الاحتفال بالمولد النبوي في ليبيا... مساحة فرح نادرة

الأطفال يحملون القناديل والكبار ينشدون «نهج البردة» ويأكلون العصيدة

أطفال يحتفلون بذكرى المولد النبوي في بنغازي (تصوير: محمد بادي)
أطفال يحتفلون بذكرى المولد النبوي في بنغازي (تصوير: محمد بادي)
TT

الاحتفال بالمولد النبوي في ليبيا... مساحة فرح نادرة

أطفال يحتفلون بذكرى المولد النبوي في بنغازي (تصوير: محمد بادي)
أطفال يحتفلون بذكرى المولد النبوي في بنغازي (تصوير: محمد بادي)

أمضت غالبية مدن ليبيا يومها أمس في الاحتفال بالمولد النبوي، وسط أجواء شديدة الخصوصية، تتجاوز المناسبات العادية إلى ممارسة تقاليد متوارثة بارتداء الملابس الجديدة، ووضع الكحل للفتيات، وتناول طبق «العصيدة» قبل انطلاق الكبار والصغار إلى الشوارع والساحات العامة في بهجة وسعادة غامرتين.
ومن دون اتفاق، أعلن المجلس الرئاسي لحكومة (الوفاق الوطني) في طرابلس والحكومة المؤقتة في شرق البلاد، أمس، عطلة رسمية، احتفالاً بالمولد الشريف، الذي يحييه المسلمون السنة في 12 ربيع الأول بحسب التقويم الهجري، بعد ما يقارب 1450 عاماً بعد ولادته.
وشددت «المؤقتة» على جميع الأجهزة ومؤسسات الدولة باتخاذ الإجراءات الاحترازية لحماية المواطنين خلال الاحتفال «من أي مضايقات قد تشكل خطورة على الأمن العام».
ويتشابه إحياء المولد النبوي في ليبيا كثيراً مع الاحتفال بعيدي الفطر والأضحى في الاهتمام بقص الشعر، وارتداء أزياء جديدة تعكس ثقافة البلاد، وانتشار الفرح والسعادة بين عموم المواطنين، بالإضافة إلى شراء الألعاب والهدايا للأطفال، ومنها «الخميسة» وهي عبارة «شجرة ميلاد» تصنع يدوياً من هيكل خشبي على هيئة شجرة تزين بالورود البيضاء والحمراء والوردية وفي قمتها توضع «الخميسة»، وهي شمعدان على هيئة يد مفتوحة توضع فيها الشموع.
وفي جو من المرح، تنطلق الفتيات المكتحلات يحملن الشمعدانات والفوانيس المضاءة، بجانب الفتيان الذين يشترون القناديل، إلى الشوارع والميادين العامة.
ويسبق الاحتفال بالمولد في ليبيا «ليلة الموسم» وتبدأ عقب صلاة المغرب، وتُشعل فيها الأُسر الشموع والقناديل في أرجاء البيت.
وكما يحرص الليبيون في هذه المناسبة على طهي العصيدة المصنوعة من الدقيق والعسل الزبد بالإضافة إلى الملح والماء وتناولها، على الرغم من رفض بعض المتشددين ديناً، فإنهم يحرصون في المقابل أيضاً على طهي الطعام الدسم ووضعه على الأرصفة كي يتناوله المارة، حباً وتقرّباً من النبي صلى الله عليه وسلم.
وتقول أم فرح، وهي مواطنة ليبية، تنتمي إلى مدينة طرابلس، لـ«الشرق الأوسط»: «نستعد مبكراً لهذه المناسبة بالملابس الجديدة لجميع أفراد الأسرة، ونحضر العصيدة»، مشيرة إلى أن ما يميز هذا اليوم هي «الأجواء الروحانية التي نحياها، من صلاة على النبي وذكر وتسبيح، بالإضافة إلى الاحتفال بما يتماشى مع المناسبة الجليلة».
ومن ميدان الشهداء في العاصمة طرابلس، إلى حي السلماني في بنغازي، علت ضحكات الأطفال في الشوارع، وبدت فرحتهم بالألعاب المضاءة والثياب الجديدة، في وقت كان الرجال ينطلقون بمسيرات حاشدة، يهتفون بأبيات من قصيدة نهج البردة، أو يجلسون في المساجد يتلون ما تيسر من القرآن الكريم، ويتدارسون كتب السنة النبوية، كما في مدينة غات (جنوب البلاد).
ومن المدينة القديمة في طرابلس العاصمة، انطلقت أمس، مسيرة حاشدة لشباب وشيوخ تتقدمهم فرقة للإنشاد والموشحات الدينية.
ووجه السراج رسالة لوزير داخليته فتحي باشاغا ولهيئة الأوقاف التابعة له، بالتنسيق فيما بينهما، لتأمين الاحتفالات سواء في المساجد أو الزوايا أو الساحات العامة والميادين. وقال إن «إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف مناسبة لإظهار قيم الإسلام السمحة، ووسطية ديننا الحنيف، ونبذ العنف والتطرف».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.