دلت نتائج الاستطلاع السنوي الذي تجريه جامعة «مريلاند»، على ارتفاع ملحوظ في نسبة الأميركيين الذين يؤيدون حل الدولة الواحدة، التي يعيش فيها اليهود والفلسطينيون بمساواة. ومن 29 في المائة كانوا يؤيدون هذا الحل في سنة 2017، ارتفعت النسبة إلى ما يناهز الـ35 في المائة.
وقالت إدارة الاستطلاع في الجامعة: إن نسبة المؤيدين لحل الدولتين في حدود 1967، ما زالت الأكبر، حيث يؤيده 36 في المائة، لكن هناك تراجعاً في تأييد هذا الحل، بسبب الجمود في العملية السلمية. ويزداد عدد المؤيدين لحل الدولة الواحدة، خصوصاً بين الشباب؛ إذ تبلغ نسبتهم 42 في المائة. أما موقف اليمين الإسرائيلي في حل تكريس الاحتلال وضم الضفة الغربية إلى إسرائيل فحظي بتأييد لا تتجاوز نسبته الـ8 في المائة.
ويجرى هذا الاستطلاع سنوياً في هذه الجامعة، وتشارك فيه عينة نموذجية من 2200 شخص. وهو يسأل عن المواقف الأميركية من الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني وغيره من قضايا الشرق الأوسط. وتركز هذه السنة على تسوية الصراع؛ لأن حل الدولتين يتراجع ويتعثر. وقرر القيّمون على الاستطلاع فحص مدى هذا التراجع أيضاً في الرأي العام الأميركي، ووجدوا أن الحل الذي يزعج الإسرائيليين ويزعج أكثر اليهود الأميركيين، بات شعبياً لدى الحزبين الأساسيين في الولايات المتحدة. وفي صفوف الحزب الديمقراطي تبلغ نسبة التأييد لحل الدولة الواحدة 33 في المائة وما زالت أكثرية 48 في المائة تؤيد حل الدولتين. لكن في صفوف الجمهوريين تؤيد حل الدولتين أقلية من 24 في المائة، في مقابل 33 في المائة يؤيدون حل الدولة الواحدة.
ويرى 64 في المائة من الأميركيين، أن حل الدولتين لم يعد صالحاً أو قابلاً للتطبيق. وعندما سُئلوا إن لم يكن مقلقاً لهم أن تتحول إسرائيل إلى دولة غير يهودية، قالوا (بالنسبة نفسها): إن كون إسرائيل دولة ديمقراطية أهم بالنسبة لهم من أن تكون دولة يهودية. كما أكدوا أن الدولة الواحدة التي يؤيدونها هي الدولة الديمقراطية التي يعيش فيها اليهود والعرب معاً بمساواة كاملة في الحقوق.
وعلق البروفسور شبلي تلحمي، الذي يشرف على هذا الاستطلاع، بالقول: إن «الصورة المغايرة والمناقضة لهذه النتائج، التي تبدو في الإعلام الأميركي، غير واقعية. الرأي العام الأميركي عملي، ويبحث عن حلول، ويرى أن أفضل حل هو أن تتحول إسرائيل إلى دولة ديمقراطية، وأن تجد القضية الفلسطينية حلها في إطارها. فالغالبية ترى أن الاستيطان اليهودي يجعل حل الدولتين غير واقعي فيذهبون إلى الحل الآخر، الدولة الواحدة».