نجل القذافي يقدّم عبر روسيا «حلاً» للأزمة الليبية

سيف الإسلام، نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
سيف الإسلام، نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
TT

نجل القذافي يقدّم عبر روسيا «حلاً» للأزمة الليبية

سيف الإسلام، نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
سيف الإسلام، نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.

بعد قرابة أسبوعين من كشف مسؤول روسي عن إجراء اتصالات بين بلاده وسيف الإسلام، نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، قال سياسيون ليبيون، أمس، إنهم سلموا رسالة من سيف الإسلام إلى الخارجية الروسية تضمنت سبل الخروج من الأزمة السياسية، التي تضرب البلاد منذ قرابة 8 سنوات.
وقال عضو فريق العمل السياسي لسيف، محمد القيلوشي من موسكو لـ«الشرق الأوسط» إنهم سلموا الرسالة إلى الخارجية الروسية، مساء أول من أمس، وكان في استقبالهم نائب وزير الخارجية الروسي، المبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف. وأضاف القيلوشي أن رسالة سيف القذافي تؤكد على ضرورة أن يبحث الليبيون أمورهم بأنفسهم، دون إقصاء أو تمييز، لتحديد مصيرهم من خلال مصالحة شاملة، والترتيب للانتخابات المقبلة.
واستغرب سياسيون ليبيون هذه الزيارة التي عدّوها «قفزاً واستقواء بالخارج»، مشيرين إلى أن مشكلة ليبيا الحالية تتمثل في التدخلات الخارجية، أكثر منها مشاكل داخلية. وقال نائب برلماني عن مدينة مصراتة إن مثل هذه الزيارات من شأنها «تقويض الحل في البلاد، وزيادة أمد الأزمة». وتابع النائب الذي رفض ذكر اسمه: «أصبح اسم نجل القذافي يتردد كثيراً في الآونة الأخيرة، وخاصة عبر المسار الروسي... أما كفاهم 42 عاماً من تدمير ليبيا؟».
لكن عضو مجلس النواب علي السعيد القايدي رأى أن الوفد الذي زار روسيا ممثلاً لسيف القذافي، هو جزء من المجتمع الليبي يستهدف إقناع الروس بضرورة تمثيله في المؤتمر الوطني الجامع الذي وعد به المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة، في إفادته الأخيرة أمام مجلس الأمن.
وعبر القايدي عن أمله، في حديث إلى «الشرق الأوسط»، أن تتضمن رسالة سيف القذافي للخارجية الروسية حلاً للأزمة الليبية.
وكان الليبي محمد القيلوشي قال من موسكو لقناة «روسيا اليوم» إنه جاء إلى روسيا على رأس وفد من «فريق العمل السياسي» لسيف القذافي، بالترتيب مع الحكومة الروسية، لتسليم رسالة من نجل القذافي تتضمن وجهة نظره لحل الأزمة، مؤكداً دعمه لخريطة الطريق التي قدمها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، غسان سلامة، لمجلس الأمن.
وسيف القذافي المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية، على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم حرب خلال الانتفاضة التي أنهت حكم والده في عام 2011 لم يشاهد في مكان عام منذ أطلقت سراحه «كتيبة أبو بكر الصديق» المسلحة في مدينة الزنتان (جنوب غربي طرابلس) في 11 يونيو (حزيران) 2017. وتشير تقارير وشخصيات ليبية إلى أن نجل القذافي يوجد في الزنتان ولم يخرج منها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.