قمة العشرين تلتئم على وقع انقسام غير مسبوق

لقاءات واسعة لمحمد بن سلمان في بوينس آيرس شملت عدداً من القادة بينهم ترمب وبوتين وشي وماكرون وماي

صورة تذكارية للقادة المشاركين في قمة مجموعة العشرين في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس أمس (أ.ب) - مصافحة ودية بين الأمير محمد بن سلمان وبوتين على هامش القمة وبدا ترمب خلفهما (أ.ف.ب)
صورة تذكارية للقادة المشاركين في قمة مجموعة العشرين في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس أمس (أ.ب) - مصافحة ودية بين الأمير محمد بن سلمان وبوتين على هامش القمة وبدا ترمب خلفهما (أ.ف.ب)
TT

قمة العشرين تلتئم على وقع انقسام غير مسبوق

صورة تذكارية للقادة المشاركين في قمة مجموعة العشرين في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس أمس (أ.ب) - مصافحة ودية بين الأمير محمد بن سلمان وبوتين على هامش القمة وبدا ترمب خلفهما (أ.ف.ب)
صورة تذكارية للقادة المشاركين في قمة مجموعة العشرين في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس أمس (أ.ب) - مصافحة ودية بين الأمير محمد بن سلمان وبوتين على هامش القمة وبدا ترمب خلفهما (أ.ف.ب)

انطلقت أعمال قمة مجموعة الدول العشرين في بوينس آيرس، أمس الجمعة، على وقع انقسامات عميقة بين الدول الأعضاء، لا سيما بين الولايات المتحدة والصين بسبب «الحرب التجارية» بينهما، وبين روسيا والدول الغربية على خلفية أكثر من أزمة، وأكثرها سخونة الأزمة الأوكرانية. ووردت معلومات ليل أمس عن تحقيق تقدم في المفاوضات الخاصة ببند المناخ والتجارة البينية في البيان الختامي، وسط مخاوف من أن هذا البند وبند التبادل الحر قد يمنعان التوصل إلى بيان نهائي موحد للقمة التي تختتم أعمالها اليوم السبت.
وأظهرت لقاءات ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان في بوينس آيرس بطلان حسابات من راهنوا أو عملوا على استغلال قضية المواطن السعودي جمال خاشقجي لفرض عزلة على المملكة العربية السعودية. فقد شهدت القمة لقاءات واسعة بين عدد من قادة ورؤساء وفود الدول المشاركة والأمير محمد بن سلمان، تم خلالها استعراض سبل تعزيز آفاق التعاون مع المملكة. وسُجّلت أحاديث ودية بين ولي العهد السعودي وعدد من القادة، بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي قال إنه تبادل عبارات ودية مع الأمير محمد بن سلمان «لكننا لم نجر مناقشات».
كما شملت لقاءات ولي العهد الرئيس الكوري الجنوبي مون جي إن والرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي. كذلك التقى ولي العهد السعودي الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا ونائب الرئيس الإندونيسي يوسف كالا، بعدما كان قد التقى قبل افتتاح القمة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي.
وبعد تأخرها لأكثر من ساعتين عن البرنامج المحدد، التقطت الصورة التذكارية للقادة المشاركين في القمة ثم بدأت الاجتماعات التي غابت عنها في البداية المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بسبب تأخرها نتيجة عطل في طائرتها. وترأس الرئيس الأرجنتيني موريشيو ماكري جلسة افتتاح القمة، مؤكداً الحاجة إلى مناقشات صريحة، معرباً عن أمله في أن تتمكن الأطراف من التوصل إلى توافق في الآراء في مواجهة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية العالمية السريعة. وقال إن الحل يكمن في «الحوار.. الحوار..الحوار».
ولاحظت وكالة الصحافة الفرنسية أن الرئيس ماكرون وقف في الصورة التذكارية إلى جانب الرئيس ترمب، علما بأن العلاقة بينهما كانت قد توترت في الفترة الأخيرة بسبب تغريدات ساخرة للرئيس الأميركي عن نظيره الفرنسي. ولاحظت الوكالة أيضاً أنه خلال حفل افتتاح القمة بدا ترمب بعيداً عن جو الحماسة التي انتابته لدى إعلانه صباح الجمعة التوقيع على اتفاق جديد للتبادل الحر في شمال أميركا (الولايات المتحدة وكندا والمكسيك). أما الرئيس الصيني شي جينبينغ فبدت على أساريره الجدية، بانتظار العشاء المرتقب مساء السبت بينه وبين الرئيس الأميركي، على أمل أن يفتح هذا اللقاء الباب أمام إنهاء النزاع التجاري بين البلدين العملاقين.
ونقلت «رويترز» عن وزير الخارجية الأرجنتيني خورخي فاوري قوله إن تقدماً تحقق في قضية التجارة للبيان الختامي لاجتماع مجموعة العشرين. وأبلغ فاوري الصحافيين أن المندوبين ما زالوا يعملون على البند الخاص بتغير المناخ في بيان ختامي محتمل. ومن المتوقع أن تكون التجارة وتغير المناخ بين أكثر القضايا الخلافية في الاجتماع الذي يستمر يومين.
...المزيد


