أصبح الآن في مقدور المصريين تدريب كلابهم في المنازل على الطّاعة والحراسة وتهذيب سلوكياتهم الخاطئة، من خلال «أكاديميات تدريب الكلاب» التي انتشرت مؤخراً، وتتضمّن دورات تنفيذ الأوامر، تدريبات للكلب وصاحبه، ويمكن للأسرة اختيار شخص أو أكثر من بينها ليتحكّم في إصدار الأوامر، غير أنّ كثيراً من الزّوجات يرفضن ضمهنّ إلى فئة «مُصدري الأوامر». كما يمكن تدريب الكلاب على الاستجابة للأوامر بلغة الإشارة، إذا كان أصحابها من البكم.
تبدأ رحلة تدريب الكلب بزيارة أولية للمنزل، يدرس خلالها المدرب شخصيته لتحديد الوسائل المناسبة للتعامل معه خلال التدريب، بينما تخصص المحاضرة الأولى لصاحب الكلب، يتعلم خلالها أفضل الوسائل للتّعامل معه، ومعلومات عامة عن كلبه، استناداً إلى فصيلته وعمره وشخصيته.
ويستمر تدريب الطّاعة، لمدة أربع حصص تستغرق كل منها ساعة واحدة؛ حيث يُدَرّب الكلب على تنفيذ سبعة أوامر محدّدة، هي: تعالَ، امشِ، اجلس «وتعني أن يجلس على الأرض»، تحت «وتعني أن ينام الكلب على الأرض في استرخاء تام»، قم، امشِ بجانبي، لا تتحرك «وتعني أن يقف الكلب في مكانه بلا حراك»، إضافة إلى ما يُسمّى «أوامر المنع»، وهي أي أوامر يلقيها صاحب الكلب وتسبقها كلمة «لا». وتحدّد الأسرة شخصاً واحداً أو أكثر يمكنه أن يعطي الأوامر للكلب، ويمكن تدريب الكلب على تنفيذ الأوامر بلغة الإشارة، إذا كان صاحبه أبكم أو لا يستطيع الكلام بسبب التقدم في العمر.
يقول عبد الرحمن درويش، وهو مدرّب كلاب في أكاديمية «فيت كود»، لـ«الشرق الأوسط»: «لا تتوقف مهمتي عند تدريب الكلب؛ بل تمتد لتدريب أصحابه على أفضل الوسائل للتّعامل معه، وعندما ترفض الزّوجة المشاركة، أحاول إقناعها بأنّه أمر جيد؛ لأنّها قد تحتاج إلى التعامل مع الكلب في أوقات وجودها وحدها في المنزل. كما أشجّع الأسر على إعطاء الأطفال ميزة إلقاء الأوامر؛ لأنّهم أيضاً يمكنهم أن يتعرّضوا لموقف يحتاجون فيه إلى إصدار أمر ما للكلب».
ويضيف درويش: «عندما تحدّد الأسرة الأشخاص الذين يحق لهم إصدار الأوامر للكلب، أحتاج فقط إلى وجود كل منهم منفرداً مع الكلب خلال التدريب لنحو 5 أو 10 دقائق، يُدرّب خلالها على إلقاء الأوامر المختلفة، إذ يكون الكلب قد تعلّم منّي تنفيذ الأوامر. وتوجد فترة متابعة لمدة عام، تتضمن زيارة منزلية كل ثلاثة أشهر للتأكّد من عدم وجود مشكلات في تنفيذ الأوامر، وعندما توجد مشكلة يكون سببها غالباً صاحب الكلب الذي لا يُجيد التعامل معه. فعلى سبيل المثال يحتاج أي كلب إلى الترويض لنحو ساعة يومياً، وإذا لم يحدث ذلك يُصاب بمشكلات نفسيّة».
يتضمن تدريب تعديل السّلوك جلسات للكلب، وتعديل بعض سلوكياته التي تسبب مشكلات لصاحبه، من بينها أن يقفز الكلب على الأطفال بطريقة خطيرة خلال اللعب معهم، أو أن يجري في الشّارع منفرداً تاركاً صاحبه، أو يهاجم الأشخاص الذين لا يعرفهم.
ويمكن أن يكون الكلب من فصيلة جيدة؛ لكنّ شخصيته لا تساعده على تولّي الحراسة، لذلك يدرس المدرب شخصية الكلب ليحدّد ما إذا كان يمكنه أن يتولّى الحراسة أم لا، ويحتوي تدريب الحراسة المنزلية على أربع خطوات يقوم بها الكلب لحراسة المنزل، هي: «التركيز» حيث يحدد الكلب محيطاً آمناً للمنطقة التي يحرسها، والتي غالباً تكون محيط المنزل، وينتبه لأي غرباء من خلال حاسة الشّم، و«الزمجرة» التي يُصدرها لإخافة اللص أو المقتحم، و«الهجوم» و«التوقف»، وهما أمران يصدرهما صاحب المنزل طالباً من الكلب التوقف عن الهجوم، غير أنّه يظلّ يزمجر للاستمرار في إخافة اللص، ويفضل بعض أصحاب الكلاب ألا يُدرّب كلابهم على الجزء الخاص بالهجوم في حال عدم وجودهم في المنزل، خشية أن يهجم على أي شخص لمجرد أنّه غريب. ويكتفون بالوصول لمرحلة «الزمجرة» بينما يربطون الهجوم بإصدارهم الأمر للكلب.
من جانبها تقول خلود عمر، مديرة العمليات في أكاديمية «فيت كود» لتدريب الكلاب، لـ«الشرق الأوسط»: «يوجد إقبال كبير من المصريين خلال السّنوات الأخيرة على اقتناء الكلاب، لذلك عملاؤنا متنوعون وينتمون إلى شرائح وأعمار مختلفة، وقد وصل عدد مستخدمي تطبيق طلب خدماتنا لنحو 20 ألف مستخدم. ونقدم خدمات مختلفة للرّعاية الطبية لجميع الحيوانات، منها الخدمات الصّحية والتنظيفية للكلاب والقطط، ونرعى عمليات تبنّي الكلاب والزواج، كما نقدم برامج لتربية جراء الكلاب، وعقب أي تدريب نعطي للعميل شهادة موثقة تتضمّن اسم الكلب ونوعه وعمره».
أكاديميات مصرية لتدريب كلاب المنازل وتعديل سلوكها
تُمكنها من تلقي أوامر الصّم والبكم بلغة الإشارة
أكاديميات مصرية لتدريب كلاب المنازل وتعديل سلوكها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة