الشيف فاسيل لوسيان: عالم «البيتزا» اختارني ومكوناته الطازجة تُحدث الفرق

«مايسترو» يغني العجين ويرقص بين يديه

الشيف الروماني فاسيل لوسيان خلال أحد استعراضاته البهلوانية مع عجينة «البيتزا»
الشيف الروماني فاسيل لوسيان خلال أحد استعراضاته البهلوانية مع عجينة «البيتزا»
TT

الشيف فاسيل لوسيان: عالم «البيتزا» اختارني ومكوناته الطازجة تُحدث الفرق

الشيف الروماني فاسيل لوسيان خلال أحد استعراضاته البهلوانية مع عجينة «البيتزا»
الشيف الروماني فاسيل لوسيان خلال أحد استعراضاته البهلوانية مع عجينة «البيتزا»

يلقبونه بالـ«مايسترو» لأن العجين بين أنامله يغني ويرقص فيلوح به يميناً ويساراً ويرفعه أمتاراً إلى فوق وهو يرقّه، فيسقط مترنحاً بين يديه وكأنه عروس إيطالية واثقة من قدرته على حمايتها من التعثّر والوقوع على الأرض. إنه شيف «البيتزا» الروماني فاسيل لوسيان الذي يعمل في مطاعم «بيبي نيرو» في جزيرة مالطا السياحية. فهناك الزبائن من سياح وسكان البلاد يرتادون المطعم المذكور ليستمتعوا بمهاراته الفنية من ناحية، وبمذاق طبق «بيتزا» لا يشبه غيره يحضره أمامهم مباشرة. وعدا دراساته الأكاديمية والجامعية التي تابعها في بلده الأم وفي إيطاليا واليوم في مالطا، فإنه يملك خبرة في صناعة وتحضير هذا الطبق الإيطالي المشهور، إضافة إلى جوائز عالمية حصدها في مسابقات تدور حول فنون البهلوانية المتعلقة بعجين البيتزا.
«هذه العروض لفتت نظري منذ الصغر عندما كنت أعمل مساءً وأدرس قبل الظهر. وفي إحدى المرات تابعت مسابقة عالمية في هذا الخصوص وقررت أن أخوض التجربة بنفسي. وهكذا استطعت مع مثابرتي على التمرن أن أصبح واحداً ممن يعرفون كيف يتعاملون معها في عالم «البيتزا شو». يقول الشيف الروماني في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط» خلال لقاء أجرته معه أثناء مشاركته في حفل «جائزة المطبخ التونسي» في تونس.
ويؤكد فاسيل الذي يلفتك بليونة حركات جسمه وهو يمارس هوايته المفضلة، بأن هذه العروض تستقطب زبائن مطعم «بيبي نيرو» في مالطا بشكل واسع فيشعر بالسعادة كلما صفقوا له انبهاراً بعمله الفني. ولكن كيف صدف ودخل عالم «البيتزا» من بابه العريض؟ يرد: «عالم (البيتزا) هو الذي اختارني وكنت يومها في السادسة عشرة من عمري عندما رحت أعمل في غسل الصحون في مطاعم إيطالية تقع في بلدي الأم رومانيا. ومع الوقت تقدمت في العمل فتولدت علاقة حب وطيدة بيني وبين هذا الطبق إلى حد جعلني أتخصص في دراسات كثيرة حوله وفي عمر الـ20 أصبحت شيف مطبخ مصنف (ماستر بيتزا يورو)»، يوضح الشيف الذي يقيم في مالطا منذ نحو 13 عاماً.
وعن السر الذي يحدث الفرق بين عجينة «بيتزا» وأخرى يقول: «ليس هناك من سر بل اتباع وصفات محددة علينا التقيد بها في آلية تحضير عجينة (البيتزا). فكما نوع الطحين المستخدم وعملية الخبز وترطيب العجين. كذلك يجب اتباع تقنية خاصة تسمح لنا بتحضير طبق (بيتزا) على أصوله». ويتابع: «على ربة المنزل ألا تقوم بتحضير العجين واستعماله مباشرة، بل عليها أن تتركه يرتاح حتى اليوم الثاني كي لا يتسبب لمتناوله في عسر هضم أكيد وبشرب كميات كبيرة من المياه». وبحسب الشيف الروماني تتألف وصفة العجين الجيدة من كيلوغرام واحد من الطحين ونصف لتر من المياه و50 غراماً من الملح و50 ملليتراً من زيت الزيتون (نحو 3 ملاعق كبيرة)، إضافة إلى 5 غرامات من خميرة البيرة الجافة. وهذه الأخيرة ينبغي أن يتم تحضيرها مع كمية من المياه وتركها لنحو 15 دقيقة ومن ثم مزجها مع العجين بعد أن يتم تذويب الملح في 15 ملليتراً من المياه على حدة مما يساعد على إتمام عملية التخمير بطريقة صحيحة لأن الملح يخفف من نجاحها. وبعد أن يتم خلط الطحين والماء مع الخميرة الرائبة ننتظر نحو 10 دقائق لصب الملح ونمزجها معه من جديد. وبعدها نترك الخليط لساعة من الوقت كي يرتاح، ومن ثم يتم وضعه في الثلاجة حتى اليوم الثاني عندها يصبح صالحاً لاستعماله من قبل ربة المنزل لصنع «البيتزا» وخبزها.
وعن المكونات التي يجب أن تحضر معها «البيتزا» يرد: «علينا أن نكون حريصين في استعمال مكونات طازجة لا مجال للغش فيها مدموغة بذلك رسمياً. فلا يجب الاستخفاف بهذا الأمر أبداً لأنه يشكل العنصر الأول في إحداث الفرق بين مذاق لذيذ وعكسه». وعن رأيه بأصناف «البيتزا» المجمدة في ثلاجات السوبر ماركت يعلق: «بعض منها لا بأس بجودته إلا أنها بالإجمال قد تفقد مكوناتها العناصر الغذائية اللازمة والجودة فيما لو تم حفظها في الثلاجة لوقت طويل. ولذلك علينا التأكد من تاريخ الصنع والانتهاء قبل شرائها».


مقالات ذات صلة

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».