دراسة أميركية: واشنطن فشلت في مكافحة الإرهاب... وفاقمت انتشار آيديولوجيا التطرف

زيادة عدد المتشددين أربع مرات عما كان عليه عندما وقعت هجمات سبتمبر

هجوم عناصر «القاعدة» على صحيفة «شارلي إبدو» في باريس في 7 يناير2015 («الشرق الأوسط»)
هجوم عناصر «القاعدة» على صحيفة «شارلي إبدو» في باريس في 7 يناير2015 («الشرق الأوسط»)
TT

دراسة أميركية: واشنطن فشلت في مكافحة الإرهاب... وفاقمت انتشار آيديولوجيا التطرف

هجوم عناصر «القاعدة» على صحيفة «شارلي إبدو» في باريس في 7 يناير2015 («الشرق الأوسط»)
هجوم عناصر «القاعدة» على صحيفة «شارلي إبدو» في باريس في 7 يناير2015 («الشرق الأوسط»)

كشفت دراسة صادرة عن معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، أول من أمس، عن أن عدد المقاتلين المتطرفين الذين ينتشرون في جميع أنحاء العالم تضاعف أربع مرات عما كان عليه عندما وقعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) الإرهابية عام 2011، مشيرة إلى أن نحو 230 ألف مقاتل ينتشرون اليوم بين 70 دولة حول العالم، وتتركز أكبر تجمعاتهم في سوريا، وأفغانستان، وباكستان، والعراق، مقارنة بنحو 80 ألف مقاتل فقط عندما شنت الولايات المتحدة حرباً عالمية على الإرهاب في أعقاب أحداث 11 سبتمبر.
وقالت الدراسة، إنه في حين تختلف الأرقام الحقيقية للمقاتلين الأجانب في صفوف التنظيمات الإرهابية حسب المؤسسات الإحصائية المختلفة، إلا أن جميعها يؤكد أن سياسة الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب فشلت في احتواء انتشار الآيديولوجية المتطرفة في جميع أنحاء العالم، بل إنها فاقمتها، في بعض الحالات. وركز المعهد في تحليله على المقاتلين المتشددين، الذين يتبعون ما يعتبرونه المنهج «النقي» من الإسلام.
وقالت الدراسة: إن الجماعات المتطرفة خطرة بشكل خاص؛ لأنها تعتبر أميركا ومعظم حلفائها الغربيين أعداء، وعادة تكون هذه الجماعات أكثر استعداداً من الجماعات المتشددة الأخرى لقتل المدنيين.
وذكرت، أن المتطرفين يتمركزون بشكل كبير في الدول التي يوجد فيها وجود عسكري كبير للولايات المتحدة مرتبط بالحرب على الإرهاب، مشيرة إلى أن سوريا هي الدولة التي تضم أكثر المسلحين المتطرفين، حيث يتراوح عدد المقاتلين فيها بين (43650 و 70.550)، تليها أفغانستان (27.000 إلى 64.060)، وباكستان (17.900 إلى 39.540)، العراق (10.000 إلى 15.000)، نيجيريا (3.450 إلى 6.900)، والصومال (3.095 إلى 7240).
وأضافت: إن معظم هؤلاء المقاتلين يقع إما تحت مظلة تنظيم القاعدة، الذي نفذ هجمات 11 سبتمبر، أو تحت قيادة تنظيم داعش، الذي خرج من فوضى حرب العراق، وأصبح أكثر الجماعات الإرهابية فتكاً في العالم. وقالت: إنه رغم الخسائر الإقليمية الكبيرة التي شهدها تنظيم داعش، خلال الفترة الماضية، فإن صفوفه امتلأت مرة أخرى من المنتسبين إليه من جميع أنحاء أفريقيا، والشرق الأوسط، وجنوب آسيا. وذكرت الأمم المتحدة، أنه لا يزال هناك نحو 30 ألف من مقاتلي «داعش» منتشرين في جميع أنحاء العراق وسوريا.
وقالت الدراسة: «هذه البيانات تشير إلى أنه لا يزال هناك مجموعة غير مسبوقة من المقاتلين المتشددين المتحالفين، حتى مع تراجع تنظيم داعش في السيطرة على الأقاليم». وتشير إلى أن الجماعات المتطرفة ازدهرت في البلدان التي تعاني من أنظمة حكم ضعيفة وانقسامات طائفية، وهي مشكلات لا يستطيع الخيار العسكري حلها.
وأضافت: إن أحد العناصر المهمة، وربما الأكثر أهمية، التي يجب أن تتضمنها السياسة الغربية هو مساعدة الأنظمة التي تواجه الإرهاب. وخلصت إلى أن «تحسين الحوكمة والتعامل بشكل أكثر فاعلية مع المشكلات الاقتصادية والطائفية، وغيرها من المشكلات التي يتم استغلالها من قبل الجماعات السلفية الجهادية، يمثل أهم الركائز التي يجب اتباعها في التعامل مع آيديولوجيا الجهاد».
وتمثل هذه الدراسة جزءاً من مجموعة متنامية من الأدلة على أن استجابة واشنطن العسكرية الموجهة للجماعات المتطرفة، لا تعالج السبب الحقيقي للأصولية، لكنها لا تركز فقط سوى على الأعراض. ودعا معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى تركيز الجهود الدبلوماسية والإنمائية الأميركية على معالجة هذه القضايا بشكل أفضل، كما طالب صانعي السياسات في العالم إلى فهم أفضل للعوامل السياسية وغيرها من العوامل التي سمحت لجماعات مثل تنظيمَي داعش والقاعدة بتأسيس موطئ قدم لهما في الكثير من البلدان.
وأوضح المعهد، أنه حصل على الأرقام الواردة في هذه الدراسة من قواعد بيانات حكومية وغير حكومية عدة، بما في ذلك قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية لوزارة الخارجية والاتحاد الوطني لدراسة الإرهاب والاستجابات للإرهاب.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.