أطباق بغدادية قديمة تتفوق على الأكلات الحديثة في رمضان

أشهرها «الدولمة» و«البرياني» و«القوزي»

حسين وريد يحمل طبقا من الدولمة العراقية (الطبق التقليدي) وذلك استعدادا لطعام الافطار في رمضان في بغداد (رويترز)
حسين وريد يحمل طبقا من الدولمة العراقية (الطبق التقليدي) وذلك استعدادا لطعام الافطار في رمضان في بغداد (رويترز)
TT

أطباق بغدادية قديمة تتفوق على الأكلات الحديثة في رمضان

حسين وريد يحمل طبقا من الدولمة العراقية (الطبق التقليدي) وذلك استعدادا لطعام الافطار في رمضان في بغداد (رويترز)
حسين وريد يحمل طبقا من الدولمة العراقية (الطبق التقليدي) وذلك استعدادا لطعام الافطار في رمضان في بغداد (رويترز)

يتميز شهر رمضان في بغداد، إضافة إلى طقوسه وعباداته المعروفة، بروائح أكلاته المفضلة وأشكالها المميزة التي لا تطبخ في العادة في كل الشهور، وعادة ما تحرص العوائل البغدادية على تجهيزها للصائمين قبل فترة من الشهر الفضيل كجزء من تقاليده، على الرغم من ارتفاع أسعار موادها، واضطراب الأوضاع الأمنية التي أسهمت في تراجع بعض طقوسها، واقتصارها على العوائل التي تقطن المناطق الآمنة.
ومع منافسة بعض الأكلات الغربية الجديدة التي طرأت في المجتمع العراقي ويفضلها الشباب وافتتاح مطاعم حديثة لها، مثل اللازانيا والكنتاكي والفاهيتا، إلا أن أيام رمضان تعيد للمشهد الأكلات العراقية التقليدية التي لا بد أن تتوسط أي سفرة رمضانية، خاصة عند قدوم ضيوف في تعبير عن الضيافة الحقيقية، وأهمها أطباق الكباب المعمول بالخضراوات والبصل، والتكة، والشوربة، والبرياني، والمقلوبة، والقوزي، والرز مع مرق البامية أو الباذنجان (التبسي) أو الفاصوليا، والكبة بكل أنواعها، والمحاشي، والدولمة العراقية بنكتها المعروفة وطعمها الحار، وهناك أيضا أكلة الشيخ محشي؛ الصفراء والحمراء، والسمك المسقوف، والمقبلات، والمخللات، واللبن الرائب.
ولا تكاد تخلو أي مائدة عراقية من الأكلات الدسمة التي تحتوي على سعرات عالية، لأجل تعويض النقص الحاصل للصائم خلال النهار بحسب رأي البغاددة القدماء.
تقول أم سعد (55 سنة)، التي تسكن منطقة بغداد الجديدة، لـ«الشرق الأوسط»: «سفرة رمضان من أهم الطقوس التي نحرص على أن تكون منوعة وغنية بالأكلات الشهية، خصوصا في حالة وجود ضيوف مدعوين على الإفطار، وهي رغم تسببها بعسر الهضم فإنها تعد جزءا من الكرم العراقي المعروف»، وأضافت: «هذا العام اكتفيت بتسوق بعض المواد الرمضانية الخاصة بالأكلات، والعصائر، والفواكه المجففة، والحبوب، ولم أشترِ الكثير لأني مثل غيري أنتظر أن تستقر أوضاع البلاد».
وعن أهم الأكلات الرمضانية، تقول: «أحرص على تجهيز أكلة (الهريسة) للعائلة في رمضان، خصوصا أنها شهية ومقوية، وأكلة تشعرك بالشبع طيلة النهار، وتتكون من أنواع من الحبوب المجففة، وأهمها مادة الحبية التي تطبخ على اللحم وعظامه؛ مما يعطيها نكهة خاصة وغنية».
أما أم يوسف (32 سنة)، موظفة تعمل في وزارة الصناعة والمعادن، فقد تهيأت لرمضان بشراء بعض الأكلات الجاهزة، لأنها، وبحسب قولها، لا تستطيع تجهيزها كلها خلال الشهر الفضيل بسبب ارتباطها بالعمل خارج البيت، لكنها تحاول أن تصنع لعائلتها بعض الشوربات الخفيفة والسلطات التي يفضلونها، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد أشهى من الأكل العراقي؛ لذا هو مطلوب في كل البلدان المجاورة، وهي تفضل ما تصنعه والدتها أو ما تراقبه من طبخات على الفضائيات».
ركن الحلويات العراقية ليس ببعيد عن السفرة الرمضانية، فأغلب البيوتات تحرص على تجهيز أو اقتناء أحد الأنواع منها في كل يوم، تقدم بعد وجبة الإفطار، ومن أشهرها الزلابية، والكنافة، وزنود الست الشهيرة.
ومن داخل الحضرة الكاظمية في شمال العاصمة العراقية بغداد (أحد أهم المراقد الدينية في المدينة) يعج الصحن الشريف بالمئات من العوائل العراقية في رمضان وهي تفترش سفرة الإفطار وتتنوع الأكلات، وبالقرب منهم يوزع التمر واللبن ساعة الإفطار للصائمين كجزء من طقوس رمضان، بعد أداء صلاة الجماعة، كذلك تبادل الدولمة الشهيرة بين العوائل القريبة، والحلويات، وأقداح الشاي، والحامض.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.