أكاديميات مصرية لتدريب كلاب المنازل وتعديل سلوكها

تُمكنها من تلقي أوامر الصّم والبكم بلغة الإشارة

عبد الرحمن درويش مدرب الكلاب
عبد الرحمن درويش مدرب الكلاب
TT

أكاديميات مصرية لتدريب كلاب المنازل وتعديل سلوكها

عبد الرحمن درويش مدرب الكلاب
عبد الرحمن درويش مدرب الكلاب

أصبح الآن في مقدور المصريين تدريب كلابهم في المنازل على الطّاعة والحراسة وتهذيب سلوكياتهم الخاطئة، من خلال «أكاديميات تدريب الكلاب» التي انتشرت مؤخراً، وتتضمّن دورات تنفيذ الأوامر، تدريبات للكلب وصاحبه، ويمكن للأسرة اختيار شخص أو أكثر من بينها ليتحكّم في إصدار الأوامر، غير أنّ كثيراً من الزّوجات يرفضن ضمهنّ إلى فئة «مُصدري الأوامر». كما يمكن تدريب الكلاب على الاستجابة للأوامر بلغة الإشارة، إذا كان أصحابها من البكم.
تبدأ رحلة تدريب الكلب بزيارة أولية للمنزل، يدرس خلالها المدرب شخصيته لتحديد الوسائل المناسبة للتعامل معه خلال التدريب، بينما تخصص المحاضرة الأولى لصاحب الكلب، يتعلم خلالها أفضل الوسائل للتّعامل معه، ومعلومات عامة عن كلبه، استناداً إلى فصيلته وعمره وشخصيته.
ويستمر تدريب الطّاعة، لمدة أربع حصص تستغرق كل منها ساعة واحدة؛ حيث يُدَرّب الكلب على تنفيذ سبعة أوامر محدّدة، هي: تعالَ، امشِ، اجلس «وتعني أن يجلس على الأرض»، تحت «وتعني أن ينام الكلب على الأرض في استرخاء تام»، قم، امشِ بجانبي، لا تتحرك «وتعني أن يقف الكلب في مكانه بلا حراك»، إضافة إلى ما يُسمّى «أوامر المنع»، وهي أي أوامر يلقيها صاحب الكلب وتسبقها كلمة «لا». وتحدّد الأسرة شخصاً واحداً أو أكثر يمكنه أن يعطي الأوامر للكلب، ويمكن تدريب الكلب على تنفيذ الأوامر بلغة الإشارة، إذا كان صاحبه أبكم أو لا يستطيع الكلام بسبب التقدم في العمر.
يقول عبد الرحمن درويش، وهو مدرّب كلاب في أكاديمية «فيت كود»، لـ«الشرق الأوسط»: «لا تتوقف مهمتي عند تدريب الكلب؛ بل تمتد لتدريب أصحابه على أفضل الوسائل للتّعامل معه، وعندما ترفض الزّوجة المشاركة، أحاول إقناعها بأنّه أمر جيد؛ لأنّها قد تحتاج إلى التعامل مع الكلب في أوقات وجودها وحدها في المنزل. كما أشجّع الأسر على إعطاء الأطفال ميزة إلقاء الأوامر؛ لأنّهم أيضاً يمكنهم أن يتعرّضوا لموقف يحتاجون فيه إلى إصدار أمر ما للكلب».
ويضيف درويش: «عندما تحدّد الأسرة الأشخاص الذين يحق لهم إصدار الأوامر للكلب، أحتاج فقط إلى وجود كل منهم منفرداً مع الكلب خلال التدريب لنحو 5 أو 10 دقائق، يُدرّب خلالها على إلقاء الأوامر المختلفة، إذ يكون الكلب قد تعلّم منّي تنفيذ الأوامر. وتوجد فترة متابعة لمدة عام، تتضمن زيارة منزلية كل ثلاثة أشهر للتأكّد من عدم وجود مشكلات في تنفيذ الأوامر، وعندما توجد مشكلة يكون سببها غالباً صاحب الكلب الذي لا يُجيد التعامل معه. فعلى سبيل المثال يحتاج أي كلب إلى الترويض لنحو ساعة يومياً، وإذا لم يحدث ذلك يُصاب بمشكلات نفسيّة».
يتضمن تدريب تعديل السّلوك جلسات للكلب، وتعديل بعض سلوكياته التي تسبب مشكلات لصاحبه، من بينها أن يقفز الكلب على الأطفال بطريقة خطيرة خلال اللعب معهم، أو أن يجري في الشّارع منفرداً تاركاً صاحبه، أو يهاجم الأشخاص الذين لا يعرفهم.
ويمكن أن يكون الكلب من فصيلة جيدة؛ لكنّ شخصيته لا تساعده على تولّي الحراسة، لذلك يدرس المدرب شخصية الكلب ليحدّد ما إذا كان يمكنه أن يتولّى الحراسة أم لا، ويحتوي تدريب الحراسة المنزلية على أربع خطوات يقوم بها الكلب لحراسة المنزل، هي: «التركيز» حيث يحدد الكلب محيطاً آمناً للمنطقة التي يحرسها، والتي غالباً تكون محيط المنزل، وينتبه لأي غرباء من خلال حاسة الشّم، و«الزمجرة» التي يُصدرها لإخافة اللص أو المقتحم، و«الهجوم» و«التوقف»، وهما أمران يصدرهما صاحب المنزل طالباً من الكلب التوقف عن الهجوم، غير أنّه يظلّ يزمجر للاستمرار في إخافة اللص، ويفضل بعض أصحاب الكلاب ألا يُدرّب كلابهم على الجزء الخاص بالهجوم في حال عدم وجودهم في المنزل، خشية أن يهجم على أي شخص لمجرد أنّه غريب. ويكتفون بالوصول لمرحلة «الزمجرة» بينما يربطون الهجوم بإصدارهم الأمر للكلب.
من جانبها تقول خلود عمر، مديرة العمليات في أكاديمية «فيت كود» لتدريب الكلاب، لـ«الشرق الأوسط»: «يوجد إقبال كبير من المصريين خلال السّنوات الأخيرة على اقتناء الكلاب، لذلك عملاؤنا متنوعون وينتمون إلى شرائح وأعمار مختلفة، وقد وصل عدد مستخدمي تطبيق طلب خدماتنا لنحو 20 ألف مستخدم. ونقدم خدمات مختلفة للرّعاية الطبية لجميع الحيوانات، منها الخدمات الصّحية والتنظيفية للكلاب والقطط، ونرعى عمليات تبنّي الكلاب والزواج، كما نقدم برامج لتربية جراء الكلاب، وعقب أي تدريب نعطي للعميل شهادة موثقة تتضمّن اسم الكلب ونوعه وعمره».


