محمد أسامة... قصة نجاح أول مذيع مصري في الصين

لقّبه جمهوره بـ«التنين» وأصبح ضيفاً دائماً على الفضائيات

محمّد أسامة يقتحم وسائل الإعلام الصينية المكتوبة والمرئية
محمّد أسامة يقتحم وسائل الإعلام الصينية المكتوبة والمرئية
TT

محمد أسامة... قصة نجاح أول مذيع مصري في الصين

محمّد أسامة يقتحم وسائل الإعلام الصينية المكتوبة والمرئية
محمّد أسامة يقتحم وسائل الإعلام الصينية المكتوبة والمرئية

شاب مصري أصبح وجهاً إعلامياً لامعاً في الصين له ملايين المتابعين، إنّه محمد أسامة الملقّب بـ«التنين المصري» الذي اقتحم وسائل الإعلام الصينية المكتوبة والمرئية بل وحقّق نجومية في عالم «السوشيال ميديا» الصينية، فاقت نجومية مشاهير السينما وأصبح الصينيون يعرفونه باسم «مو شياو لونغ».
أن تكون مصريا تتقن الصينية بات أمرا يشتهر به عدد من المصريين الناجحين في الصين، لكنّ محمد أسامة (30 سنة) استطاع أن يكون أول مذيع أجنبي في تاريخ التلفزيون الصّيني بملامحه المصرية.
أسامة صاحب قصة ملهمة في المجال الإعلامي، تعرفت عليها «الشرق الأوسط» عبر مقاطع فيديو كثيرة تؤكد أنّ هذا الشاب أصبح من الوجوه الإعلامية المهمّة في الصين حيث بات اسمه يتردد في نشرات الأخبار عبر تقارير تقدم قصة نجاحه. لم يكن «التنين المصري» يعرف يوماً أنّ دراسته للغة الصينية وآدابها بكلية الآداب جامعة القاهرة، سوف تكتب قصة نجاحه كمذيع ناجح في الصين تنتشر صوره في أشهر ميادين الصين وفي أهم صحفها.
يقول أسامة لـ«الشرق الأوسط»، إنّه بدأ حياته المهنية عام 2010. في مجال الإرشاد السّياحي، لكنّ صدفة غير متوقعة غيرت مسار حياته بعد أن طلبت منه شركة إنتاج أفلام وثائقية صينية التعاون معها لإنتاج فيلم عن ثورة يناير (كانون الثاني) 2011. من هنا أحب أسامة الفكرة التي جعلته يقدم صورة جميلة عن بلاده تدعمها وتنقل للعالم صورة مصر الحقيقية وبشكل إيجابي.
هذا الهدف السّامي وضعه «التنين المصري» نصب عينيه وقرّر أن يعمل في مجال يعاونه على أن يكون سفيراً في مجال التبادل الثّقافي بين حضارتين من أعرق الحضارات الإنسانية المصرية والصينية.
وكان أسامة قد سافر عام 2007 إلى الصّين عقب فوزه في مسابقة المناظرة الدُّولية للجامعات في التلفزيون المركزي الصيني، ما أهّله ليتعرف على الشّعب الصيني عن قرب. وفي عام 2009. قدّم في مصر حفل المركز الثّقافي الصّيني بحضور رئيس الوزراء الصيني الحالي ون جي باو، وهو ما شجعه أن يحمل حلمه ويسافر إلى الصين عام 2011، ليستقر في بكين ويعمل صحافيّاً أجنبيّاً في وكالة الأنباء الرسميّة شينخوا (الصين الجديدة)، ومنذ ذلك الوقت وهو يعمل محررّاً إخباريا يراجع ويكتب الأخبار الصينية بالعربية.
ويروي أسامة قائلاً: «اشتركت في مختلف البرامج التلفزيونية الصينية حتى أصبح لي برنامج دائم أشارك فيه بصورة أسبوعية هو برنامج محادثات غير رسمية في قناة هوبي، بصفتي ممثلاً لمصر من بين 11 شابا من دول مختلفة، على مدار موسمين كاملين اشتركت خلالهما في أكثر من 110 حلقات بلغت مدة الحلقة الواحدة ساعة ونصفا، عرضت بشكل أسبوعي». قدم خلالها أسامة صورة لبلاده عكس تلك التي يتصوّرها بعض الصينيين أنّ المصريين يذهبون إلى عملهم على الجمال، وتفاصيل حياتيه يومية عن الشباب والزواج والمواصلات وأهم المدن السياحيّة المصرية وعادات الطّعام وغيرها.
وكان نجاح أسامة في البرنامج بابا لتتكرّر التجربة حيث أصبح «التنين المصري» ضيفا يُبهر الجمهور الصيني في الكثير من القنوات.
يقول أسامة: «من خلال مشاركتي في البرنامج عرّفت المشاهدين الصينيين بمصر وثقافتها وحضارتها العريقة حتى تجاوز عدد متابعي على موقع التواصل الاجتماعي «سيناويبو» الأشهر في الصين، 650 ألف متابع، فيما تجاوز عدد المشاهدات لبعض من مقاطع الفيديو الخاصة بتصحيح صورة مصر لدى الصينيين والتي أصورها بشكل ذاتي على حسابي الخاص، حاجز الخمسة ملايين مشاهدة».
بات اسم محمد أسامة في أي برنامج يعني أنّه سيحظى بنسبة مشاهدات عالية وجماهيرية كبيرة، ومن هنا أصبح مقدما وضيفا دائما في برامج حوارية في التلفزيون الصيني، يتحدث باللغة الصينية بطلاقه أهلها بل ويغنّي بها أيضا.
خلال أكثر من سبع سنوات في الصين، نجح أسامة في أن يصبح جسراً للتّواصل الثّقافي بين مصر والصين، يضيف «اشتركت في الكثير من البرامج التلفزيونية وأقمت الكثير من الندوات في الصين للحديث عن الثقافة المصرية، كما شاركت في برامج «صباحك مصري» و«يحدث في مصر» بقنوات (إم بي سي) وبرنامج «القاهرة اليوم» في قنوات «أوربت» فضلاً عن ندوات في المركز الثّقافي الصيني في القاهرة، وحصلت على شهادات تكريم من الجانب الصيني لدوري في تعزيز التبادل الثّقافي بين البلدين».
ويتابع أسامة «على صعيد عملي الصحافي في وكالة أنباء شينخوا، أحرزت نجاحاً كبيراً حينما غطّيت أحداث الدورتين السنويتين للهيئتين العليين التشريعية والاستشارية في الصين، لأصبح أول أجنبي في تاريخ وسائل الإعلام الصينية يغطّي مثل هذا الحدث الذي يحظى بخصوصية كبيرة في الصين». وعن أهم الفعاليات التي شارك في تغطيتها بالصين، يلفت أيضاً «قمت بتغطية الكثير من الأحداث الكبيرة في الصين مثل منتدى الحزام والطريق ومنتدى «بواو» الاقتصادي ومنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا الباسيفيك وغيرها».
الأمر الرائع الذي يقوم به أسامة أيضا أنه يُصوّر مقاطع فيديو بالعربية لتعريف الشّباب المصري بالحضارة الصينية، ويرصد ملامح التطور التكنولوجي الكبير في الصين مخترقاً آلاف الأميال بين الصين والعالم العربي.
حالياً يُنجز أسامة عمله اليومي في تغطية أخبار الصين، واستخدام وسائل الإعلام الجديدة، للعمل بثلاث لغات يتقنها بشكل تام وهي العربية والصينية والإنجليزية، إلى جانب المحاضرات والنّدوات في أهم الجامعات الصينية.


