان براءته من شموله بإجراءات اجتثاث البعث»، مبينا أن «عبد المهدي لا يزال متمسكا بالجربا مرشحاً وحيداً للدفاع، والذي قدمه الدكتور إياد علاوي بوصفه استحقاقا لـ(الوطنية)». وأوضح الشمري أن «المستغرب الدعوات الخاصة بتولي شخصية شيعية منصب وزير الدفاع، الذي هو استحقاق للمكون السني... علما بأن كتلتنا عابرة للطائفية والعرقية بدليل المناصب التي تولتها شخصيات من مختلف القوميات؛ أقول إن هذه الدعوات صادرة من جهات عملت تحت كيانات مناطقية».
وأشار إلى أن «ائتلاف الوطنية»... «سبق له أن منح منصب وزير الدولة لشؤون المحافظات إلى شخصية تركمانية (تورهان المفتي) كما منح منصب وزير التجارة إلى شخصية كردية (ملاس عبد الكريم) في حين أن الائتلاف يضم أغلبية سنية ويترأسه شخصية شيعية وهو الدكتور إياد علاوي، وهو ما يعني أن ائتلافنا جسد الوطنية قولا وعملا على كل المستويات».
في السياق نفسه، أكد الناطق الرسمي الأسبق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «قيام رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بإيقاف قرارات العبادي خلال حكومة تصريف الأعمال؛ إنما يستهدف إرجاع فالح الفياض إلى مسؤولياته التي كان يتولاها وأقصاه منها العبادي وهي رئاسة (الحشد الشعبي) ورئاسة مجلس الأمن الوطني، وبذلك يحل عبد المهدي عقدة مرشح الداخلية ليكون فيها مبسوط اليد في اختيار مرشح جديد».
وأضاف الدباغ أن «البيان الذي أصدره العبادي والذي حمل بعنف على إجراءات عبد المهدي كان يعبر في الواقع عن غضب مختزن في النفوس وخلاف تحت السطح، خصوصا أن العبادي كان قد اتخذ سلسلة من القرارات والإجراءات وتنقلات في مواقع حساسة، وبالتالي استوجبت مراجعتها، وهي ليست مخالفة دستورية بالنسبة لعبد المهدي الذي نفذ قرار البرلمان بمراجعة إجراءات الحكومة السابقة».
وقال الدباغ إنه «ليس مناسبا للعبادي أن يصدر مثل هذا البيان»، مشيرا إلى أن «مراجعة أي قرار اتخذه مجلس الوزراء تجاه القرارات السابقة، هو إجراء صحيح، وغير مخالف للدستور».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.