«المركزي» المصري يتوقف عن ضمان توفير الدولار للمستثمرين الأجانب بالأوراق المالية

لدفعهم إلى التعامل مع البنوك مع تحسن أوضاع النقد الأجنبي

TT

«المركزي» المصري يتوقف عن ضمان توفير الدولار للمستثمرين الأجانب بالأوراق المالية

أعلن البنك المركزي المصري إنهاء العمل بآلية تضمن للمستثمرين الأجانب الراغبين في بيع ما بحوزتهم من أوراق مالية مصرية سحب أموالهم بالدولار، اعتبارا من نهاية يوم عمل 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وقال البنك في بيان إنه بعد التاريخ المشار إليه سيتعين على الاستثمارات الجديدة «التعامل دخولا وخروجا من خلال سوق الصرف بين البنوك (الإنتربنك)».
كانت مصر وضعت تلك الآلية في مارس (آذار) 2013 لضمان حصول المستثمرين الأجانب على النقد الأجنبي عندما تكون لديهم الرغبة في التخارج من أوراق مالية محلية.
ومع تحسن الثقة في وضع النقد الأجنبي في مصر، راجع المركزي خطة تسعير هذه الآلية من خلال فرض رسوم 1 في المائة على الاستثمارات الجديدة التي تدخل إليها وذلك في ديسمبر (كانون الأول) 2017. مستهدفا التشجيع على مرور مزيد من تدفقات المستثمرين في أذون الخزانة إلى النظام المصرفي.
وأسهم التعويم القوي للعملة المحلية في مصر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 في استقرارها أمام الدولار، وقال المركزي في بيانه إنه «في بداية تطبيق عملية التحرير المذكورة، شهدت آلية تحويل أموال المستثمرين الأجانب استخداما كثيفا من جانب المستثمرين الأجانب... إلا أنه مع ظهور النتائج الإيجابية التي حققها برنامج الإصلاح الاقتصادي، والتي تجلت بشكل واضح في تحسن القطاع الخارجي للاقتصاد المصري، وتحسن وضع المخاطر المتعلقة بمصر، أصبحت قوى العرض والطلب تضمن التوافر المستدام للعملات الأجنبية في السوق. ونتيجة لذلك، فقد تزايدت الثقة في سوق الصرف، والتي انعكست في تصاعد حجم سوق معاملات النقد الأجنبي بين البنوك».
وفي تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية في مصر، قال محافظ البنك المركزي المصري، طارق عامر، إن القرار الأخير سيسهم «في تدفق أموال صناديق الاستثمار إلى السوق المصرية مباشرة، وبالتالي يستفيد منها الاقتصاد بشكل أكبر وأسرع».
وقال بنك الاستثمار «بلتون» إن القرار يتسق مع توقعاته بأن «يشجع البنك المركزي تدريجيا تدفقات العملة الأجنبية عبر سوق الإنتربنك، خاصة مع غياب المخاوف بشأن تحويل أموال المستثمرين مع استقرار احتياطيات النقد الأجنبي في مستويات مرتفعة، على الرغم من نمو الواردات».
وأضاف بلتون في تقرير «سيسمح هذا الإجراء بدخول تدفقات جديدة مباشرة إلى القطاع المصرفي، ويأتي في وقت مهم للقطاع المصرفي الذي يشهد استمرارا في تراجع صافي الأصول الأجنبية لديه، والتي سجلت عجزاً بنحو 3.95 مليار دولار في سبتمبر (أيلول)، مقارنة بعجز 2.3 مليار دولار في أغسطس (آب)».
واعتبر بلتون أن القرار الأخير يدعم التوقعات باستقرار العملة المحلية مع أقل نسبة تذبذب دون سعر صرف 18 جنيها مقابل الدولار خلال عام 2019.
وأسهم استقرار أوضاع النقد الأجنبي بعد التعويم مع اتجاه المركزي لرفع أسعار الفائدة تدريجيا في جذب استثمارات أجنبية ضخمة للديون المصرية، لكن الفترة الأخيرة شهدت اتجاها لتخارج الأجانب من السوق المصرية، بما يتسق مع تحركاتهم في الأسواق الناشئة كرد فعل على زيادة الفائدة في الولايات المتحدة.
وتراجعت حصة المستثمرين الأجانب من أذون الخزانة الحكومية خلال سبتمبر، وأصبحت تمثل 18 في المائة، بعد أن كانت 32 في المائة في فبراير (شباط) 2018.
وقال بلتون إنه «على الرغم من موجة خروج الأجانب (بنحو 9.8 مليار دولار) من استثمارات أدوات الدخل الثابت، ما زلنا نرى أن مصر توفر فرصة جاذبة للاستثمار في أدوات الدخل الثابت، مع توقعاتنا باستقرار العائدات فوق مستوى 19 في المائة، خاصة مع المؤشرات القوية للاقتصاد الكلي وتوقعات النمو التي دعمت رفع التصنيف الائتماني للاقتصاد المصري من قبل وكالتي (ستاندرد آند بورز) و(موديز). هذا فضلاً عن استقرار الجنيه».
واقترحت وزارة المالية المصرية مؤخرا فصل إيرادات عوائد أذون وسندات الخزانة العامة في وعاء مستقل عن باقي الإيرادات، وهو الإجراء الذي سيتسبب في زيادة العبء الضريبي على القطاع المصرفي.
وقال بنك الاستثمار «أرقام» في تقرير أمس إن هذا الإجراء قد يسهم في زيادة فائدة أذون الخزانة مع سعي البنوك للبحث عن تحقيق عائدات أعلى قبل فرض الضرائب، وهو ما قد يبطئ من مبيعات الأجانب أو يعكسها، وهو ما سيتوقف على الرؤية الخاصة بمستقبل سعر صرف الجنيه.


