لبنان يندرج على القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة

يدخلها من خلال «محمية أرز الشوف» مع 15 موقعاً دولياً

يُزرع نحو 50 هكتاراً سنوياً من شجر الأرز في محمية «أرز الشوف» لتكبير مساحتها وتقويتها
يُزرع نحو 50 هكتاراً سنوياً من شجر الأرز في محمية «أرز الشوف» لتكبير مساحتها وتقويتها
TT

لبنان يندرج على القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة

يُزرع نحو 50 هكتاراً سنوياً من شجر الأرز في محمية «أرز الشوف» لتكبير مساحتها وتقويتها
يُزرع نحو 50 هكتاراً سنوياً من شجر الأرز في محمية «أرز الشوف» لتكبير مساحتها وتقويتها

مرة جديدة يثبت لبنان موقعه على الخريطة العالمية، وهذه المرة من خلال إدراجه على اللائحة الخضراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة. فلقد سبق وترك أثره عليها في موضوعات مختلفة، بينها جودة مطاعمه ومبانيه الأثرية ومواقعه السياحية، وغيرها. فخلال انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي في مصر، أعلن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة انضمام «محمية أرز الشوف» اللبنانية إلى اللائحة الخضراء للمحميات، الذي يعد أول معيار عالمي يعترف بأفضل الممارسات في المناطق المحمية. فهذا الموقع الطبيعي الذي يقع في قلب الشوف على مساحة 600 هكتار مكللاً بشجر الأرز، استطاع إلى جانب دول كبرى كالمكسيك والبيرو وفرنسا وكينيا و11 غيرها أن يحصل على هذه الميزة، بعد خضوعه لتقويم دقيق، يتضمن 17 معياراً للنجاح، تدور حول الحوكمة والإدارة والتصميم والتخطيط.
«لقد زارنا خبراء دوليون للبحث في هذه المعايير ومدى تطبيقها على أرض الواقع، بعد أن التقوا بنحو 78 شخصاً من البلدة، إضافة إلى مسؤولين في البلديات وفعاليات أخرى للتأكد من هذا الأمر». يوضح نزار هاني، مدير محمية أرز الشوف في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط». ويضيف: «كما وثّقوا هذه المقابلات بالصور وشرائط الفيديو وكتابات لتقديمها إلى الاتحاد. وفي ظل ذلك استطعنا الانضمام إلى هذه اللائحة التي من شأنها أن تساهم في تسليط الضوء على لبنان كنموذج يحتذى به في هذا المجال، الذي يستقبل منذ فترة مسؤولين من محميات عالمية لتقف على كيفية إدارتنا للمحمية».
وفي هذا السياق، يذكر رمزي بأنّه استقبل منذ فترة قصيرة أحد الشباب التونسيين الذي صوّر فيلماً قصيراً عن أرز الشوف ليعرضه في بلده، للمقارنة بين المحمية اللبنانية ومحميات شمال تونس وحثّ هذه الأخيرة على أن تحذو حذوها.
وتحتل محمية أرز الشوف نحو 80 في المائة من مجمل مساحة غابات الأرز في لبنان، ومساحتها 2000 هكتار. وهي تتكون من 3 غابات من الأرز؛ «معاصر الشوف، والباروك، وعين زحلتا بمهرين»، وتم زراعة جزء منها في الستينات في محاولة مكثفة لإعادة تشجيرها. وتعتبر هذه المحمية الطبيعية الواقعة على طريق هجرة الطيور العابرة للقارات موقعاً ملائماً لحماية الثدييات الكبيرة مثل الذئب والوشق. كما تحتوي على أنواع طيور ونباتات نادرة وأخرى معروفة ساهمت في تثبيت العمليات العلمية التي أخذ على خلفيتها هذا القرار.
والمعروف أنّ سبب إنشاء المحميات يعود إلى قرار دولي اتخذ في قمة الأرض التي انعقدت في عام 1992 واتخذ على أثرها قرار زيادة هذا النوع من المساحات الخضراء؛ لأنّها تحافظ على عينات من الأنظمة الصديقة للبيئة (آيكولوجيا)، وبالتالي فهي تساهم في الحفاظ على الكائنات المفيدة للحياة كإرث طبيعي نتعرف إليه من خلالها. وتملك شجرة الأرز المعمرة رمزية رسمية للجمهورية اللبنانية، وهي شعار لعلمها الوطني أيضاً.
وتنتظر دول كبرى أخرى الانضمام إلى هذه اللائحة كإيطاليا وبلجيكا، بعد أن طبقت أصول الترشح إليها بمراحله الأولية «التطبيق والترشح»؛ للوصول إلى مرحلته الثالثة والأساسية، وهي الحصول على هذه الجائزة.
وكانت محمية أرز الشّوف قد نجحت في التكيف، مع تدفق اللاجئين من سوريا إلى لبنان من خلال فتح مجال مشاركتهم في القيام بأعمال الحماية البيئية الخاصة بها.
«لقد كان لديهم دور إيجابي في هذا الصدد، إذ كنّا نحتاج إلى اليد العاملة للقيام بمهمات مختلفة كالتحريج وصيانة الغابات والدروب، وطبعاً بالتعاون مع عمال لبنانيين، وذلك ضمن برنامج الغذاء العالمي الذي دمج بين الاثنين. وبذلك صاروا يعملون 9 أيام في الشهر مقابل بدل مادي يساهم في تسديد مصاريفهم الحياتية». يؤكد نزار هاني في حديثه.
وحالياً يجري زيادة مساحة هذه المحمية من خلال غرس أشجار أرز جديدة بنسبة 50 هكتار كل سنة لتوسيع انتشارها على ارتفاع أعلى يساهم في المحافظة عليها في ظل التغييرات المناخية التي تطرأ على الكرة الأرضية بمجملها. «بذلك نكون نؤسس لمساحة أكبر تزيد من حجم المحمية من ناحية وتقوي بنيتها من ناحية ثانية». يوضح نزار هاني الذي يؤكد بأنّ مجهوداً حثيثاً قامت به المحمية، بالتعاون مع وزارة البيئة ولجان علمية لإدارتها والحفاظ عليها، وفق المستوى المطلوب.


