الجيش اليمني يتأهب في البيضاء وقادته يتوعدون بردع الميليشيات

TT

الجيش اليمني يتأهب في البيضاء وقادته يتوعدون بردع الميليشيات

أكدت المصادر الرسمية اليمنية أن قوات الجيش في محافظة البيضاء تتأهب لمزيد من التقدم وصولا إلى تحرير كافة مناطق المحافظة، وفقا لتصريحات لقائد محور البيضاء ومحافظها اللواء الركن ناصر الخضر السوادي.
جاء ذلك في وقت عقد قادة الجيش اليمني أمس في مأرب اجتماعاً ضم عددا من مديري دوائر وزارة الدفاع برئاسة المفتش العام للقوات المسلحة اليمنية اللواء الركن عادل القميري، لمناقشة المستجدات والتطورات على مسرح العمليات العسكرية. وأفادت وكالة «سبأ» أن الاجتماع «وقف على التصعيد الذي تقوم به الميليشيات الحوثية الانقلابية في مختلف الجبهات واستمرارها في العمليات الهجومية وإرسال الصواريخ والمقذوفات لاستهداف المدن والتجمعات السكانية».
وناقش المجتمعون – بحسب الوكالة - أهمية ودور الإعلام وضرورة تفعيل عمل الإعلام العسكري وتوحيد الجهود لمواكبة متطلبات المعركة، معبرين عن فخرهم واعتزازهم بتضحيات وبطولات رجال الإعلام في تغطية ومواكبة الانتصارات ووجودهم الفاعل جنبا إلى جنب مع إخوانهم المقاتلين في ميادين الشرف والفداء، وكشف جرائم وممارسات الميليشيا الحوثية التي ترتكبها بحق اليمنيين وفضح وتعرية أكاذيب تلك الميليشيات.
وأثنى اللواء القميري على انتصارات الجيش خلال الفترة الماضية في مختلف الجبهات في سبيل استكمال استعادة الدولة وتحرير الوطن من الميليشيات الانقلابية الحوثية المدعومة من إيران، مثمنا دعم ومساندة التحالف الداعم للشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية وجهوده المبذولة لدعم الجيش الوطني ومساعدة الشعب اليمني لاستعادة دولته وأمنه واستقراره في هذه المعركة الدفاعية المصيرية التي فرضتها الميليشيات الحوثية بقوة السلاح.
وفي الوقت الذي تتأهب فيه محافظة البيضاء لمزيد من العمليات العسكرية ضد الوجود الحوثي في سياق الرد على عمليات الجماعة الانقلابية التي ترفض التهدئة لإعطاء فرصة لإنجاح المشاورات في السويد، توعد المحافظ اللواء الركن ناصر السوداي بقرب تحرير المحافظة.
وأفاد المكتب الإعلامي لمحافظة البيضاء أمس في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه بأن المحافظ قائد محور البيضاء اللواء الركن ناصر الخضر السوادي اطلع أمس على مستوى الجاهزية القتالية وسير المعارك في جبهة قانية.
وذكر المكتب أن المحافظ تفقد الخطوط الأمامية بميمنة وميسرة جبهة قانية واستمع من الجنود والضباط المرابطين في مواقع الخدار السود وخدار العرجاء وجبل الخليقة إلى الانتصارات التي حققها أفراد الجيش الوطني خلال الأيام القليلة الماضية.
وأثنى المحافظ السوادي على «الانتصارات والتقدمات التي يحققها اللواء 117 مشاة واللواء 159 مشاة واللواء 143 ولواء المجد وقوات الأمن الخاصة في البيضاء ورداع والوحدات المستقلة والمقاومة الشعبية». وقال إن «هذه الانتصارات واكبت احتفال اليمنيين بالذكرى الـ51 لعيد الاستقلال المجيد» مؤكدا اكتمال «الجاهزية القتالية في كافة المحاور والألوية والجبهات لتحرير محافظة البيضاء».
وفيما امتدح اللواء السوادي اهتمام الرئيس هادي والتحالف الداعم للشرعية لتحرير البيضاء، قال إن المحافظة أصبحت على موعد من النصر أكثر من أي وقت مضى. وتخوض قوات الجيش اليمني في محور البيضاء معارك متواصلة في البيضاء من جهتي الشرق والشمال في جبهتي الملاجم وقانية، وسط تقدم كبير باتجاه قطع خطوط إمداد الميليشيات وسط البيضاء، وهو الأمر الذي يرجح المراقبون أنه سيؤدي إلى التسريع بعملية تحرير المحافظة.
وأدى انعقاد المشاورات التي تقودها الأمم المتحدة في السويد بين الحكومة الشرعية والميليشيات الحوثية إلى تهدئة غير معلنة في أغلب الجبهات غير أن الميليشيات الحوثية لم تتوقف عن التصعيد وهو ما يستدعي بشكل مستمر قوات الجيش والتحالف الداعم لها للرد بشكل حاسم على محاولات الجماعة الانقلابية للتقدم الميداني.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.