مقالات ذات صلة

مصر: نظام ضريبي جديد للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لجذب ممولين جدد

الاقتصاد وزير المالية خلال لقائه مع رئيس وأعضاء الاتحاد المصري لجمعيات ومؤسسات المستثمرين (وزارة المالية المصرية)

مصر: نظام ضريبي جديد للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لجذب ممولين جدد

أكد وزير المالية المصري، أحمد كجوك، أن أولويات بلاده المالية والضريبية تُشكِّل إطاراً محفّزاً للاستثمار، ونمو القطاع الخاص في الاقتصاد المصري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أعلام الدول الأعضاء المؤسسين لمنظمة «بريكس»: البرازيل وروسيا والصين وجنوب أفريقيا والهند (رويترز)

نيجيريا تنضم إلى مجموعة «بريكس» بوصفها دولة شريكة

أعلنت البرازيل، الرئيس الحالي لمجموعة «بريكس» للاقتصادات النامية، انضمام نيجيريا إلى المجموعة بوصفها «دولة شريكة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أعمال حفر البئر الاستكشافية «نفرتاري - 1» بمنطقة امتياز شمال مراقيا بالبحر المتوسط (وزارة البترول المصرية)

«إكسون موبيل» تعلن اكتشاف مكامن للغاز الطبيعي قبالة سواحل مصر

أعلنت شركة «إكسون موبيل»، الأربعاء، أنها اكتشفت مكامن غاز طبيعي قبالة سواحل مصر، بعد نجاحها في حفر بئر استكشافية في البحر الأبيض المتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وزير البترول المصري كريم بدوي خلال لقائه مهندسين وفنيين في حقل ريفين البحري (وزارة البترول المصرية)

مصر: «بي بي» تنتهي من حفر بئرين لإنتاج الغاز بحقل «ريفين» البحري

أعلنت وزارة البترول المصرية، الأحد، انتهاء شركة «بي بي» البريطانية، بنجاح، من أعمال الحفر واستكمال الآبار، للبئرين الإضافيتين بحقل غاز «ريفين» بالبحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مبانٍ تحت الإنشاء بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

انكماش القطاع الخاص في مصر خلال ديسمبر بسبب ضعف الجنيه

واصل القطاع الخاص غير النفطي بمصر انكماشه خلال ديسمبر في الوقت الذي تدهورت فيه ظروف التشغيل مع انخفاض الإنتاج والطلبيات الجديدة بأسرع معدل بثمانية أشهر

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

بعد ساعات من إطلاقها... عملة ترمب الرقمية ترتفع بمليارات الدولارات

ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)
ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)
TT

بعد ساعات من إطلاقها... عملة ترمب الرقمية ترتفع بمليارات الدولارات

ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)
ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، ليل الجمعة - السبت، إطلاق عملته المشفرة التي تحمل اسمه، ما أثار موجة شراء زادت قيمتها الإجمالية إلى عدة مليارات من الدولارات في غضون ساعات.

وقدّم ترمب، في رسالة نُشرت على شبكته الاجتماعية «تروث سوشيال» وعلى منصة «إكس»، هذه العملة الرقمية الجديدة بوصفها «عملة ميم»، وهي عملة مشفرة ترتكز على الحماس الشعبي حول شخصية، أو على حركة أو ظاهرة تلقى رواجاً على الإنترنت.

وليس لـ«عملة ميم» فائدة اقتصادية أو معاملاتية، وغالباً ما يتم تحديدها على أنها أصل مضاربي بحت، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأوضح الموقع الرسمي للمشروع أن هذه العملة «تحتفي بزعيم لا يتراجع أبداً، مهما كانت الظروف، في إشارة إلى محاولة اغتيال ترمب خلال حملة الانتخابات الأميركية في يوليو (تموز) التي أفضت إلى انتخابه رئيساً».

وسرعان ما ارتفعت قيمة هذه العملة الرقمية، ليبلغ إجمالي القيمة الرأسمالية للوحدات المتداولة نحو 6 مليارات دولار.

ويشير الموقع الرسمي للمشروع إلى أنه تم طرح 200 مليون رمز (وحدة) من هذه العملة في السوق، في حين تخطط شركة «فايت فايت فايت» لإضافة 800 مليون غيرها في غضون 3 سنوات.

ويسيطر منشئو هذا الأصل الرقمي الجديد، وبينهم دونالد ترمب، على كل الوحدات التي لم يتم تسويقها بعد، وتبلغ قيمتها نظرياً نحو 24 مليار دولار، بحسب السعر الحالي.