ماي تلتقي يونكر غداً في بروكسل لمناقشة ما بعد «بريكست»

مستقبل جبل طارق قد يدفع مدريد إلى التصويت ضدّ الاتفاق

عمّال يعبرون الحدود بين اسبانيا وجبل طارق (إ. ب. أ)
عمّال يعبرون الحدود بين اسبانيا وجبل طارق (إ. ب. أ)
TT

ماي تلتقي يونكر غداً في بروكسل لمناقشة ما بعد «بريكست»

عمّال يعبرون الحدود بين اسبانيا وجبل طارق (إ. ب. أ)
عمّال يعبرون الحدود بين اسبانيا وجبل طارق (إ. ب. أ)

أعلن مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم (الثلاثاء) أنها ستسافر إلى بروكسل مساء غد (الأربعاء) للقاء رئيس المفوضية
الأوروبية جان كلود يونكر لإجراء محادثات بشأن مستقبل العلاقات بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست".
وستستكمل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عملها على صَوغ الإعلان السياسي بشأن علاقات التكتّل مع بريطانيا بعد الخروج. ومن المقرر ان يجتمع مبعوثون من هذه الدول مع مندوبين من المفوضية الأوروبية مساء اليوم لمناقشة النص قبل إقراره في قمة الأحد المقبل التي ستحضرها ماي.
من جهة أخرى، وصفت الأخيرة اتفاق "بركست" بأنه "رائع" بالنسبة إلى آيرلندا الشمالية، على الرغم من معارضة حليفها الحزب الديمقراطي الوحدوي للاتفاق. وكتبت في صحيفة "بلفاست تلغراف" أن مشروع الاتفاق الذي نُشر الأسبوع الماضي "يحمي الوظائف والكيانات الاقتصادية ويبقينا في أمان، ويحمي اتحادنا مع احترام نتائج الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي أجري في 2016". وأضافت أن اتفاق الخروج يضع "آيرلندا الشمالية في موقف رائع في المستقبل".
وتأتي مقالة ماي عقب رفض نواب الحزب الديمقراطي الوحدوي العشرة دعم الاتفاق. ويتهم الحزب ماي بانتهاك "أحد الاتفاقات الأساسية" بين الحزبين قبل الانتخابات الماضية.
وصرّح المتحدث باسم الحزب سامي ويلسون أن ماي خلفت بوعدها بشأن التفاوض على اتفاق يخص المملكة المتحدة بأكملها، وتجنُّب أي معاملة مختلفة لآيرلندا الشمالية.

*تحذير ألماني
في غضون ذلك، حذّر وزير المالية الألماني أولاف شولتس من أخطار واضحة ستواجه استمرار النمو الاقتصادي في أوروبا نتيجة "بريكست". وقال أمام البرلمان في برلين خلال المشاورات الختامية للميزانية الاتحادية للعام 2019، إن دول منطقة اليورو سوف تدفع أكثر من 85 في المائة من الناتج المحلي لصالح الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا.
وأوضح شولتس أن ذلك يزيد متطلبات الالتزام بالموازنة بالنسبة إلى كل الدول الأعضاء المتبقية في الاتحاد والبالغ عددها 27 دولة. وأضاف أنه لهذا السبب عمل مع نظيره الفرنسي برونو لو مير على مشروع لمواصلة تطوير آلية أوروبية وتحويلها إلى صندوق نقدي أوروبي قوي، لافتا إلى أن ذلك سيفضي إلى مزيد من الاختصاصات والإمكانات في برامج المساعدة لدول منطقة اليورو التي تواجه صعوبات.

*جبل طارق

في سياق متّصل، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز اليوم أنه سوف يصوّت ضد مشروع اتفاق "بريكست" إذا لم تقَرّ تغييرات تتصل بالمفاوضات حول جبل طارق. وقال إنه إذا لم تُجرَ مراجعة للمادة الرقم 184 من الاتفاق خلال قمة الاتحاد الأوروبي فإنه سوف يصوّت بـ "لا" على مشروع الاتفاق.
وأدلى وزير الخارجية الإسباني جوزيب بوريل بتعليقات مماثلة أمس (الاثنين) قائلا إن مشروع الاتفاق في حاجة إلى مزيد من "الوضوح القانوني".
ويشار إلى أن منطقة جبل طارق تقع على الساحل الجنوبي لإسبانيا، وكانت تعد منطقة بريطانية خارجية منذ عام 1713 وزعمت إسبانيا أكثر من مرة أحقيتها فيها. وقال سانشيز في هذا الشأن إن "منطقة جبل طارق لا تخص المملكة المتحدة، هي تمثلها ولكن المنطقة لا تنتمي إليها".
وترى حكومته أن مشروع الاتفاق الحالي لا يوضح ما إذا كانت المفاوضات المستقبلية بشأن العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي سوف تُجرى بصورة منفصلة عن المفاوضات حول وضع جبل طارق. وتريد أن يتضمن اتفاق "بريكست" بوضوح أن مفاوضات مباشرة ستُجرى بين إسبانيا وبريطانيا.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.