مقالات ذات صلة

ما سرّ عيش أقدم شجرة صنوبر في العالم لـ4800 سنة؟

يوميات الشرق العمر الطويل خلفه حكاية (غيتي)

ما سرّ عيش أقدم شجرة صنوبر في العالم لـ4800 سنة؟

تحتضن ولاية كاليفورنيا الأميركية أقدم شجرة صنوبر مخروطية، يبلغ عمرها أكثر من 4800 عام، وتُعرَف باسم «ميثوسيلا».

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
يوميات الشرق السعودية تواصل جهودها المكثّفة للحفاظ على الفهد الصياد من خلال توظيف البحث العلمي (الشرق الأوسط)

«الحياة الفطرية السعودية» تعلن ولادة 4 أشبال للفهد الصياد

أعلنت السعودية إحراز تقدم في برنامج إعادة توطين الفهد، بولادة أربعة أشبال من الفهد الصياد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق مصيدة جمع الحشرات (جامعة إكستر)

17 مليون حشرة تطير سنوياً عبر ممر ضيّق بين فرنسا وإسبانيا

أكثر من 17 مليون حشرة تطير سنوياً عبر منطقة بويرتو دي بوجارويلو، البالغ عرضها 30 متراً على الحدود بين فرنسا وإسبانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة لافتة تشير إلى الحذر من درجات الحرارة القياسية في «وادي الموت» (أرشيفية- رويترز)

ماذا تعرف عن «وادي الموت» المكان الأكثر سخونة على كوكب الأرض؟

تنتشر الشقوق وتقترب الحياة من حافة الخطر... ماذا تعرف عن «وادي الموت»؟

يسرا سلامة (القاهرة)
يوميات الشرق المرجان الأحمر في مضيق ماجلان (أ.ف.ب)

اكتشاف نوع من المرجان الأحمر في المياه القليلة العمق لمضيق ماجلان

اكتُشِف نوع من المرجان الأحمر في أقصى جنوب باتاغونيا التشيلية، في منطقة مضيق ماجلان.

«الشرق الأوسط» (سانتياغو)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».