مقالات ذات صلة

لماذا تم حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي في مصر؟

يوميات الشرق مبنى التلفزيون المصري «ماسبيرو» (تصوير: عبد الفتاح فرج)

لماذا تم حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي في مصر؟

أثار إعلان «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي تساؤلات بشأن دوافع هذا القرار.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا الكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام (موقع الهيئة)

مصر: «الوطنية للإعلام» تحظر استضافة «العرّافين»

بعد تكرار ظهور بعض «العرّافين» على شاشات مصرية خلال الآونة الأخيرة، حظرت «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر استضافتهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق قرارات «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» أثارت جدلاً (تصوير: عبد الفتاح فرج)

​مصر: ضوابط جديدة للبرامج الدينية تثير جدلاً

أثارت قرارات «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» بمصر المتعلقة بالبرامج الدينية جدلاً في الأوساط الإعلامية

محمد الكفراوي (القاهرة )
الولايات المتحدة​ ديبورا والدة تايس وبجانبها صورة لابنها الصحافي المختفي في سوريا منذ عام 2012 (رويترز)

فقد أثره في سوريا عام 2012... تقارير تفيد بأن الصحافي أوستن تايس «على قيد الحياة»

قالت منظمة «هوستيدج إيد وورلدوايد» الأميركية غير الحكومية إنها على ثقة بأن الصحافي أوستن تايس الذي فقد أثره في سوريا العام 2012 ما زال على قيد الحياة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي شخص يلوّح بعلم تبنته المعارضة السورية وسط الألعاب النارية للاحتفال بإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق (رويترز)

فور سقوطه... الإعلام السوري ينزع عباءة الأسد ويرتدي ثوب «الثورة»

مع تغيّر السلطة الحاكمة في دمشق، وجد الإعلام السوري نفسه مربكاً في التعاطي مع الأحداث المتلاحقة، لكنه سرعان ما نزع عباءة النظام الذي قمعه لعقود.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.