مقالات ذات صلة

دراسة تربط الخيول بإمكانية ظهور وباء جديد... ما القصة؟

يوميات الشرق طفل يمتطي حصاناً في سوق الماشية بالسلفادور (رويترز)

دراسة تربط الخيول بإمكانية ظهور وباء جديد... ما القصة؟

كشف بحث جديد أنه يمكن لفيروس إنفلونزا الطيور أن يصيب الخيول دون أن يسبب أي أعراض، مما يثير المخاوف من أن الفيروس قد ينتشر دون أن يتم اكتشافه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تشعر فعلاً بالألم (غيتي)

الكركند والسرطانات «تتألم»... ودعوة إلى «طهوها إنسانياً»

دعا علماء إلى اتّباع طرق إنسانية للتعامل مع السرطانات والكركند والمحاريات الأخرى داخل المطبخ، بعدما كشفوا للمرّة الأولى عن أنّ القشريات تشعر فعلاً بالألم.

«الشرق الأوسط» (غوتنبرغ)
يوميات الشرق العلماء الدوليون ألكسندر ويرث (من اليسار) وجوي ريدنبرغ ومايكل دينك يدرسون حوتاً ذكراً ذا أسنان مجرفية قبل تشريحه في مركز إنفيرماي الزراعي «موسغيل» بالقرب من دنيدن بنيوزيلندا 2 ديسمبر 2024 (أ.ب)

علماء يحاولون كشف لغز الحوت الأندر في العالم

يجري علماء دراسة عن أندر حوت في العالم لم يتم رصد سوى سبعة من نوعه على الإطلاق، وتتمحور حول حوت مجرفي وصل نافقاً مؤخراً إلى أحد شواطئ نيوزيلندا.

«الشرق الأوسط» (ويلنغتون (نيوزيلندا))
يوميات الشرق صورة تعبيرية لديناصورين في  بداية العصر الجوراسي (أ.ب)

أمعاء الديناصورات تكشف كيفية هيمنتها على عالم الحيوانات

أظهرت دراسة حديثة أن عيَّنات من البراز والقيء وبقايا أطعمة متحجرة في أمعاء الديناصورات توفّر مؤشرات إلى كيفية هيمنة الديناصورات على عالم الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.