مقالات ذات صلة

السعودية تؤكد التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي

يوميات الشرق السعودية ثمّنت حرص البرازيل على دعم استمرارية المسار الثقافي بمجموعة العشرين (واس)

السعودية تؤكد التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي

أكدت السعودية التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي، وتطلّعها لتوطيد مكانة الثقافة بوصفها قوة دافعة للتنمية المستدامة، ومصدر إلهام لأجيال المستقبل لبناء عالم أفضل

«الشرق الأوسط» (سلفادور)
العالم تتولى البرازيل الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين (أ.ف.ب)

مجموعة العشرين تتعهد «التعاون» لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء

اتفقت دول مجموعة العشرين على العمل معاً لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء، لكن دون التوصل لاتفاق حول نظام ضريبي عالمي.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا ووزير المالية البرازيلي فرناندو حداد ورئيس البنك المركزي البرازيلي روبرتو كامبوس نيتو يحضرون اجتماع افتتاح الدورة المشتركة لمجموعة العشرين والمسارات المالية في قصر إيتاماراتي في برازيليا (رويترز)

دول مجموعة العشرين تتفق على تجنب القضايا الجيوسياسية في قمة ريو دي جانيرو

قال ممثل البرازيل في مجموعة العشرين أمس (الجمعة) إن دبلوماسيي المجموعة اتفقوا على تجنب القضايا الجيوسياسية الشائكة خلال قمة أكبر الاقتصادات في العالم.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
أوروبا عدد من زعماء العالم يجلسون للتحضير لجلسة عمل حول أفريقيا وتغير المناخ والتنمية في منتجع بورجو إجنازيا خلال قمة «مجموعة السبع» (أ.ف.ب)

«السبع» لدعم أوكرانيا بـ50 مليار دولار من الأصول الروسية

اتفق قادة «مجموعة السبع» خلال انطلاق قمتهم في جنوب إيطاليا، بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس (الخميس)، على دعم أوكرانيا بقرض قيمته 50 مليار دولار

شوقي الريّس (فازانو (إيطاليا)) «الشرق الأوسط» (بروكسل)
المشرق العربي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لدى نزوله من الطائرة على مدرج مطار خورخي نيوبيري في بوينس أيريس (أ.ب)

انتقادات متكررة لأميركا وسط مطالب الـ«20» بوقف النار فوراً في غزة

أدى بقاء السماعات مفتوحة خلال اجتماعات رفيعة مغلقة لمجموعة العشرين للدول الغنية في البرازيل إلى سماع انتقادات لواشنطن بسبت معارضتها وقف النار فوراً في غزة.

علي بردى (واشنطن)

بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
TT

بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)

تكشفت، أمس، بوادر أزمة دبلوماسية جديدة بين باريس وروما على خلفية قضية الهجرة. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلغاء زيارة كانت مقررة إلى باريس، بعدما وصف تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بأنها «غير مقبولة» لاعتباره أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها.
وقارن جيرالد دارمانان، في تصريحات لإذاعة «آر إم سي»، بين ميلوني وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن، قائلاً إن «ميلوني تشبه لوبن. يتمّ انتخابها على أساس قولها إنّها ستحقّق إنجازات، لكن ما نراه أنّ (الهجرة) لا تتوقف، بل تزداد».
من جانب آخر، حمّل دارمانان الطرف الإيطالي مسؤولية الصعوبات التي تواجهها بلاده التي تشهد ازدياد أعداد المهاجرين، ومنهم القاصرون الذين يجتازون الحدود، ويعبرون إلى جنوب فرنسا.
وكان رد فعل روما على تلك التصريحات سريعاً، مع إلغاء وزير الخارجية الإيطالي الاجتماع الذي كان مقرراً مساء أمس في باريس مع نظيرته كاترين كولونا. وكتب تاجاني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقرراً مع الوزيرة كولونا»، مشيراً إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإيطاليا غير مقبولة».
وفي محاولة لوقف التصعيد، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية توضيحاً قالت فيه إنها «تأمل» أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي.