«الحركة الشعبية ـ شمال» تؤكد للوساطة الأفريقية ضرورة تحقيق السلام في أنحاء السودان

الحكومة السودانية تجدد ثقتها بمبادرة رئيس جنوب السودان مع الحركات المتمردة باعتبارها تعطي دفعة لاستئناف محادثات السلام

TT

«الحركة الشعبية ـ شمال» تؤكد للوساطة الأفريقية ضرورة تحقيق السلام في أنحاء السودان

جدَّدَت الحكومة السودانية ثقتها في المبادرة التي يقوم بها رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، وتواصله مع قادة الحركات المتمردة، واعتبرت أن الخطوة ستعطي دفعة لاستئناف محادثات السلام، في وقت أجرى فيه وفد من «الحركة الشعبية - شمال» بقيادة مالك عقار، مباحثات مع وسطاء الآلية الأفريقية حول تحقيق السلام الشامل في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، كما قدم مطالعة لنتائج زيارته لجوبا ومبادرة الرئيس سلفا كير لدعم مجهودات الآلية الأفريقية.
ونقل «المركز السوداني للخدمات الصحافية» المقرب من الحكومة، عن وزير الدولة للإعلام مأمون حسن إبراهيم، قوله إن نتائج اجتماعات رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت مع قادة الحركات المسلحة المتمردة، تعطي دفعة لمفاوضات السلام، مشيراً إلى قبول حكومته المقترح الخاص بالمساعدات الإنسانية للأمم المتحدة في المنطقتين، باعتبار أن من شأنه أن يعزز من فرص تحقيق السلام، داعياً فصيل الحركة الشعبية إلى قبول المقترح.
وكانت حكومة جنوب السودان قد تقدمت بمبادرة لاستضافة محادثات سلام بين الحكومة السودانية وفصائل المعارضة المسلحة التي تخوض حرباً ضد حكومة الرئيس عمر البشير في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور، كما أعلنت جوبا عن وساطة ستقوم بها لإعادة توحيد فصيلي «الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال» وتضييق الفجوة بينها وبين الخرطوم في محاولة تجسير الهوة بين الطرفين والتوصل إلى تسوية سلمية للصراع في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. ويقاتل الجيش السوداني متمردي «الحركة الشعبية - شمال» في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان منذ عام 2011، كما تقاتل القوات الحكومية المتمردين في إقليم دارفور منذ عام 2003.
إلى ذلك أكدت «الحركة» أنها ناقشت مع الآلية الأفريقية قبل يومين في أديس أبابا سبل تحقيق السلام العادل والشامل في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان والسودان بشكل عام، وقالت إن وفدها برئاسة قائدها مالك عقار، ونائبه ياسر عرمان، قدم مطالعة لنتائج زيارة الوفد لجوبا ومبادرة رئيس جنوب السودان لدعم مجهودات الآلية الأفريقية.
وشددت الحركة على ضرورة تحقيق السلام في المنطقتين ودارفور، وعملية سياسية متكاملة تضم كل القوى السياسية، وعلى رأسها «تحالف قوى نداء السودان»، الذي يضم إلى جانبها والحركات المسلحة التي تحارب في دارفور، أحزاب «الأمة القومي» بزعامة الصادق المهدي، و«المؤتمر» السوداني، و«البعث» السوداني.
وأوضحت الحركة أنها أبلغت رئيس الآلية الأفريقية رئيس جنوب أفريقيا الأسبق ثابو مبيكي بالإجراءات التي أعلنت عنها الخرطوم؛ بتدوين بلاغات من قبل نيابة أمن الدولة بتوقيف رئيس «نداء السودان» الصادق المهدي وآخرين تحت مواد من القانون الجنائي تصل أحكامها في حالة الإدانة إلى الإعدام، وحذرت من أثرها السلبي على مساعي السلام، وقالت إن هذه الإجراءات ستلحق الضرر بالعملية السلمية، ونوهت بفشل الحلول الجزئية، وأضافت أن «الحل السياسي الشامل يظل أفضل الخيارات السياسية المطروحة أمام السودانيين للخروج من الأزمة السياسية الشاملة والمعقدة».
وأدان نائب رئيس «الحركة» مسؤول العلاقات الخارجية في تحالف «نداء السودان» ياسر عرمان تحريك الإجراءات ضد المهدي، ووصفها بـ«ابتزاز لن يحقق أغراضه»، داعياً كل القوى السياسية لمواجهة الخطوات التي اتخذتها الحكومة، وتشكيل لجنة قانونية وطنية وسياسية تضم كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني لمواجهة هذه الإجراءات، وقال إن اللجنة المقترحة يمكن أن تكون واحدة من آليات مواجهة قضايا القمع ومن المعارك التي يمكن التنسيق فيها بين أطراف المعارضة بغض النظر عن المنابر التي تنتمي إليها.
وأوضح عرمان أن هذا التضامن يجب ألا يقتصر على هذه القضية وحدها، بل يمتد إلى كل القضايا ذات الصلة بالاعتقالات وسط الطلاب، والتضييق المستمر في مواجهة الناشطات والمعتقلين، وقال: «علينا التوجه نحو بناء مركز مقاوم يضم جميع قوى المعارضة في قضايا الحريات والحقوق الدستورية التي تواجه الشعب السوداني والمعارضين للحكومة»، داعياً إلى الاهتمام بقضية فتح مكتب المندوب السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الخرطوم لرصد الانتهاكات.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.